ندد بيان صادر على موقع جماعة الإخوان المسلمين في مصر على لسان المعتصمين في ميدان "رابعة العدوية" تأييدا للرئيس المعزول، محمد مرسي، ببيان ألقته طائرة يدعو المحتجين للمغادرة مع وعد بعدم ملاحقتهم. فيما، قال عصام سلطان، عضو مجلس الشعب المصري السابق المتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، إنه لا يتصور وجود حل للوضع الراهن في البلاد إلا بمغادرة عبدالفتاح السيسي.
وقال البيان، متوجها إلى من وصفهم بـ"الإنقلابيين": "ألقت طائرتكم أو بالأحرى طائرتنا التي تستخدمونها لمصلحتكم الشخصية رغم أنها ملك للشعب، منشورًا على المعتصمين.
بدأ المنشور بسلسلة من عبارات المديح لشباب التيارات الدينية كما أسماها ونحن نري فيها لوناً من النفاق فالخطاب الإعلامي كله يحض على كراهية هذا التيار، ويدعو إلى إقصائه وبعضه يدعو إلى استئصاله ويبرر المجازر والمطاردات التي ترتكب في حقه".
وأضاف بيان الرد أن من وصفهم بـ"الإنقلابيين "حريصون على استقرار السلطة في أيديهم غير عابئين ولا محترمين الشعب وسيادته وإرادته وحقه في تقرير مصيره، وحريصون على اقتحام مجال السياسة والانحياز الحزبي وتهديد السلام الاجتماعي، بل تهديد الجيش نفسه بالإيقاع بينه وبين الشعب وربما بين رجاله بعضهم وبعض".
وتابع البيان: "يتهرب المنشور من جوهر القضية ويدعو المعتصمين للانفضاض مع وعد بعدم الملاحقة، والمعتصمون لم يقترفوا جرما يخشون ملاحقتهم من أجله، فهم يتظاهرون سلمياً.. ونحن نؤكد لهم أن جوهر القضية هو اغتصاب السلطة بانقلاب عسكري وإلغاء الشرعية الدستورية بتجميد الدستور".
وختم البيان بالقول: "هناك نقطة ثانوية، وهي أن المنشور يقول في ختامه (ونؤكد لكم أنه لا ملاحقة لأي أحد يترك الميدان ويعود إلي بيته والله علي ما نقول وكيل) والعبارة الأخيرة تثير الدهشة، ألم يقسم قادة الانقلاب أغلظ الأيمان على احترام الشرعية والدستور والقانون ثم خانوا الأمانة.. وبعد ذلك هل يمكن أن يصدقهم أحد؟! فالشعب المصري ليس ساذجًا ولا يمكن أن يلدغ من جحر مرتين".
وكانت طائرات حربية قد ألقت منشورات على المعتصمين في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" تدعوهم للمغادرة مع وعود بعدم الملاحقة، كما تعهدت المنشورات بأن من يقرر البقاء فهو "آمن"، مع ضرورة الحفاظ على السلمية وعدم الاقتراب من المنشآت العامة والوحدات العسكرية.
عصام سلطان
فيما، قال عصام سلطان، عضو مجلس الشعب المصري السابق ونائب رئيس حزب "الوسط" الإسلامي المتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، إنه لا يتصور وجود حل للوضع الراهن في البلاد إلا بمغادرة وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة، عبدالفتاح السيسي، كما فعل الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، خوفا من "انتقام الشعب" على حد وصفه.
وقال سلطان: "لا أتصور حلا لما وضعنا السيسي فيه إلا برحيل السيسي نفسه خارج البلاد، أي هروبه مثل زين العابدين بن علي، ذلك أن الذي يسيطر على تفكير السيسي ويمنعه عن الرؤية والإدراك وتقدير الموقف هو اعتقاده بأن الشعب سينتقم منه إن آجلا أو عاجلا."
وتابع سلطان بالقول إن "فكرة الانتقام" هي المسيطرة على عقل السيسي الآن، ولذلك فإن إصراره على الاستمرار "هو لحماية نفسه أولا وقبل الوفاء لأي أطراف داخلية أو خارجية بأي اتفاقات " متهما قائد القوات المسلحة بالتصرف بحسب توصيات الصحفي محمد حسنين هيكل الذي قال إنه تسبب سابقا بهزيمة مصر عام 1967.
وأضاف نائب رئيس حزب الوسط، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك": "أما إذا اختار السيسي الأخرى، وهي إراقة مزيد من الدماء والمذابح كمذبحة الحرس الجمهوري، فلن ينجو بنفسه أمام شعب سلمي، يفضل أن يواجه الموت بصدور عارية ليصل إلى غاياته النبيلة، ولا يصدر عنه أي عنف تجاه قواته المسلحة".
واعتبر سلطان أن قادة الجيش فوجئوا بما فعله السيسي، وأنهم كانوا يتصورون أنه سيتجه للإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة أو استفتاء على بقاء الرئيس، مضيفا أن أولئك القادة "يشعرون بالخيانة مثلنا تماما، وأنهم يحاربون في معركة ليسوا طرفا فيها ولم يختاروها" وختم بالقول: "أعتقد أن قادة القوات المسلحة سيقومون بتوصيل السيسي إلى المطار، إنقاذا لشعب لا يستحق منهم إلا البر وحقن الدماء".
اضف تعليق