قرر سكان سامراء العراقية بدء عصيان مدني, تضامناً مع أهالي محافظة الأنبار وذلك احتجاجاً على ممارسات رئيس الوزراء نوري المالكي وسط توقعات بانضمام الموصل وديالى للعصيان المدني.
وذكر موقع "العربية نت" الإلكتروني أن احتجاجات عمت محافظتي الأنبار وصلاح الدين للتنديد باعتقال عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي, وللتعبير عن رفض سياسات الحكومة التي اتهمها المتظاهرون باستهداف السنة.
وأطلق المحتجون في الأنبار وصلاح الدين اسم "أربعاء الكرامة" على اليوم الرابع لتظاهراتهم واعتصامهم.
وانطلقت التظاهرات بعد اعتقال نحو 100 شخص من حراس عضو "القائمة العراقية" العيساوي بتهمة القيام بأنشطة إرهابية.
وقطع المتظاهرون في الأنبار الطريق الدولي الذي يربط بغداد بعمان ودمشق, مطالبين الحكومة المركزية بوقف استهداف السنة في البلاد, كما عكست اللافتات مطلبهم بإسقاط حكومة المالكي وإطلاق سراح المعتقلين في السجون.
وشارك العيساوي ونواب "ائتلاف العراقية" في تظاهرة محافظة الأنبار, كما انضم إلى التظاهرة عدد من شيوخ مناطق جنوب العراق.
ومنذ اندلاع الأزمة دعت القيادات السياسية في صلاح الدين والأنبار, أهل السنة إلى مقاطعة العملية السياسية بعد ما وصفت إجراءات الحكومة بالاستفزازية والمحرضة على استهداف مكون مهم من مكونات العراق السياسية.
طوارئ فى الانبار
إلى ذلك، كشف مصدر أمني أن السلطات العراقية أعلنت، أمس الخميس، حالة الطوارئ في محافظة الأنبار التي تشهد لليوم السادس على التوالي تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء نوري المالكي.
وأضاف المصدر عينه لوكالة "سكاي نيوز" أن الحكومة العراقية سحبت صلاحيات محافظ المدينة، ونقلت سلطة إدارة المحافظة إلى قائد عمليات المحافظة، وذلك بعد أن أعلن مجلس محافظة الأنبار العصيان الشعبي.
وذكر موقع "العراق للجميع" على شبكة الإنترنت أن نحو 1000 من رجال الدين وائمة وعلماء محافظة نينوى شاركوا في "تظاهرة سلمية بالقرب من مبنى مجلس المحافظة، للمطالبة بخروج قوات الجيش والشرطة الاتحادية وخروج المعتقلين والمعتقلات من السجون العراقية".
وشهدت مدن عدة، أمس الخميس، في محافظات الأنبار ونينوى تظاهرات شارك فيها آلاف المحتجين الذين يتهمون المالكي بتهميش المناطق ذات الأغلبية السنية على خلفية السياسة "الكيدية" التي ينتهجها إزاء هذه المناطق.
ونقلت صفحة "الثورة الأنبارية الكبرى ضد نوري المالكي" على فيسبوك عن الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، حارث الضاري، قوله إنه "يحيي الثورة ويدعو كل أبناء المحافظات العراقية إلى مساندة المنتفضين والوقوف معهم ضد الحكام القتلة والسارقين لأموال العراق".
وكانت الاحتجاجات اندلعت، الأسبوع الماضي، في أعقاب اعتقال السلطات العراقية أفراد حماية وزير المالية، رافع العيساوي، الذي ينتمي للطائفة السنية، في حادثة أعادت للأذهان قضية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي.
حرب أهلية
من جانبه، حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من حرب أهلية وتقسيم العراق، ووصف رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه مستبد ودموي، وتوقع هبّة شعبية عفوية تطيح به.
وقال الهاشمي في حوار نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية أمس الخميس: "أعتقد بأن تراكمات الظلم والفساد وسوء الإدارة ستؤدي إلى هبّة شعبية عفوية يتبناها ملايين من المحبطين والمظلومين، ومن الفقراء والعاطلين من العمل"، مؤكداً وجود أدلة على اتهامه للمالكي بدعم النظام اسوري.
وفي هذا الصدد صرح قائلاً: "توجد أدلة قاطعة، والمالكي اعترف في تصريح قبل أسابيع بأن الحكومة العراقية غير قادرة على تفتيش الطائرات الإيرانية بعد تعهّدات قطعها للجامعة العربية والأمم المتحدة، وقلت منذ اليوم الأول لتعهده للإدارة الأمريكية إن هذا الرجل يكذب
اتفاق بغداد وأربيل
من جهة أخرى, أعلن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي, التوصل إلى اتفاق لحل شامل للأزمة بين بغداد وأربيل, مؤكدا أن اللجنة الوزارية المشتركة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان ستجتمع الأحد المقبل في أربيل لتوقيع اتفاق نهائي بهذا الشأن.
وقال الدليمي, خلال مؤتمر صحافي في بغداد على هامش اجتماعه مع وزير البشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى ووزير الداخلية في الإقليم كريم سنجاري, إن الإجتماع توصل إلى حل شامل للأزمة بعد أن قدمت الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان رؤية إيجابية بشأنها, مشيراً إلى أن الطرفين قدما ورقتي عمل تم إنضاجهما وباتت أقرب إلى الإعلان النهائي.
وأضاف أن الورقتين تم تحويلهما إلى اللجنة العليا المشتركة ليتم إقرارهما في اجتماع يعقد, الأحد المقبل في مدينة أربيل, لافتاً الى أن اجتماع أربيل سيشهد التوقيع على ما توصلت إليه اللجنة العليا المشتركة.
وأوضح الدليمي أن نتائج الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية أثبتت نجاعة طريق الحوار والتفاهم, مؤكداً عدم وجود خلافات بين الطرفين.
وكان الوفدان العسكريان لوزارتي الدفاع العراقية والبشمركة استأنفا محادثاتهما في بغداد واستكملا خلالها المفاوضات بشأن أزمة المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.
مقتل شرطيين
ميدانياً, ذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن اثنين من عناصر الشرطة قتلا وأصيب اثنان آخران في هجوم شنه مسلحون استهدف دورية للشرطة شرقي مدينة الموصل شمال بغداد.
وقالت المصادر إن "مسلحين هاجموا دورية للشرطة العراقية في منطقة كراج شمال شرق الموصل ما تسبب في مقتل اثنين من عناصر الشرطة واصيب إثنان اخران".
اضف تعليق