واصلت المعارضة السورية محادثاتها الأحد لليوم الرابع على التوالي في اسطنبول دون إحراز تقدم وسط أنباء عن أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لم يتمكن بعد بسبب الانقسامات، من التطرق إلى موضوع البحث الرئيسي وهو اتخاذ قرار حول المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا المزمع عقده في حزيران/يونيو.
وتحت ضغوط دولية من أجل سرعة إنهاء الخلافات الداخلية بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض محادثات في اسطنبول لانتخاب قيادة توافقية وإتخاذ قرار بشأن حضور المؤتمر الذي قد يعقد في جنيف في الأسابيع القادمة.
وأصبح الائتلاف بلا أداة توجيه منذ أن استقال رئيسه معاذ الخطيب في مارس/آذار.الماضي .والخطيب رجل دين من دمشق يحظى بالاحترام بعد أن قدم مبادرتين لرحيل الأسد سلميا عن السلطة.
وضغطت واشنطن على الائتلاف لحل خلافاته وتوسيع عضويته ليضم مزيدا من الليبراليين الذين يمكنهم العمل في استقلال عن الإسلاميين.
ويقول مشاركون في الاجتماع الذي بدأ الخميس رافضين الكشف عن أسمائهم لوكالة "فرانس برس"، إن المجتمعين لا يزالون يبحثون في مسالة توسيع الائتلاف الذي طلبته دول أجنبية، وأن هذا الطلب يثير انقساما واسعا بين أعضاء الائتلاف ويعرقل الانتقال إلى مواضيع أخرى مدرجة على جدول الأعمال.
وقال أحد أعضاء الائتلاف إن "المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تدفعان في اتجاه ضم حوالى ثلاثين عضوا جديدا إلى الائتلاف بهدف تحجيم نفوذ جماعة الإخوان المسلمين فيه".
في المقابل، هناك، بحسب قوله، "تركيا وقطر اللتان تدعمان الائتلاف بتركيبته الحالية".
ويحظى الإخوان المسلمون بنفوذ واسع في الائتلاف المؤلف من تكتلات معارضة عدة، أبرزها المجلس الوطني السوري. وفي إشارة إلى السعودية والولايات المتحدة، قال عضو آخر في الائتلاف: "تم تهديدنا بأنهم لن يعطوننا أي مال أو سلاح، وبأن (الرئيس السوري) بشار الأسد سيبقى في السلطة إذا لم نسمح بهذا التوسيع".
وأضاف غاضبا: "هذه فضيحة. هذا التنافس على السلطة يقتل المعارضة السورية".
وتم التداول بحوالى مئتي اسم للانضمام إلى الائتلاف، لكن أبرزها لائحة من 25 اسما تضم المعارض المسيحي البارز ميشيل كيلو ومعه نساء وعلمانيون وشخصيات تنتمي إلى الأقليات الكردية والعلوية والمسيحية.
ويقول معارضون إن السعودية وواشنطن تدعمان بقوة انضمام كيلو إلى الائتلاف.
وأعلن خالد صالح، المتحدث باسم الائتلاف، أن المحادثات حول زيادة أعضاء الائتلاف تواصلت مساء السبت على أن يتم التصويت بأكثرية الثلثين لقبول كل عضو إضافي. وقال صالح: "آمل أن تكون لدينا أخبار جيدة" الأحد في هذا الإطار.
وأقر عضو الائتلاف، سمير نشار، بوجوب توسيع الائتلاف ليصبح أكثر تمثيلا وإدخال عدد أكبر من النساء إلى الهيئة التي حظيت باعتراف عدد كبير من الدول الغربية وجامعة الدول العربية.
وقال: "هناك حاجة أكيدة لإشراك مزيد من النساء. اليوم، لا يضم الائتلاف إلا ثلاث نساء. وهذا لا يجوز".
وقال عضو آخر رافضا نشر اسمه: "بالطبع، لا بد من التوسيع، لكن ليست هذه المشكلة الحقيقية، بل المشكلة في التصارع على النفوذ ومن خلاله على تحديد هوية الجهة التي ستشارك في مؤتمر جنيف – 2".
ومنذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من سنتين، تحاول المعارضة السورية تنظيم صفوفها وإيجاد هيكلية ممثلة لكل أطيافها، إلا أنها تصطدم غالبا بانقسامات عميقة تغذيها الصراعات الإقليمية.
ويفترض أن يبحث مؤتمر اسطنبول في موضوع المؤتمر الدولي المقترح من موسكو وواشنطن لإيجاد حل سياسي للنزاع والذي اصطلح على تسميته "جنيف-2".
واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة إلى بغداد اليوم الأحد أن بلاده ستشارك "من حيث المبدأ" في مؤتمر جنيف-2 الذي رأى فيه "فرصة مؤاتية للحل السياسي للأزمة في سوريا".
اضف تعليق