الرئيسية » أرشيف » الجامعة العربية: هدنة العيد أملٌ بعيد
أرشيف

الجامعة العربية: هدنة العيد أملٌ بعيد

استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة في عدد من المناطق السورية، لاسيما في العاصمة وضواحيها أودت بحياة العشرات، غداة تفجير دام في دمشق، ونداء أطلقه من هناك المبعوث الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار "بقرار منفرد" خلال عيد الأضحى.

وتأتي هذه الاشتباكات لتعزز مخاوف الجامعة العربية التي أعلنت أمس أن "الأمل ضعيف" في تطبيق هذه الهدنة، بينما أكدت موسكو وقوفها الى جانب هذه الهدنة، واعتبرت أنها "مسألة مهمة وجاءت في الوقت المناسب".

كما تأتي غداة يوم دام قتل فيه نحو 173 شخصا في أعمال عمت مناطق مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويصعب التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة، نظرا إلى القيود الكثيرة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين.

مقتل العشرات
ووقعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة لدمشق، بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة. وترافق القصف مع تحليق كثيف للطائرات الحربية. كما تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية. وسبق القصف اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، امتدت الى مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وفي حلب، استمر القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة أيام، واشتباكات في محيط فرع المداهمة في حي الميدان، بالإضافة الى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الإذاعة وأحياء حلب القديمة، أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين وعسكريين.

وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف التابع للقوات النظامية والمحاصر منذ أيام من "مقاتلين من الكتائب الثائرة يحاولون السيطرة عليه".

وشوهدت النيران، وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف، وذلك بعد "هجوم عنيف نفذه مقاتلون من جبهة النصرة، ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز، وعلى معسكر وادي الضيف. وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة أدت الى تدمير 4 آليات ومقتل ما لا يقل عن 9 جنود وجرح أكثر من 20 عنصرا من القوات النظامية".

وفي معرة النعمان، توفي مقاتل خلال اشتباكات، ومدني جراء القصف. كما قتل 3 مقاتلين خلال اشتباكات في بلدة حارم.

وفي ريف حمص، أودت الاشتباكات بحياة 3 مقاتلين في بلدة القصير، وآخر في بلدة تلبيسة، بينما كان يقوم بتجربة صاروخ محلي الصنع.

وجنوبا، اودى القصف الذي تعرضت له بلدة المزيريب بحياة طفل، بينما نال القصف الذي تعرضت له مدينة طفس من مقاتل، فيما اختطف مسلحون المحامي العام الأول في درعا تيسير العمادي.

 "الأمل ضعيف"
وتأتي هذه التطورات غداة دعوة أطلقها الموفد الدولي الخاص بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد (الأحد) في دمشق، طرفي النزاع في سوريا الى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الأضحى، الواقع بين 26 و29 أكتوبر الجاري.

إلا أن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي صرح، على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة، تستضيفه دبي، أن عطلة الأضحى لا تمثل إلا بارقة أمل ضعيفة في التوصل لوقف إطلاق النار بين قوات الرئيس الأسد ومقاتلي المعارضة.

وقال بن حلي "حتى الآن الأمل ضعيف جدا في تطبيق هدنة عيد الأضحى مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات".

وأضاف "الأمل ضعيف لأن المؤشرات الموجودة على الساحة ورد فعل الحكومة حتى إعلاميا، والأجواء كلها لا تشير الى وجود رغبة حقيقية بالتجاوب مع هذه المبادرة".

وبالرغم من تقليله من حجم الأمل بتطبيق الهدنة في عيد الأضحى، شدد بن حلي على أهمية هذه "الخطوة الأولى" على حد قوله. وأضاف "الأمر المهم الذي لا بد من العمل على تنفيذه هو الهدنة، وكلنا نعتقد أنه إذا استطعنا تنفيذ هذه المبادرة واستجابت الحكومة السورية والمعارضة، سيفتح أفق ربما مبشر ببدء العملية الأساسية لحل الأزمة". واعتبر أن "الهدنة ليست حلا، لكنها تفتح نافذة فقط للحل عبر مفاوضات".

وإذا ما فشلت الهدنة، قال بن حلي إن الأمم المتحدة والجامعة العربية «ستواصل جهودها ومساعيها، لأن هناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية على الجميع».

 لافروف
ومن موسكو، حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومة السورية، وكل جماعات المعارضة على قبول اقتراح الإبراهيمي، الذي وصفه بأنه "خطوة ضرورية تجاه وقف إطلاق نار طويل المدى، وبدء عملية سياسية تهدف إلى تجديد ديموقراطي في سوريا". وقال لافروف في بيان إن "هدنة العيد مسألة مهمة، وجاءت في الوقت المناسب"، مؤكدا وقوف بلاده روسيا إلى جانب الهدنة.

وقال: "روسيا وقفت دائما وتقف الى جانب وقف كل أعمال العنف في سوريا من أي جهة كانت، والى جانب التسورية السلمية للأزمة من دون تدخل خارجي".

وفي إطار الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى طهران- بدعوة من نظيره حسين أمير عبد اللهيان- للبحث مع المسؤولين الإيرانيين في القضايا الاقليمية والوضع في سوريا. وسيلتقي بوغدانوف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي.