الرئيسية » تقارير ودراسات » الحرب بين إسرائيل وحزب الله ..هل اقتربت ساعة الصفر؟
تقارير ودراسات رئيسى

الحرب بين إسرائيل وحزب الله ..هل اقتربت ساعة الصفر؟

تشهد جبهة جنوب لبنان تصاعدا في حدة الاشتباكات في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من أن إسرائيل ستحول أنظارها الآن من غزة إلى لبنان , ومؤخراً نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية نقلاً عن دبلوماسيين غربيين إن إسرائيل قد تشن عملية برية ضد حزب الله في الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر يوليو الحالي. وأشارت الى أنّ الحزب تبلغ بهذا الموعد خلال زيارة مسؤول أمني ألماني له , فهل تجتاح اسرائيل لبنان ؟

القراءات المختلفة ترجح احتمالات توسيع الصراع لاسيما مع تزايد حدة تصريحات بعض من قادة الحكومة الإسرائيلية التي تؤكد على ضرورة الحرب مع حزب الله واستعداد إسرائيل التام لها، والتى جاء أبرزها على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي الذى أكد على ضرورة هذه الحرب لتقويض حزب الله والقضاء على قدراته العسكرية المتطورة. يضاف إلى ذلك تدابير الدول المتخذة في هذه الأيام والتي من أهمها منع رحلات الطيران إلى لبنان، وتحذير بعض السفارات مواطنيها من السفر إلى لبنان أو مغادرة لبنان. وتصريحات أمريكية غير مباشرة بالاستعداد لمساندة إسرائيل في الحرب.

دوافع اسرائيل لخوض الحرب ترتبط بإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة القتال في غزة، ورفض الحزب الدخول في تسوية منفردة لوقف التصعيد في الجبهة الشمالية لإسرائيل، تأكيداً على استراتيجية “وحدة الساحات”. كما تعكس الحرب “المحتملة” تغليب خيار “حسم” المواجهة تجاه حزب الله، والرغبة في تحقيق نصر استراتيجي بهدف استعادة الردع الذي انهار إثر طوفان الأقصى، والذي تعثرت إسرائيل عن ترميمه في غزة بعد دخول حرب الإبادة شهرها التاسع.

لذلك ترى إسرائيل أن المرحلة الراهنة تُعد مواتية للحسم على كافة الجبهات لاسترداد الردع، الأمر الذي يستدعي عدم توقف الحرب على غزة حتى استعادة الأسرى، وتغيير الواقع هناك على النحو الذي يضمن أمن إسرائيل، وفي الشمال أيضاً، حتى يتم ردع حزب الله، ومنع تكرار الهجوم في المستقبل. وإذا تطورت الحرب لتصبح إقليمية مع احتمال تدخل إيران، فإن بنك أهداف الحسم سيشمل تدمير البرنامج النووي أو القوة التقليدية لإيران.

السيناريو الأول يفترض أن تشن اسرائيل حرب برية محدودة مع توجيه ضربات جوية تستهدف مواقع استراتيجية للحزب ومخازن الأسلحة بغية غبعاد حزب الله عن الحدود على النحو الذى يفضى إلى استعادة الأمن فى شمال اسرائيل وعودة السكان وبالوقت ذاته يمنع توسيع دائرة الصراع وانجراف المنطقة إلى حرب شاملة بيد أن ثمة توقعات بأن يرد الحزب بقوة وبالتالى تقفد اسرائيل قدرة الردع والهدف من العملية فضلا عن ان الضربة المحدودة قد لاتكون كافية لاستعادة أمن الشمال بالنحو الذى يسمح بعودة النازحين .

فى حين تشير تقديرات أخرى إلى احتمال خوض تل أبيب حربا شاملة باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن الكامل للشمال عبر اجتتثاث كلى لحزب الله وتدمير بنيته العسكرية دون أى ضغوط أميركية مجدية لاسيما أن ذلك سيتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية . لكن حال حدوث ذلك فمن المتوقع دخول محور المقاومة على خارطة الاشباك دعماً لحزب الله مع اقتصار الدور الايرانى وشبكة الوكلاء على الدعم بالسلاح وذلك لتفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلى فى استهداف إيران لاسيما مع هشاشة الوضع الداخلى هناك .

تحول لبنان إلى ساحة لحرب إقليمية هو أحد السيناريوهات المتوقعة , وهنا لن يقتصر الدور الإيرانى على الإمداد بالسلاح ولكن ستتحول إلى طرف مباشر فى الحرب لدعك حزب الله وستحاول اسرائيل حشد دعم دولى غربى وتكوين تحالف موازى لمحور المقاومة لمواجهة الخطر النووى الإيرانى والقضاء على قدرات حزب الله بشكل نهائى .

وتتزايد وتيرة الشواهد على إمكانية اجتياح لبنان بعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة،لعدة أسباب أهمها أن ن معظم القوات الإسرائيلية التي تغادر غزة تتوجه إلى الشمال، والقوات هناك معززة، والخطط تمت الموافقة عليها من قبل رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية، والكل يعلم أن هناك مخططات لاجتياح جنوب لبنان”وأعلنت إسرائيل عدة مرات عن إجراء جيشها لتدريبات تحاكي عمليات عسكرية في مناطق وعرة وأخرى مأهولة بالسكان كتلك الموجودة في جنوب لبنان، وقد توعدت حزب الله مرارا بطرده إلى شمال الليطاني في حال لم ينسحب من الحدود ويوقف ضرباته.

ويشار إلى أنه بالإضافة إلى التدريبات العسكرية، تم وضع المستشفيات على أهبة الاستعداد في الشمال وتجهيزها تحسبا لحرب مع حزب الله، وهناك تقارير تتحدث عن ارتفاع مبيعات مولدات الطاقة الكهربائية الصغيرة، خوفا من انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تجهيز الملاجئ، وغيرها من المؤشرات التي تشمل تسريبات من جهات دبلوماسية واستخباراتية.