الرئيسية » أحداث اليوم » السراج يبحث عن توسيع نفوذه لا حماية الجنوب الليبي
أحداث اليوم عربى

السراج يبحث عن توسيع نفوذه لا حماية الجنوب الليبي

رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج
رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج

يواجه الجنوب الليبي الذي يشكل تقاطعا لمختلف أنشطة التهريب ولطالما عانى من التهميش، خطر التحول إلى منطقة مواجهات بين الخصوم السياسيين شمالا الساعين لتوسيع نفوذهم، بحسب خبراء.

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وتحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وتبقى مناطق واسعة من ليبيا لا سيما الجنوب الصحراوي الشاسع المحاذي للجزائر والنيجر وتشاد، خارجة عن سيطرة حكومة الوفاق الوطني العاجزة حتى عن تثبيت سلطتها في مناطق سيطرتها بغرب ليبيا، وتستغل ميليشيات الفوضى التي تسودها لإدارة شبكات لتهريب المهاجرين والوقود والمخدرات والأسلحة.

وتتواجه قوات حفتر منذ أسبوع ومجموعات تابعة لحكومة الوفاق في محيط قاعدة تمنهنت قرب مدينة سبها التي تقع على بعد أكثر من 600 كلم جنوب طرابلس.

وتعتبر هذه القاعدة المهمة لموقعها الاستراتيجي التي تبلغ مساحتها 15 كلم مربع أهم القواعد العسكرية في جنوب ليبيا. وهي خاضعة لسيطرة القوة الثالثة الموالية لحكومة الوفاق الوافدة من مصراتة (200 كلم شرقي طرابلس)، المدينة التي تعد أقوى وأكبر الفصائل المسلحة عددا.

وتعرضت القاعدة لقصف جوي نفذته قوات حفتر بعد اعلانها هجوما بريا لاستعادة هذا الموقع العسكري.

ويملك المشير حفتر خبرة عسكرية واسعة، فيما يأتي تحركه باتجاه الجنوب الليبي بالتزامن مع أنباء كانت قد أشارت إلى محاولات مجموعات إرهابية فرت من سرت العام الماضي بعد دحر الدولة الاسلامية لإعادة ترتيب صفوفها مستغلى الفراغ الأمني.

ورغم أنه يحسب للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج تحرير سرت من قبضة التنظيم الإرهابي، إلا أنها لا تمتلك شعبية ولا القدرة على بسط سيطرتها الفعلية على مناطق الجنوب الليبي.

وقد فشل السراج في تأمين الحماية الكاملة للعاصمة الليبية طرابلس وسط انقسامات حادة حتى في صفوف التشكيلات التي كانت أعلنت ولاءها له.

وأخفق رئيس الحكومة الوفاق في انهاء انفلات السلاح في العاصمة ومحيطها التي تشهد من حين إلى آخر مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.

وأوضح المحلل الليبي محمد الجارح أن “الجيش الوطني الليبي يريد نصرا في منطقة فزان (الاسم التاريخي لإقليم الجنوب) لتعزيز موقعه، فيما تضاعف حكومة الوفاق التعبئة لتفادي ذلك”.

ونددت حكومة الوفاق بالهجوم مضيفة أن القوات الموجودة في تمنهنت تابعة لها معلنة عن هجوم مضاد لطرد قوات حفتر من الجنوب في أول تأكيد لمواجهات مباشرة مع هذه القوات.

فقدان السيطرة

وأعرب ماتيا توالدو الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية عن قلقه من أن تصبح مجموعات مسلحة وقبائل في الجنوب “عالقة في نيران المعارك”، محذرا من فقدان السيطرة على الوضع.

كما أعرب سفراء الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا في ليبيا الثلاثاء عن مخاوفهم مشددين على الفرق بين مكافحة الارهاب والأعمال التي قد تسبب تدهورا إضافيا للوضع، في إشارة واضحة إلى الهجوم الذي تنفذه قوات الجيش الوطني الليبي الذي جعل مكافحة الارهاب أولوية.

لكن المحللين يرون أن حفتر الذي لا يملك القوات الكافية في الجنوب لا يتمتع بثقل مواز لخصومه.

وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها الجيش الوطني الليبي بين بعض قبائل وتشكيلات الجنوب عبر توزيع آليات عليها “ما زال ضعيفا عسكريا أمام القوة الثالثة”، بحسب كلاوديا غاتسيني من المجموعة الدولية للأزمات.

وفي المقابل فإن العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين الجنوب ومصراتة لا تحول دون خشية ليبيي الجنوب “من تجميد التبادلات التجارية مع الشمال”.

ومنذ انتهاء الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في العام 2011 تشهد ليبيا حالة من الفوضى، تتخللها صراعات قبلية في جنوب البلاد الصحراوي الشاسع والمهمش للسيطرة على المناطق الحدودية مع تشاد والنيجر والسودان التي تستخدم لنقل الأغذية والمواشي وكذلك تهريب المهاجرين والسجائر والمخدرات والأسلحة.

في مسعى لوقف توافد المهاجرين من إفريقيا عبر ليبيا للتوجه إلى أوروبا رعت ايطاليا في مطلع أبريل/نيسان “اتفاق مصالحة” في روما بين قبائل من فزان على أن تتولى مراقبة 5000 كلم من الحدود في جنوب ليبيا.

لكن المحللين يشككون في نجاح هذه الخطة، فالمهاجرون يضخون مبالغ طائلة على المهربين و”الطريقة الوحيدة لوقف هذا النوع من التهريب تكمن في توليد موارد عائدات بديلة”، بحسب غاتسيني.