الرئيسية » أرشيف » الطالباني في غيبوبة.. والخزاعي بديل مؤقت
أرشيف

الطالباني في غيبوبة.. والخزاعي بديل مؤقت

حبس العراقيون امس انفاسهم بعد نقل الرئيس جلال الطالباني إلى المستشفى، بعيد اصابته بجلطة دماغية حادة، وتردد انباء عن وفاته، تم نفيها لاحقاً.

ومازال الرئيس العراقي تحت العناية المركزة ـــ منذ الليلة قبل الماضية ـــ في مدينة الطب إثر إصابته بجلطة دماغية ناجمة، حسب الفريق الطبي المشرف على صحته، عن تصلّب في الشرايين.

وفي سلسلة اتصالات أجرتها القبس مع معنيين، أكدوا أن فريقا طبيا من كبار الاستشاريين يعكف على محاولات انتشاله من الغيبوبة، التي دخل فيها منذ نقله الى الطابق السابع في مستشفى مدينة الطب، فيما ألمح البعض الى أن حالة الرئيس تمثل موتاً سريرياً اذا ما استمر في غيبوبته خلال الساعات القليلة المقبلة.

من جهتها، اعلنت الرئاسة العراقية أن الحالة الصحية للرئيس مستقرة، وهو يخضع لعناية طبية مركزة، واضافت ان الفحوصات المختبرية والشعاعية أظهرت أن الوضع الصحي الطارئ ناجم عن تصلّب في الشرايين، وأن وظائف الجسم اعتيادية.

وكان بيان سابق أعلن عن إدخال الطالباني الى المستشفى بعد تعرّضه لعارض صحي، عازياً السبب إلى الإرهاق والتعب اللذين تعرض لهما خلال الآونة الأخيرة، حيث بذل جهوداً مكثفة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد.

وكان الطالباني، البالغ من العمر نحو 80 عاماً، قد أجرى قبل أشهر عملية جراحية في ركبته بألمانيا، وأمضى فترة نقاهة استمرت 3 أشهر، عاد بعدها الى العراق في 17 سبتمبر الماضي.

وعاد رئيس الوزراء نوري المالكي الطالباني في المستشفى للاطمئنان على صحته.

في غضون ذلك، عقد المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي، اجتماعا طارئا في السليمانية على خلفية تدهور صحة الرئيس. وقال مصدر في الاتحاد إن الاجتماع عقد برئاسة النائب الاول للاتحاد كوسرت رسول، ولم يعط المزيد من التفاصيل.

سيترك فراغاً مقلقاً
وفيما لا يشكل الموقع الرئاسي ـــ من حيث الصلاحيات الدستورية ـــ فراغاً مهماً على صعيد إدارة شؤون البلاد، يعتبر رحيل الطالباني عن المشهد السياسي العراقي المضطرب فقداناً لكتلة التوازن التي يلجأ اليها المتخاصمون، لما يتمتع به من خبرة سياسية وتاريخ حافل بالعلاقات المتوازنة مع الجميع.

شخصية الطالباني ولياقاته المرافقة لحياته الطويلة في التعاطي السياسي والاجتماعي، فرضت حضورا قويا أضفى على منصب الرئاسة قوة فاعلة تستمد حيويتها منه شخصياً، وليس من الدستور الذي جعل من الموقع الرئاسي تشريفياً الى حد بعيد.

من هنا فإن الفراغ الذي سيتركه الطالباني سيكون كبيراً ومقلقاً بسبب الصراعات المحتدمة ــ راهناً ــ لا سيما على صعيد الأزمة بين البرزاني والمالكي، فيما البلاد على أعتاب انتخابات محلية ستمهد الى انتخابات برلمانية تحشد لها القوى المتصارعة كل إمكاناتها المتاحة بغية تحقيق المكاسب الخاصة بها.

الرئاسة للأكراد
رئاسة الجمهورية ـــ وفقا للنظام المحاصصاتي ـــ موقع عائد الى التحالف الكردستاني، ويتعين على هذا التحالف تقديم البديل خلال فترة لا تزيد على شهر، يتولى خلالها شغل هذا المنصب نائب الرئيس الدكتور خضير الخزاعي، حيث أن للطالباني نائبين، أحدهما طارق الهاشمي المحكوم عليه غيابيا خمس مرات بالاعدام بتهمة الإرهاب، والذي اتخذ من تركيا ملاذا له، والنائب الآخر هو الخزاعي الذي يعد أبرز قياديي «حزب الدعوة/تنظيم العراق»، الذي يفترض ان يدير شؤون الرئاسة لمدة ثلاثين يوما، سيعمد التحالف الكردستاني خلالها أو بعدها مباشرة الى تقديم البديل، الذي يفترض ــ وفقاً للمحاصصة بين الكرد انفسهم ــ أن يكون من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الطالباني. وتتوقع مصادر مطلعة أن يكون الدكتور برهم صالح هو الأوفر حظاً لشغل هذا المنصب، فيما سيتولى نائب رئيس الأقليم كوسرت رسول زعامة الاتحاد الوطني خلفاً للطالباني.

تفجيرات واغتيال
أمنياً، أفاد مصدر عن قتل 11 شخصاً على الأقل وجرح آخرين بتفجير سيارة مفخخة كانت مركونة عند مدخل مدينة كربلاء. كما قتل أحد وجهاء عشيرة الجبور، بنيران مسلّحين مجهولين جنوب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق. كما قتل وأصيب ستة أشخاص في حصيلة أولية لتفجير سيارة مفخخة شرقي بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرق بغداد.

في السياق، لقي عنصر شرطة عراقي واحد مصرعه، وأصيب أربعة آخرون بجراح، في تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة شمال محافظة بابل جنوب بغداد.