أنهى العراق مرحلة تفكيك مفاعل 14 تموز النووي المعروف باسم “المفاعل الروسي” جنوب شرقي محافظة بغداد، تمهيدا لإغلاقه بصورة كلية، وفقا لتعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومفاعل 14 تموز تم تشغيله عام 1968 وخضع للتطوير عام 1976 برفع طاقته من 2 إلى 5 ميغاواط وفي عام 1991 تعرض للقصف الجوي الأميركي خلال حرب الخليج الثانية (2 أغسطس/آب 1990 إلى 28 فبراير/شباط 1991).
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة الذرية حامد الباهلي إنه “تم الانتهاء بجهود عراقية من مرحلة تفكيك مفاعل 14 تموز”.
وأضاف الباهلي الذي أشرف على تشغيل المفاعل النووي عام 1968، أن “العراق قرر اعتماد طمر المتبقى من أجزاء المفاعل بدلا من تصفيتها (إتلافها) وتم إجراء القياسات وأخذ القراءات الخاصة بمعدلات الإشعاع حيث كانت في المعدلات الطبيعية”.
وأوضح المسؤول العراقي أن “المرحلة القادمة تتمثل بإحاطة المفاعل النووي بسياج أسمنتي بسمك 1.5 متر وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأسباب التي دفعت العراق إلى اعتماد طمر أجزاء المفاعل بدل التصفية” وأبرزها عدم توفر المعدات اللازمة لعملية الاتلاف والتي تتم بطرق وأدوات خاصة.
ومنذ نحو 5 أعوام بدأ العراق في خطوات لتأسيس هيئة للطاقة الذرية في مسعى لإحياء برنامجه النووي السلمي بعد أن تعرضت مواقعه النووية إلى الدمار.
وتجري الحكومة العراقية منذ أعوام عمليات تفكيك وتصفية للمواقع النووية المدمرة في عموم البلاد وأبرزها موقع التويثة ببغداد، إضافة إلى مواقع نووية أخرى في محافظتي صلاح الدين ونينوى شمالي البلاد بدعم وإشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والعام الماضي، صادق الرئيس العراقي فؤاد معصوم على قانون هيئة الطاقة الذرية الذي يتضمن إعادة إحياء البرنامج النووي العراقي للأغراض السلمية بعد سنوات من التوقف التام بجميع الأنشطة الخاصة بالطاقة الذرية السلمية.
وفي أواخر السبعينات اشترى العراق مفاعلا نوويا من فرنسا أطلق عليه اسم مفاعل تموز، وقد أثار قلق إسرائيل التي اعتبرته خطرا ورأت أنه سيكون لأغراض عسكرية لا سلمية فقامت لاحقا في 1981 بقصفه ملحقة أضرار بأجزاء من المبنى، حيث قام سرب من المقاتلات الحربية الإسرائيلية يتألف من مقاتلات اف 16 واف 15 بالطيران انطلاقا من قاعدته في صحراء سيناء التي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأطلقت المقاتلات الإسرائيلية 16 قنبلة على مبنى مفاعل تموز في عملية استغرقت دقيقتين، أصابت خلالها 14 قنبلة هدفها بدقة، لكن دون أن ينهار المبنى الذي تعرض إلى أضرار جسمية.
وقُتل في العملية 11 شخصا منهم تقني فرنسي الجنسية. وبحسب كتاب ألّفه إسرائيلي عن الموساد، ذكر فيه أن التقني الفرنسي كان هو من ساعد في وضع جهاز تحديد الموقع داخل المفاعل، ولم يُعرف سبب عدم مغادرته للمفاعل قبل القصف.
اضف تعليق