أحيا الليبيون على مدار الايام القليلة الماضية الذكرى الاولى لثورتهم التي انتهت بالاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي الذي قتل على ايدي الثوار في ظروف لاتزال غامضة.
وشهدت شوارع وميادين وأحياء العاصمة طرابلس وبنغازي وسائر المدن احتفالات شعبية، وامتلأت الشوارع والميادين "بحشود وتجمعات كبرى، لم تشهدها البلاد منذ 42 عاماً، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت في البلاد منذ أيام. ولم تخل معظم الشوارع والمناطق المحيطة بالعاصمة من تدفق الحشود التي رفعت أعلام الاستقلال، ورددت الهتافات التي تحيي ثورة 17 فبراير، وتتوعد مؤيدي القذافي بالسحق إذا حاولوا تعكير الأجواء".
وعلى أنغام الموسيقى والأناشيد الحماسية وإطلاق العنان لأبواق السيارات المحملة بالأطفال وذويهم، اكتظت معظم الشوارع بالمواطنين الذين يتبادلون التهاني.
ووصف دبلوماسي غربي مظاهر هذه الاحتفالات بأنها في غاية الروعة. وقال: "رغم انتشار السلاح وعدم القدرة على ضبطه، لكن الاحتفالات تسير بشكل جيد ومنتظم".
انتشار امني كثيف
ورغم التخوف الكبير والحذر الذي أبدته مختلف الأجهزة الأمنية والثوار، إلا ان الاحتفالات سارت بصورة منظمة وسط انتشار أمني كثيف، ومراقبة مشددة في مئات نقاط التفتيش. ومن بين مظاهر هذه الاحتفالات قيام العائلات بتوزيع الحلويات والمشروبات، بينما تعالت التهليلات والتكبيرات من مآذن المساجد.
وبينما تضمنت الاحتفالات عروضا جوية نفذها سلاح الجو الليبي، أضيئت سماء مدينة طرابلس بآلاف المناطيد الصغيرة التي أطلقها الأهالي، وهي تحمل الشموع تعبيرا عن فرحتهم بهذه الذكرى.
يوم تجديد الامل
وصيحات الفرح التي اطلقت خلال الاحتفالات، بالتخلص من الطاغية، منحت المواطنين راحة وجيزة من المخاوف التي دفعت البعض منهم إلى الاعتقاد بأن الثورة لم تقدم سوى شلل فوضوي. وهيمنت اصوات ابواق السيارات على مشاهد الاحتفالات، بدرجة اكبر من الاحتفالات التقليدية باطلاق النيران. وكان يوم الجمعة مشهدا للتجمع وتجديد الأمل في مستقبل افضل لليبيين وابنائهم.
الحرية اهم انجاز
وقالت طالبة هندسة في طرابلس تدعى سارة (22 عاما): "رغم المشاكل التي مازالت في البلاد، فإنه يوم رائع ونريد أن نحتفل.. فقط انظر إلى ما حققناه خلال هذا العام المنصرم".
في حين ابتسم عبدالوافي محمد (25 عاما) الذي تخرج أخيرا من الجامعة، وهو يشير لمن حوله قائلا: "اشعر وكأن كل الليبيين يشعرون بالسعادة والمرح. لا ينتابنا اي خوف. معنوياتنا مرتفعة، وهذه ضربة لاتباع القذافي".
وقال مرجان المنافي (66 عاما) الذي كان يرتدي زيا تقليديا "انني سعيد بالشعب الليبي" واضاف قائلا: "حتى الآن لم أر اي تقدم باستثناء حرية التعبير. الآن يعبر الليبيون عن رأيهم في اي مكان".
ومضى يقول: "يتعين على الحكومة الآن العودة إلى العمل. التعليم اولوية انه اهم من النفط".
وعند مجمع باب العزيزية الذي كان القذافي يسكنه، ويدير منه البلاد في طرابلس – والذي تحول الآن إلى حطام – غطت اعلام ليبيا الجديدة المنطقة. وقالت امرأة وهي أم لثلاثة اطفال انتقلت للعيش في احد مباني المجمع: من قبل كان القذافي كل شيء، وكان الشعب ضعيفا.. والآن اصبحنا متساوين.
وانتشرت في طرابلس علامات تقول "ممنوع البنادق"، أكثر من تلك التي حملت عبارة "ممنوع التدخين"، في إشارة تعكس أجواء التوتر التي تعيشها العاصمة، حيث المسلحين بمختلف الاسلحة يلوحون لبعضهم بها، بسبب "حجة سخيفة تُدعى الخوف".
وتحت هذه الذريعة رُصد عدد من حالات الخروج على القانون، والتي غالباً ما تمر من دون عقاب، منها تعذيب السجناء والموالين للقذافي إلى حد الموت أحياناً، وتبدو ان عداوات عالقة بعد انهاء حكم القذافي مازالت متفاقمة.
في غضون ذلك، جدد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الوعود، وقال ان دولة جديدة ستبنى وتقام فيها مؤسسات ديموقراطية ومدنية، وسيكون كل الليبيين سواسية امام القانون.
بينما اطلق عبدالرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي في كلمته امام حشود في بنغازي وعودا مشابهة، وقال ان الحكومة تعد بضبط انصار القذافي في الخارج المتورطين في قتل او سرقة اموال ليبية. كما حث على الوحدة حتى الوصول إلى بر الامان.









اضف تعليق