أعلن الرئيس التونسي منصف المرزوقي, أن السلطات هونت من حجم التأثير السلبي لمجموعة صغيرة من الاسلاميين المتشددين على قدرة البلاد على اجتذاب المستثمرين وإصلاح الاقتصاد.
وقال المرزوقي بعد أن ألقى كلمة خلال مأدبة عشاء خاصة أقامها مجلس الأعمال للتفاهم الدولي, على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة, مساء أول من أمس, "تقدر الشرطة التونسية وجود 3000 فقط من هؤلاء السلفيين في دولة تعدادها عشرة ملايين".
وأوضح أنه "كان هناك نقص في الاجراءات الأمنية, لم نتوقع ان يكون هؤلاء الناس على هذا القدر من العنف, الآن هذه اشارة انه علينا أن نوقف هذه الظاهرة والا سيضرون بصورة بلادنا".
وأضاف "ظننا من قبل أنهم قلة وأن معهم عددا قليلا من الناس وأنهم ليسوا خطرين, لكننا أدركنا الآن أنهم خطرون جدا جدا", معبراً عن إدانته للهجوم على مواقع ديبلوماسية أميركية, مؤكداً أنها تشكل خطرا على علاقته بواشنطن وهي حليف سياسي واقتصادي هام.
وتحدث المرزوقي بشكل صريح عن الرئيس السوري بشار الأسد, قائلاً "هذا كابوس يجب وقفه, والطريق الوحيد الذي أراه هو الضغط على أصدقاء النظام ليقولوا ان اللعبة انتهت وعليه ان يرحل".
وطالب المرزوقي بدخول قوة حفظ سلام بقيادة عربية الى سورية, مشيراً إلى أنها دمرت تماما وهي مثار قلق بشأن هل سيرحل الأسد ومتى يحدث ذلك.
وأضاف "هذا حقا مهم جدا, الفوضى ستسود على الارجح والجيش غير مقبول بعد ما فعل", لافتاً إلى أن "هناك عدد كبير من الميليشيات والمعارضة غير متحدة, ولذلك أخشى ان نظل نتعامل مع المشكلة السورية لسنوات قادمة بعد الاسد".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية, أكد المزوقي أن الحركة الإسلامية بصفة عامة متسعة للغاية في تونس وأن التيار السلفي كجزء من هذه الحركة متسع أيضا بشكل كبير, فيما لا يشكل الجهاديون سوى فئة قليلة جدا في هذه الحركة.
ونفى أن يكون جميع هؤلاء الجهاديين على علاقة بتنظيم "القاعدة", لافتاً إلى أنهم "من إفرازات المجتمع التونسي وظروف الفقر والجهل وغير ذلك".
وعن إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلغاء زيارتها إلى تونس بعد أحداث العنف على خلفية الاحتجاجات ضد الفيلم المسيىء للرسول (صلى الله عليه وسلم), قال المرزوقي "إنني على يقين أن إلغاء زيارة ميركل لم يكن لأسباب أمنية فقط, وإنما لأن أجندة أعمالها معقدة".
وأشار إلى أن "وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت له عزم الإدارة الأميركية مساعدة الحكومة التونسية على بناء منظومة قوات الأمن التونسية وتدريبها, فضلا عن الدعم بما يلزم ذلك من معدات".
وأكد المرزوقي أنه لا يعتزم الاستقالة من منصبه والاستمرار حتى إجراء انتخابات عامة في أبريل المقبل, منوها بأن تونس باتت دولة ديمقراطية.
اضف تعليق