استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام في مدينة جدة، أمس، رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، بحضور وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف وعدد من كبار المسؤولين السعوديين؛ حيث عقد لقاء جرى خلاله البحث في مختلف الأمور والتطورات في لبنان والمنطقة، في وقت أكد الملك سلمان لهم حرص السعودية على أمن لبنان واستقراره، وأهمية المحافظة على لبنان ضمن محيطه العربي.
وأصدر رؤساء الوزراء السابقون بياناً عقب لقائهم الملك سلمان، لفتوا فيه إلى أن “المملكة لن تدخر جهداً في حماية وحدة لبنان وسيادته واستقلاله”.
وقال البيان: إن العاهل السعودي “أكد أهمية تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وأكد الجهود الخيرة، التي يبذلها رؤساء الحكومة السابقون إلى جانب الحريري، الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير، من تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة ولبنان”.
وأضاف البيان: إن الملك سلمان “أكد حرص المملكة القوي والثابت على لبنان واستقلاله وسيادته، وصيانة اتفاق الطائف؛ بكونه الاتفاق الذي أنهى الحرب الداخلية في لبنان، مشدداً على أهمية صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم، تحت سقف الدستور واحترام القوانين واحترام الشرعية العربية والدولية”.
وشدد الملك سلمان وفق البيان، على “أهمية إعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية، وتمكينها من بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها وأراضيها، وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها، بما يعزز من وحدة اللبنانيين”.
وقال السنيورة، في لقاء مع قناة “العربية”، عقب الاجتماع، إن إيران تحاول أن تستعمل لبنان ككيس رمل تختبئ وراءه.
وأضاف: “نحتاج إلى إيجاد المسافة الصحيحة بين الدولة اللبنانية وحزب الله”، مشيراً إلى أن “زيارة رؤساء وزراء لبنان السابقين للسعودية جاءت للحديث عن كل لبنان.. وهذا لا يعني أننا ننطق بالنيابة عن طائفتنا فقط”.
من جهته، أعلن ميقاتي، عقب الاجتماع أن المملكة ستمد يد المساعدة للبنان، وستكون هناك خطوات سعودية قريبة تجاهه.
وكان السنيورة وميقاتي وسلام قد وصلوا إلى مطار جدة، أمس، وأكد السنيورة في تصريح من هناك أنه لطالما كان لدينا علاقات أخوية ممتازة وصادقة وصدوقة مع السعودية، وهذه الزيارة تأتي للتعبير عن أهمية العلاقة، وبعث الحرارة والعلاقات الودية بين البلدين، وقال: إنه لا شك أن لبنان يمر بأوقات دقيقة، وبسبب هذه التطورات الكبرى، من المهم والضروري العودة إلى المبادئ الأساسية التي تجمع بين اللبنانيين.
واعتبر السنيورة أن الزيارة هي أيضاً لتأكيد احترام الشرعية العربية والشرعية الدولية؛ المتمثلة بقرار 1701 واتفاق الهدنة، معتبراً أنه على لبنان أن يواجه التحديات التي تواجهه بموقف موحد والأهم هو النأي بالنفس قولاً وعملاً، وقال: لطالما شددنا على أهمية إعادة الاعتبار للطائف، ونبني على قاعدة العيش المشترك بين اللبنانيين، وضرورة أن يصار إلى المزيد من الالتزام باتفاق الطائف والدستور الذي انبثق عنه.
بدوره، اعتبر سلام أن علاقة لبنان بالسعودية علاقة تاريخية، والهدف من زيارتنا تحقيق المزيد من التواصل، وتمكين العلاقات، خاصة مع هذا الوضع الذي يمر به لبنان، أملاً أن تكون نتائج الزيارة مفيدة للبنان واللبنانيين، في حين قال ميقاتي: إن الزيارة إلى السعودية هي لنقدم المعطيات التي لدينا؛ ولكي يخبرونا بالمعطيات التي لديهم.
في غضون ذلك، رأى السفير السعودي في لبنان وليد بخاري: إن زيارة ثلاثة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين إلى السعودية؛ تبشر بتعزيز العلاقات بين البلدين. ونقل الموقع الإلكتروني لتلفزيون إل.بي.سي اللبناني عن بخاري قوله: إن زيارة رؤساء الحكومات السابقين إلى السعودية تحمل في طياتها ملامح مستقبل واعد؛ لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
اضف تعليق