تحوّلت مناطق ريف حمص الى مرتع للقمع الدموي والقصف "السلطوي" بجميع انواع الاسلحة، وسط مواجهات مع عناصر الجيش السوري الحر، لا سيما في الرستن والقصير، وسيطر الترقب في محيط بابا عمرو، الذي فقدت فيه آثار عشرات او مئات المعتقلين والمصابين، فيما اشتدت اعمال القمع في ريف درعا.
في السياق، قتل سبعة اشخاص، بينهم اربعة اطفال، اثر سقوط قذيفة على منزل خلال القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن في ريف حمص (وسط).
وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، في اتصال مع "فرانس برس"، ان "سبعة قتلوا في القذيفة، بينهم ستة من اسرة واحدة، منهم سيدة واربعة اطفال".
وكان بيان سابق افاد ان القصف اسفر عن مقتل ثلاثة، بينهم امرأة واصابة العشرات. وتعرضت المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية لقصف عنيف منذ ساعات الفجر.
ويتوقع ان تكثف قوات الاسد هجومها على الرستن وعلى القصير. واوضح مدير المرصد ان "المدينتين مركز للمنشقين وسط البلاد، ومن المتوقع ان تكونا مسرح المرحلة القادمة" من المواجهة.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوزيع المساعدات الانسانية على قرية نزح اليها بعض سكان حي بابا عمرو في حمص. وافاد المتحدث صالح دباكة وكالة فرانس برس ان "اللجنة بدأت توزيع المساعدات في قرية ابل على بعد ثلاثة كيلومترات عن بابا عمرو".
وتضمنت المساعدات المواد الغذائية وادوات النظافة الشخصية والاغطية. وتوقع المتحدث ان "يمتد التوزيع الى حي الانشاءات" المجاور لبابا عمرو، لكن المفاوضات بهذا الصدد متعثرة.
وفي هذه المنطقة ايضا، ذكر المرصد ان قريتي جوسية والنزارية "تعرضتا لسقوط عدة قذائف لقوات السلطة، التي بدأت حملة مداهمات، كما تعرضت الصالحية والنهرية لنيران رشاشات ثقيلة".
وفي ريف درعا (جنوب)، انتشرت القوات في بلدة المليحة الغربية، واطلقت نيران الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين. واشار عبد الرحمن الى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الاشخاص.. فيما تم اختطاف احد ضباط المخابرات.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد انه "دارت اشتباكات فجرا في كفرنبل في جبل الزاوية بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز، تبعه اطلاق نيران من رشاشات متوسطة وثقيلة". واسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي للنظام واصابة عناصر منشقة.
في غضون ذلك، يصل إلى الرياض اليوم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في زيارة تدوم عدة ساعات، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث الأوضاع في سوريا.
واكتفت وكالة الأنباء السعودية بالقول ان الشيخ حمد سيصل إلى الرياض الاثنين، إلا أن مصادر سعودية مطلعة، قالت ان الجانبين سيناقشان "الجهود المبذولة لوقف آلة القتل التي يمارسها النظام السوري، والتي أدت إلى قتل الآلاف".
ولقاء الملك عبد الله (الذي انتقدت بلاده الفيتو الروسي – الصيني، ووصفته بأنه "ضوء أخضر" لدمشق لإخماد الثورة)، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يأتي قبيل انعقاد الدورة الـ137 العادية للجامعة العربية السبت في القاهرة.
من جانبه، عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مؤتمراً صحفياً في نهاية اجتماع وزراء خارجية مجلس دول التعاون الخليجي في الرياض، لفت إلى أن الاجتماع بحث في مرحلة التحوّل من مجلس التعاون إلى الاتحاد، كما تم بحث موضوع اليمن، مجدداً الدعوة الى إرساء الاستقرار في اليمن بعد الانتخابات.
وأضاف الفيصل: "تدارس الاجتماع تطورات الأزمة السورية في اطار الجهود القائمة، ونحن نرحّب بالنوايا الحسنة للجهود الدولية، بيد أنها لم تسفر عن نتائج ملموسة ازاء سفك دماء الشعب السوري وفشلت في وقف المجازر". وردّا على سؤال أجاب الفيصل: "السوريون لهم الحق المشروع في الدفاع عن انفسهم، وهم لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء في السلطة بالقوة".
وقال الفيصل: "ما يقوم به النظام السوري مستنكر وهناك مسؤولية على الدول لوقف ما يجري، وإذا كانت رغبة الشعب السوري بالتسلّح للدفاع عن نفسه فليس هناك من حق أقوى من حق الدفاع عن النفس والعرض".
وتعليقاً على ما يجري في شمال السعودية أكد الفيصل أن السعودية "لا تفرق بين أبنائها لكن إيران تحرّض البعض على الشغب، وللأسف إيران تتهجم على دول الخليج وتحاول تشويه صورتها". وفي ما يتعلق بالقمة العربية المرتقبة في بغداد، قال الفيصل: "لن نقاطع القمة العربية في بغداد"، مرحبا باسم دول الخليج "باستقلال العراق"، وأكد عدم التدخل في سيادته.
وبشأن موقف روسيا مما يجري في سوريا، ردّ الفيصل: "نحن أُصبنا بخيبة أمل من الموقف الروسي، وعندما طرحوا فكرة الاجتماع بمجلس التعاون قلنا لهم ان هذه مشكلة عربية ومواقفنا ومواقفهم متباينة، لكن إذا أرادوا إجراء حوار فالأفضل أن يجرى مع الجامعة العربية وهذا ما سيحدث".
وأضاف "نتمنى على روسيا أن تنصح سوريا، ونحن لسنا بحاجة الى نصيحة، بل نحن نريد الحرية للشعب السوري وان ينال مطالبه، ونأمل أن ينضموا الينا بمحاولة اقناع سوريا بالعدول عن طريق العنف"، مضيفاً: "الوضع في ليبيا يختلف عن الوضع في سوريا، في ليبيا كان هناك فعلاً خطر إبادة عبر استخدام سلاح الغازات السامة، فكان التدخل وفرض الحظر الجوي.. في سوريا بدأت بشكل مختلف، ونحن أيّدنا إصلاحات الحكومة، لكن ثبُت أن الاصلاحات غير ذي مصداقية، وأصبح الشعب السوري لا يصدق وجرت محاولة قمع المعارضة عسكرياً، وخادم الحرمين اتصل به (الرئيس السوري بشَّار الأسد) ثلاث مرات، وقال له إنك تسير بالطريق الخطأ، ثم قال له اذا كان ليست لديك خطة لتصحيح وضع السوريين فاترك الفرصة لغيرك".
وكان الفيصل قد أكد في كلمة افتتح فيها اجتماع الدورة الــ 122 للمجلس الوزاري أن الاتحاد الخليجي لن يمس سيادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون أو يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية. واوضح ان "الاتحاد يمثل نقلة نوعية ويهدف الى توحيد الآليات والهياكل لتعزيز وتوحيد العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تحيط بدول المنطقة".
وشدَّد على أن الاتحاد المزمع تأسيسه، بناء على اقتراح خادم الحرمين، ينطلق من قناعة راسخة بأن التحديات تستدعي مثل هذه النقلة النوعية لمواجهتها ككتلة موحدة.
وأوضح أن جميع هيئات الاتحاد ستكون مؤلّفة من ممثلين عن الدول الأعضاء.









اضف تعليق