الرئيسية » أرشيف » النظام  يحتفل بالسنة الجديدة بـ13 قتيلاً المعارضة السورية تتفق على مرحلة "ما بعد الأسد"
أرشيف

النظام  يحتفل بالسنة الجديدة بـ13 قتيلاً
المعارضة السورية تتفق على مرحلة "ما بعد الأسد"

اتفق حزبان سوريان معارضان رئيسيان على خارطة طريق إلى الديمقراطية في حالة نجاح الاحتجاجات الجماهيرية التي دخلت شهرها العاشر تقريبا في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وذلك حسبما ذكرت نسخة من الوثيقة اطلعت رويترز عليها أمس السبت.

وخرج مئات الالاف الى الشوارع في شتى أنحاء سورية يوم الجمعة بهدف اظهار قوة حركتهم لمراقبي الجامعة العربية الذين يتحرون عما اذا كان الاسد ينفذ تعهدا بوقف حملته المسلحة ضد الاحتجاجات.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان قوات الامن قتلت بالرصاص 27 شخصا الجمعة في مناطق لم يكن بها مراقبون لترفع بذلك عدد ضحايا صراع تقول الامم المتحدة انه ادى الى سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل معظمهم مدنيون عزل.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي مجموعة معارضة تنظم الاحتجاجات وتتابعها، إن 13 شخصا قتلوا على أيدي قوات الأمن الحكومية في 7 مدن بمختلف أنحاء سورية أمس السبت.

ولقي سبعة أشخاص حتفهم في حمص، بينما قتل واحد في كل من حماة، وبانياس، وإدلب في شمال غرب البلاد، وأبو كمال في شرق البلاد، وكفر سوسه بمحافظة دمشق، ودرعا في الجنوب.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن وجماعات من "الشبيحة" وهي مليشيات موالية للحكومة هاجمت المشيعين في ضاحية دوما قرب دمشق، واقتحموا ساحة البلدة الرئيسية ونفذوا اعتقالات كثيرة.

ومع عدم وجود ثقة تذكر في بعثة المراقبين العرب تحاول جماعات المعارضة انشاء حركة متماسكة لتعزيز مصداقيتها في نظر الدول الأخرى التي تخشى من وقوع فوضى إذا اجبر الأسد على التنحي.

وقال ملحم دروبي وهو عضو بارز في المجلس الوطني السوري من جماعة الاخوان المسلمين ان المجلس وهو أبرز جماعة معارضة في المنفى وقع على الاتفاق مع اللجنة الوطنية للتنسيق وهي جماعة غالبية اعضائها في سورية.

وحظيت الجماعتان باهتمام من القوى الغربية على الرغم من انه لا يعرف حجم التأييد الذي تحظى به بين جموع المحتجين.

وتقول الوثيقة ان الاتفاق سيعرض على جماعات معارضة اخرى في مؤتمر الشهر القادم.

وكانت اللجنة الوطنية للتنسيق قد اختلفت مع دعوات المجلس الوطني الى تدخل خارجي في الازمة السورية. وكان هذا الخلاف واحدا من عدة خلافات سببت انقساما بين الجماعات المعارضة السورية ومنعتها من الاتفاق على تصور لسورية ما بعد الاسد.

وبموجب الاتفاق يرفض الجانبان اي تدخل عسكري يضر بسيادة واستقلال البلاد دون اعتبار التدخل العربي أجنبيا.

ويحدد الاتفاق مرحلة انتقالية مدتها عام واحد يمكن تجديدها لمرة واحدة اذا لزم الامر. وفي هذه الفترة تكون البلاد قد وضعت دستورا جديدا يتبنى نظاما برلمانيا يضمن الديمقراطية والدولة المدنية التعددية ويضمن تداول السلطة من خلال انتخابات البرلمانية وانتخابات رئيس الجمهورية.

وتشدد الوثيقة ايضا على ان الدستور الجديد سيكفل حرية العقيدة ويدين اي علامات على "الطائفية أو العسكرة الطائفية".

وتدعو خطة الجامعة العربية الي سحب القوات والاسلحة الثقيلة من بلدات ومدن سورية تشهد احتجاجات وتحاول قوات الاسد سحقها منذ مارس اذار.

ويقول نشطاء انه لا توجد ثقة تذكر في امكان مساعدة بعثة الجامعة العربية في وقف العنف ضدهم.

ولم تكمل البعثة العربية بعد قوتها المزمعة التي تضم 150 عضوا والذين يتعين عليهم مراقبة الاحداث في عشرات البلدات والمدن في شتى انحاء سورية التي يقطنها 23 مليون نسمة . كما ان البعثة تعتمد بشكل كبير على مرافقين امنيين رسميين يقول بعض المحتجين انهم يحولون دون الوصول الى المتظاهرين.

وقال ناشط يدعى زياد من حي دوما بريف دمشق والتي أصبحت مركزا للاحتجاجات "لا نعرف ماذا نفعل. لكننا نعرف أنه لا الاسد ولا نظامه سيعطينا ما نريد." وتابع متسائلا "لماذا يتعين علينا الانتظار كي يساعدوننا.

"الاسد يريد أن نشهر أسلحتنا وأن نتقاتل ويدفعنا في هذا الاتجاه كل يوم. نريد من المراقبين أن يساعدوننا للتوصل الى حل لكن ذلك لن يحدث."

وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المقيم في باريس يوم الجمعة "اذا فشل النظام في تلبية الالتزامات التي أخذها على عاتقه فليس هناك حل اخر سوى الذهاب الى مجلس الامن… احنا ماشيين (نحن في طريقنا) الى مجلس الامن."

وخرج الالاف الى الشوارع للاحتجاج في ادلب حاملين جثامين ثلاثة محتجين.

وقال شهود ان المحتجين هتفوا "الشهيد حبيب الله والاسد عدو الله."
ومعظم وسائل الاعلام الاجنبية ممنوعة من دخول سورية ويصعب التأكد من تقارير شهود العيان والشرائط المصورة.

ويقول الاسد (46 عاما) ان اسلاميين موجهين من الخارج هم مصدر القلاقل وانهم قتلوا ألفين من قواته.

وأشارت الوكالة العربية السورية للانباء وهي وكالة الانباء الرسمية في تقارير مطولة الى خروج مظاهرات حاشدة تأييدا للاسد وضد "المؤامراة التي يتعرض لها الوطن."

وأضافت أن المتظاهرين أدانوا "جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سورية" ودعوا الى "كشف كذب وافتراءات الفضائيات الاعلامية المضللة ودورها في اراقة دماء السوريين عبر حملاتها التحريضية المغرضة."

وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية في بداية عمل البعثة ان الامر يحتاج الى أسبوع واحد فقط وليس شهرا لمعرفة ما اذا كان الاسد يفي بوعوده.

وقال قائد الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين من المعارضة السورية لرويترز يوم الجمعة انه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة العمليات الهجومية اثناء محاولته ترتيب اجتماع مع المراقبين. لكنه قال في مقابلة نشرتها احدى الصحف يوم السبت اذا لم تكن البعثة العربية تعمل باحتراف فان قواته ستستأنف عملياتها الدفاعية.

وحث المتحدث باسم المنظمة مارتن نسيركي الجامعة العربية على "اتخاذ كل الخطوات الممكنة لضمان ان تتمكن بعثة المراقبة التابعة لها من انجاز تفويضها وفقا لمعايير القانون الدولي لحقوق الانسان."

واضاف أن الامم المتحدة مستعدة لتوفير تدريب لمراقبي الجامعة بشأن مراقبة حقوق الانسان.