فى أجواء دستورية هادئة أجريت أول انتخابات رئاسية فى كازاخستان منذ ما يقارب 30 عاما تمهيداً لانتقال سلس للسلطة حيث تعد فرصة غير مسبوقة من أجل إتاحة الفرصة للشباب لقيادة البلاد واستكمال ما تم البناء عليه خلال فترة حكم الرئيس الاسبق نور سلطان نزار باييف التى امتدت إلى ثلاثة عقود حقق فيها العديد من الانجازات للشعب الكازاخى.
وأغلقت مراكز الاقتراع في كازاخستان، باب التصويت للانتخابات الرئاسية المبكرة، أمس الأحد، التي شهدتها 17 محافظة. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الكازاخية، في بيان، أن 77% من إجمالي عدد الناخبين (البالغ 11 مليونا)، أدلوا بأصواتهم في الانتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد، خلفا للرئيس الأول، نور سلطان نزارباييف، الذي استقال بشكل مفاجئ في 19 مارس الماضي. فيما أدلي نحو 8 آلاف مواطن كازاخستاني في الخارج، بأصواتهم، في 64 مركزا للاقتراع. ومن المتوقع إعلان نتيجة الانتخابات فور الانتهاء من عملية فرز الأصوات في غضون 24 ساعة
. تبنت لجنة الانتخابات المركزية، عدة تدابير، لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، بما في ذلك اعتماد نشر 125 مراقبا دوليا، من بينهم 22 لفترة طويلة، من بعثة مراقبة الانتخابات لمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جهتها، أكدت “دانيا إيسباييف”، مرشحة حزب أكهول كازاخستان الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية بكازاخستان، أنها مستعدة للتعاون مع الرئيس الجديد، في حالة عدم فوزها في الانتخابات الرئاسية.
وأشارت إلى أنها كنائبة في البرلمان، ستعمل على تنفيذ برنامجها الانتخابي، موضحة أنها تتوقع فوزها في ضوء عدم وجود شبهات بالفساد حولها.
وقالت “إيسباييف”، في لقاء مع وفد من الصحفيين الأجانب، اليوم الأحد، إنها تعتبر هذه الانتخابات تطورا مهما في البلاد، في ضوء وجود 7 مرشحين يتنافسون على منصب الرئيس، مؤكدة أنها ستستفيد من البرامج الانتخابية للمرشحين الآخرين، ودمجها في البرنامج الانتخابي، حال فوزها في الانتخابات.
وأضافت أنها ستستمر، في حالة فوزها، في تبني نفس النهج السياسي للرئيس الأول نور سلطان نزارباييف، والرئيس المؤقت قاسم جومارت توقاييف، بعلاقات متوازنة بين بلادها وكل من الصين وروسيا.
ولفتت إلى أن النساء في كازاخستان يمثلن 52%، وأنها ترى أن بلادها مستعدة أن يتولي حكمها سيدة، وأن كثيرا من الناخبين أكدوا تأييدهم لتوليها منصب الرئيس.
وأفادت بأن برنامجها الانتخابي يسعى إلى تطوير المجتمع من خلال إقامة المشروعات ودعم اقتصاد السوق، فضلا عن العمل على الحد من القروض التي تكلف الدولة كثيرا، وتوفير التمويل لإقامة المشروعات، والحد من الإجراءات الحكومية الصارمة بحق المواطنين الذين ارتكبوا أخطاء ضريبية صغيرة.
وأوضحت أنها ستعمل، حال فوزها، على مكافحة الفساد، واستعادة الأموال من الخارج، كما ستسعى إلى دعم الأحزاب، وتحويل بلادها من النظام الرئاسي إلى نظام حكم برلماني، وإجراء الانتخابات على المستويات كافة من خلال الاقتراع المباشر للمواطنين.
واختتمت تصريحاتها، بأنها تولي اهتماما كبيرا بتوفير السكن للمواطنين والتأمين الصحي، لافتة إلى أنها لم تجد أي معوقات خلال حملتها الانتخابية التي زارت فيها 12 محافظة من إجمالي 17 محافظة.
وحرص الرئيس الاول لكازاخستان على الذهاب مبكرا والإدلاء بصوته وسط حضور كبير من الناخبين الكازاخ .
وقد توافد الكازاخ بكافة شرائحهم على مقر اللجان الانتخابية المحددة منذ السابعة صباحا بتوقيت العاصمة نور سلطان، بحضور مكثف للمراقبين الدوليين البالغ عددهم 125 مراقباً.
وتأتي الانتخابات في أعقاب تقديم نزار باييف، استقالته بشكل مفاجئ فى 19 مارس الماضى، من أجل إتاحة الفرصة للشباب لقيادة البلاد واستكمال ما تم البناء عليه خلال فترة حكمه التى امتدت إلى ثلاثة عقود حقق فيها العديد من الانجازات للشعب الكازاخى، ورسخ مكانة كازاخستان على الساحة الدولية من خلال عدة مبادرات رامية إلى تعزيز السلام والأمن الدوليين من بينها التنازل عن رابع أكبر ترسانة نووية ضخمة كانت تمتلكها البلاد، وإطلاق مبادرة لإخلاء العالم من الأسلحة النووية بحلول عام 2045.
وقبل الانتخابات الرئاسية في كازاخستان في 9 يونيو الجاري سلط سعادة السفير ماديار مينيلبيكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على الانتقال السياسي في بلاده. وأشاد السفير بالطبيعة الهادئة والدستورية لهذا الانتقال، وأشاد بالتطورات في كازاخستان باعتبارها قصة نجاح في آسيا الوسطى
وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، سلط سعادة السيد ماديار مينيلبيكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على الانتقال السياسي الجاري في بلاده. وأثنى السفير مينيلبيكوف على قرار الرئيس توكاييف باعلان انتخابات مبكرة، مؤكداً على انفتاح الرئيس على العملية الانتخابية الديمقراطية الحرة. ولاحظ السفير أن الانتخابات ستشهد وجود سبعة مرشحين، ما ستقدم للناخبين مجموعة من الخيارات من حيث التوجهات السياسية المختلفة وسيكون الرئيس المؤقت توكاييف من بين المرشحين ولأول مرة في تاريخ البلاد، ستترشح امرأة، دانيا إيسباييفا، للرئاسة.
كما أوضح السفير مينيلبيكوف أن مشاركة جميع المواطنين وخاصة فئة الشباب في الانتخابات الرئاسية مهمة للغاية من أجل مستقبل بلدهم.
هناك فرص متكافئة لجميع المرشحين لعرض برامجهم أمام الناخبين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة
وأبلغ السفير مينيلبيكوف بأنه سيتم مشاركة أكثر من ألف مراقب في جميع أنحاء البلاد لضمان إجراء الانتخابات التاريخية وفقًا للمعايير اللازمة. ويمثل نصف هؤلاء المراقبين مجموعة واسعة من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
كما أشار السفير إلى وجود الاهتمام القوي من قبل وسائل الإعلام الدولية لتغطية انتخابات في كازاخستان، حيث تم تسجيل مراسلين أكثر من 100 وكالة الأنباء الدولية.
كما شدد السفير مينيلبيكوف على أن كازاخستان تستمر في اتباع سياستها الخارجية متعددة الأقطاب ومحبة للسلام، بما في ذلك في علاقاتها مع البلدان المجاورة في آسيا الوسطى. وأشار السفير إلى استعداد كازاخستان لتنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري على الصعيد الإقليمي والدولي وكذلك مع شركائها العرب.
اضف تعليق