الرئيسية » رئيسى » تحدى كورونا .. كيف تستعد الدول العربية للمواجهة؟
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

تحدى كورونا .. كيف تستعد الدول العربية للمواجهة؟

نشرت الدكتورة  فاي فاي لي  المدير المشارك لمعهد ستانفورد الإنساني الذي يركز على الإنسان تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى تويتر قالت فيها ” يعد عبء نظام الرعاية الصحية الإقليمي ثم انهياره شاغلي الرئيسي ومصدر القلق لدى  – وقد حدث ذلك في ووهان وإيران وإيطاليا الشمالية. هذا هو السبب في أن عدد الوفيات الإقليمية أعلى من ذلك بكثير. يجب على كل حكومة محلية / وطنية أن تحاول جاهدة منع حدوث هذه المأساة”.

تلك التدوينة هى بمثابة صيحة تحذير وجرس إنذار لابد من الالتفات إليه مبكرا لمواجهة تفشَّي فيروس كورونا سريع التطور   لاسيما وأن الخبرات السابقة  كشفت أن البلدان التي تعاني  من ضعف أنظمتها الصحية هي في الغالب الأكثر تضررا من مثل هذه الأوبئة

لهذ تبدو طبيعة الأنظمة الصحية فى الدول العربية المتحكم الرئيسى فى نجاح إجراءات المواجهة والتى تتفاوت من دولة لآخر فبينما تتمتع دول الخليج العربية، بمؤشرات معقولة  فإن دولاً عربية أخرى على غرار  اليمن والصومال تعاني من مؤشرات صحية سيئة، وهذا يجعل التعامل مع فيروس كورونا متفاوتاً ومختلفاً.

ومع ذلك لابد أن يظل التساؤل حول إمكانية الدول العربية في مواجهة المرض ، أو تقديم العلاج للمصابين   حاضراً بقوة على ساحة النقاشات , إذ لابد أن تشرع الحكومات العربية من الآن فى الاستعداد للسيناريو الأسوأ  واتخاذ خطوات إجرائية إلى جانب التدابير الاحترازية المتمثلة فى وقف انتشار كورونا ,  حتى وإن تتجاوز أعداد المصابين حاليا قدرات المنظومة الصحية على استيعابهم .

ولعل أهم خطوة يتعين علينا الشروع فوراً فى تنفيذهاهى تلك المتعلقة ببناء مستشفيات مؤقتة للطوراىء على غرار المشفى الصينى  والذى دخلت السلطات هناك  في سباق مع الزمن من أجل تشييده خلال 10 أيام  . نحن أيضاً بحاجة إلى دخول المضمار وسباق عجلة الزمن لمواجهة أى احتمالات لتفشى المرض وتحوله إلى وباء لاقدر الله

وإلى جانب تجهيز المنشأت الطبية وتوفير الأدوية , يتعين علي الأجهزة الرسمية استخدام أسلوب التحليل الكمى  وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات حول أعداد المصابين بالدول التى انتشر بها فيروس كورونا مثل الصين وإيران ومقارنة تلك الأرقام بعدد السكان للوقوف على النسب المحتملة  المتعلقة بأعداد المصابين ونسب الشفاء الممكنة. حيث ستساهم   الاحصاءات والمعلومات فى إمكانية اكتشاف حالات الإصابة ومعالجتها في مرحلة مبكرة قبل أن تستفحل كما ستؤدى إلى تحسين النواتج الصحية وتحديد تكاليف الرعاية الصحية المطلوبة .

إن تفعيل خطوط الدفاع الأولى عبر تقوية التأهُّب والاستعداد للمواجهة أهم مراحل  ” ردع ” المرض , فالأمر ليس صراعاً سياسياً ثمة منتصر ومهزوم به ولم يبقَ مجرد أزمة صحية محلية، بل صار أزمة عالمية تستوجب الاستعداد لكافة السيناريوهات عبر خطوات عقلانية محسوبة لأن عشوائية التعاطى قد تجلب لن مالايحمد عقباه.