شيعت فنزويلا أمس الجمعة في جنازة مهيبة جثمان الرئيس الراحل هوغو تشافيز في حضور رؤساء نحو ثلاثين دولة وحكومة من بينهم الكوبي راوول كاسترو والإيراني محمود احمدي نجاد. ومن المقرر أن يحنط جثمان تشافيز ويعرض "إلى الأبد" في متحف عسكري، على غرار ما حدث مع زعماء شيوعيين راحلين مثل لينين وستالين وماو تسي تونغ.
ومع بدء مراسم التشييع أعلن نواب طاولة الوحدة الديموقراطية، الائتلاف الرئيسي للمعارضة الفنزويلية ، انهم لن يحضروا مراسم أداء نيكولاس مادورو اليمين الدستورية كرئيس بالوكالة والتي يعتبرونها "انتهاكا" للدستور.
وفي بداية مراسم التشييع عزفت اوركسترا سيمون بوليفار السيمفونية النشيد الجمهوري الفنزويلي.
ووضع نعش تشافيز المغطى بعلم فنزويلا الأصفر والأحمر والأزرق المرصع بالنجوم، في وسط قاعة الشرف في الأكاديمية العسكرية التي اكتظت بكبار الشخصيات والمسؤولين العسكريين بكامل زيهم ونياشينهم.
ومن المقرر أن يحنط جثمان تشافيز ويعرض "إلى الأبد" في متحف عسكري، على غرار ما حدث مع زعماء شيوعيين راحلين مثل لينين وستالين وماو تسي تونغ.
ووضع نيكولاس مادورو على نعش تشافيز نموذجا للسيف الذهبي لمحرر أميركا الجنوبية سيمون بوليفار، المثال الأعلى التاريخي للرئيس الراحل الذي استلهم منه "الثورة البوليفارية".
وعلى الأثر دعي رؤساء الدول والحكومات إلى توديع الجثمان في مجموعات صغيرة متتالية.
وكان احمدي نجاد قدم لدى وصوله إلى كاراكاس "اعمق التعازي للشعب الفنزويلي ولكل شعوب العالم وخصوصا شعوب أميركا اللاتينية" مؤكدا أن "الرئيس تشافيز كان رمزا لكل الباحثين عن العدالة والحب والسلام في العالم".
في المقابل عادت رئيسة البرازيل ديلما روسيف، التي ألقت مساء الخميس تحية الوداع على هوغو تشافيز، ورئيسة الأرجنتين كريستينا كيشنير إلى بلديهما قبل مراسم التشييع.
واكتفت الولايات المتحدة، التي كانت هدفا مفضلا لانتقادات هوغو تشافيز اللاذعة، وكذلك الدول الأوروبية بإرسال وفود من الصف الثاني باستثناء أسبانيا التي ارسلت، التزاما بقواعد البروتوكول، ولي العهد الأمير فيليب.
وأعلن أمس الجمعة يوم عطلة رسمية في فنزويلا حيث نقلت جميع قنوات التلفزيون مراسم التشييع على الهواء مباشرة. ومنع بيع المشروبات الكحولية في البلاد لمدة أسبوع.
ومن جهة أخرى صدرت معلومات متضاربة عن السلطات الفنزويلية بشان موعد نقل الجثمان إلى "ثكنة الجبل" غرب كاراكاس التي قاد منها تشافيز انقلابه العسكري الفاشل في 1992، قبل ان ينتخب رئيسا للمرة الأولى في 1998.
وقد أمر تشافيز بتحويل هذه الثكنة إلى "متحف للثورة البوليفارية" يجري تشييده حاليا.
وكان لإعلان رحيل زعيم اليسار في أميركا اللاتينية وقع الصدمة في فنزويلا حيث فتح مرحلة جديدة غير واضحة المعالم في هذا البلد المنقسم بقوة بين مناصري ومعارضي تشافيز الذي هيمن على الحياة السياسية منذ وصوله إلى السلطة في 1999.
مادورو رئيسا للبلاد
في غضون ذلك، أعلن رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا ديسودادو كابيلو، إن نيكولاس مادورو، أدي أمس الجمعة اليمين الدستورية رئيس للبلاد بالوكالة.
ومادورو الذي كان نائبا للرئيس هوغو تشافيز الذي توفي الثلاثاء في كراكاس بعد صراع مع السرطان، سيحكم فنزويلا حتى إجراء انتخابات رئاسية في غضون شهر، وفق ما ينص عليه الدستور.
وقال كابيلو: "ندعو إلى جلسة خاصة تعقد غدا في الساعة 19:00 في قاعة الشرف بالأكاديمية العسكرية للحرس الوطني ليؤدي الرفيق نيكولاس مادورو اليمين رئيسا للجمهورية بالوكالة".
وأضاف أن مادورو "سيدعو إلى إجراء انتخابات في الموعد المطلوب، خلال الأيام الثلاثين المقبلة، بحسب ما ينص عليه الدستور". ويشغل مادورو، المولود في كاراكاس في 23 نوفمبر 1962، منذ العام 2012 منصب نائب الرئيس في فنزويلا، ووزير خارجيتها منذ العام 2006.
ولم يكمل مادورو تعليمه بعد المرحلة الثانوية، وبدأ مسيرته السياسية عندما كان يعمل سائق حافلة، وساهم نشاطه السياسي في الإفراج عن هوغو تشافيز من السجن، بعدها عمل منسقا سياسيا إقليميا لحملته الانتخابية في العام 1998.
وظل الرجل يرتقي في السلم السياسي إلى أن أصبح عضوا في الجمعية الدستورية في العام 1999، ثم عضواً في الجمعية الوطنية في العامين 2000 و2005، وتاليا تم تعيينه وزيراً للخارجية في أغسطس من العام 2006.
وفي 10 أكتوبر من العام 2012، اختاره الرئيس هوغو تشافيز نائبا له بعد ثلاثة أيام من فوزه في الانتخابات الرئاسية، خلفا لإلياس خاوا، وباشر العمل في منصبه في الثالث عشر من الشهر نفسه مع الاحتفاظ بمنصب وزير الخارجية.
وعندما أعلن تشافيز في الثامن من ديسمبر 2012 في خطاب متلفز مباشر، أن السرطان قد عاوده، قال إن مادورو هو المخول دستوريا بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية القادم في حال لم يستطع تشافيز نفسه القيام بمهامه.
اضف تعليق