أكد وزير الداخلية التركى "معمر جولار" أن السلطات التركية أفرجت عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التى اندلعت فى ميدان تقسيم بإسطنبول وفى باقى المدن التركية. فيما، دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الإيقاف الفوري للمظاهرات التي رأى أنها تحولت إلى ‘أعمال شغب’.
وأضاف جولار فى تصريحات نقلتها وكالة "جيهان" التركية للأنباء، أن 117 معتقلاً قد أفرج عنهم، مؤكدا أنه لم يبق أى شخص من المعتقلين على خلفية احتجاجات حديقة "غيرى" بميدان تقسيم قيد الاحتجاز.
وشدد وزير الداخلية التركى على أن عدد الأجانب المعتقلين بسبب مشاركتهم فى المظاهرات بلغ 7 أشخاص، 6 منهم اعتقلوا فى مدينة إسطنبول، وواحد فى العاصمة أنقرة، موضحا بأن السلطات أفرجت عن اثنين منهم، ورحلت أربعة إلى بلادهم، بينما أبقت على واحد قيد الاحتجاز.
وكشف جولار عن هوية الأجانب الذين اعتقلوا خلال الأحداث الأخيرة، مبينا أن اثنين منهم فرنسيان، ويونانى، وأميركي ، وألماني، و2 من إيران.
اردوغان
فيما، دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الإيقاف الفوري للمظاهرات التي رأى أنها تحولت إلى "أعمال شغب".
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، قوله عند وصوله إلى مطار أتاتورك بالعاصمة أنقرة، بحضور عشرات آلاف المؤيدين الذين اجتمعوا للتعبير عن تأييدهم له، انه "بعد أن تحولت هذه المظاهرات إلى أعمال شغب، وبعد أن خسرت هويتها الديمقراطية، يجب أن تتوقف فوراً"، داعياً إلى ضبط النفس وتغليب المنطق.
وأضاف أردوغان الذي كان يتحدث بعد عودته من جولة في شمال أفريقيا استمرت 4 أيام، "لا يمكننا تقبل الذين يخلون بالقانون، والديمقراطية، والمسؤولين الأمنيين، والذي يخربون الممتلكات"، مشيراً إلى أن "عناصر الأمن كانوا يعملون بهدف حماية أمن كل هؤلاء الأشخاص".
وأكد على أنه لن يسحب عناصر الشرطة من الشارع.
وفي إشارة منه إلى الاتهامات التي تقول إن عناصر الشرطة استخدمت القوة المفرطة، قال أردوغان إن "عناصرها قد يكونون استخدموا القوة المفرطة عند الحاجة’، مؤكداً أن "وزارة الداخلية تحقق في المسألة"، غير أنه أكّد أن لا أحد لديه الحق في مهاجمتنا انطلاقاً من هذه المزاعم.
وقال إنه "في خدمة شعب البلاد كله الذي يبلغ عدده 76 مليون نسمة، وليس فقط نصف الشعب الذي يؤديه"، مشدداً على أن حكومته خدمت الشعب من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربه، من دون أي تمييز.
وأضاف أردوغان أن فريقه السياسي يتعامل مع الأمانة التي أولاها الشعب له، منذ توليه السلطة، على أنها شيء مقدس، معتبراً أن "أية يد لا يمكنها أن تمتد إلى أمانة الشعب، إلا الشعب نفسه، فهو الذي يعطيها، وهو الذي يأخذها".
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يعجزون عن تحقيق ما يريدون عبر الصناديق والانتخابات، فيلجؤون إلى العنف ونشر الفوضى.
وجدد أردوغان وعد حكومته بتقدم الديمقراطية، وأضاف كما نحترم الديمقراطية، والانتخابات، وإرادة الأمة، نتوقع أن يتم احترامنا بالطريقة عينها.
وذكر أن الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا خلفت وراءها 3 قتلى، متظاهران وعنصر في الشرطة، محملاً مسؤولية مقتلهم إلى الأشخاص الذين خرجوا من أجل الدفاع عن عدد قليل من الأشجار لا يتجاوز الـ15 شجرة.
وأشار إلى أن ابن عنصر الشرطة المقتول، الذي لم يولد بعد، سيترك يتيم الأب بسبب هذه المظاهرات.
وأوضح أردوغان أن الشرطة في أي بلد هدفها حماية المواطنين، وتحقيق الأمن لهم، فهي التي تقف في وجه الإرهابي، والفوضوي والمخرب، وتضحي بنفسها من أجل سلامة الوطن والمواطنين، مشيرا إلى أن تلك الأحداث أسفرت عن إصابة نحو ألف شخص معظمهم من عناصر الشرطة.
وشدد على أن حكومته لن تغض الطرف على الإطلاق عن أي شخص يريد أن يفسد أو يغتال الديمقراطية في البلاد، مبيناً أن هناك الكثير من أبناء الشعب التركي أفسدوا في هذا الوطن باسم الصحافة والفن والثقافة.
وقال أردوغان نحن نعرف كيف نعمل، وقد وصلنا بالبلاد إلى ما هي عليه الآن بالإنتاج والعمل الدؤوب، مشيراً إلى أن نجاح حزب العدالة والتنمية الحاكم لم يكن على الإطلاق من خلال إثارة التوتر أو الاستقطاب، مؤكداً أن حزبه ليس من شيمه التورط في أي اشتباكات أو مواجهات لأن ليس لديه الوقت لذلك.
ولفت إلى استمرار حزبه في العمل من أجل تقدم تركيا، مشيراً إلى أن أي قوة مهما كانت، لن تتمكن من عرقلة تقدمها الذي بدأته منذ فترة بفضل
جهود أبناء الشعب التركي، مؤكداً عدم السماح لأحد باستغلال جهود الشعب من أجل مصالحه الشخصية.
وعن زيارته إلى المغرب والجزائر وتونس، قال إن أخوتنا في الجزائر والمغرب وتونس أكدوا لنا أن هذه (الأزمة) ستمر لأننا نؤمن بكم.
وتوجه أردوغان إلى الشبان قائلاً أيها الشبان الأعزاء، أنتم أمل المقموعين..وأنتم الشباب الذي يحتذى به في الشرق الأوسط، وأفريقيا، والبلقان’.
وكان عشرات آلاف المؤيدين لأردوغان احتشدوا في مطار ‘أتاتورك’ لاستقباله، بعد عودته من جولة في شمال أفريقيا استمرت 4 أيام.
وذكرت وكالة أنباء ‘الأناضول’ ان عشرات آلاف الأشخاص توافدوا إلى مطار اتاتورك بالعاصمة التركية أنقرة ليعبروا عن تأييدهم لأردوغان، حيث رددوا عبارات التأييد له، ومن بينها ‘نحن معك’، ولوحوا بالأعلام التركية.
يشار إلى ان هذا التعبير عن التأييد لأردوغان يأتي في ظل تأكيده مضي حكومته في تنفيذ مشروعها في ميدان ‘تقسيم’ بإسطنبول الذي تسبّب في موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة، والمواجهات العنيفة بين قوات الأمن وبين رافضين لهذا المشروع، سرعان ما اتسعت دائرتها لتشمل عدة مدن تركية.
وتطورت هذه الاحتجاجات لتتحول إلى ما يشبه ‘الإنتفاضة الشعبية’ ما دفع بعض المراقبين إلى الحديث عن ‘ربيع تركي’، وهو ما رفضه أردوغان الذي تجاهل الاحتجاجات في بلاده، ليقوم بجولة في المنطقة المغاربية زار خلالها المغرب والجزائر وتونس.
وقال ستيفان فيول مفوض شؤون التوسعة بالاتحاد الاوروبي الجمعة إن على تركيا أن تحقق فيما اذا كانت الشرطة قد استخدمت القوة المفرطة خلال مظاهرات مناهضة للحكومة على مدى ايام ومحاسبة المسؤولين عن هذا.
وقال فيول في كلمة القاها خلال مؤتمر شارك فيه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ‘تمثل المظاهرات السلمية طريقة مشروعة للجماعات للتعبير عن آرائها في مجتمع ديمقراطي. لا مكان لاستخدام الشرطة للقوة المفرطة ضد هذه المظاهرات في ديمقراطية من هذا النوع. وأردف قائلا ‘انا سعيد أن الحكومة اعترفت بهذا. المهم الآن هو إجراء تحقيق بسرعة وشفافية وايضا محاسبة المسؤولين.
اضف تعليق