الرئيسية » أحداث اليوم » خليجي » تركي الفيصل يفحم جنرالا إسرائيليا
أحداث اليوم خليجي

تركي الفيصل يفحم جنرالا إسرائيليا

مدير الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل
مدير الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل
محتوى إعلاني

شارك مدير الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل في مناظرة بواشنطن وضعته وجها لوجه مع مستشار الأمن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال يعقوب عميدرور، وكانت مناسبة للفيصل ليشرح وجهة نظر بلاده من الصراع العربي الإسرائيلي، ومن الحرب في سوريا والصراع السنّي – الشيعي وفلسطين.

وجاءت المناظرة على هامش ندوة حول واقع الشرق الأوسط استضافها “معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى”.

وقالت وسائل إعلام أميركية من بينها “سي ان ان”، إن المسؤولين السابقين بدآ حديثيهما ببرودة وحصرا كلامهما في علاقة بلديهما الثنائية مع الولايات المتحدة، الى ان اخترق الامير تركي هذا الموضوع.

وقال الأمير تركي ان افاق التعاون بين العرب والإسرائيليين كبيرة جدا لو تدرك اسرائيل اهمية قبولها مبادرة السلام العربية للعام 2002، وتوقيعها على اتفاقية سلام وقيام دولتين مع الفلسطينيين، ما يفتح باب تعاونها مع الدول العربية.

وتساءل “لا افهم لماذا لا تتلقف حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو المبادرة، فهي لا تحتاج الى الهام الهي او ذكاء آينشتايني، فقط تبادل اراض واعتراف وسلام”.

ورد الجنرال الاسرائيلي بتوجيه اصابع اللوم الى الفلسطينيين.

وقال ان عددا من الرؤساء الاميركيين ورؤساء حكومة اسرائيل حاولوا التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، لكن القيادة الفلسطينية كانت دائما تتراجع في اللحظة الاخيرة، زاعما أن الحكومات العربية متفائلة اكثر من اللازم بمدى استعداد الفلسطينيين او رئيسهم محمود عباس للتوصل الى سلام.

ودافع الفيصل عن عباس.

وقال إنه وقف في وجه الرئيس الراحل ياسر عرفات ليقول له ان الانتفاضة الثانية المسلحة لا جدوى لها، لكن الاسرائيليين لا يساعدون عباس، حسب الفيصل، مشيرا إلى استمرارهم في سياسات تعذيب الفلسطينيين يوميا، من جهة توسيع المستوطنات وفرض حواجز على حركتهم ومنع المياه عنهم ورفض الاعتراف بسيادتهم.

واعتبر الفيصل ان المشكلة الفلسطينية هي محرك المشاكل الأخرى في المنطقة. لكن عميدرور نفى وجود أية علاقة لوضع الفلسطينيين بمشاكل الشرق الاوسط. وزعم ان “عدد الفلسطينيين الذين قتلهم العرب هو اكبر من عدد الفلسطينيين الذي قتلهم يهود”.

وقال الفيصل ان المشكلة في نتنياهو انه لا يرضى حتى الاعتراف بدولة فلسطينية، بل هو على العكس اعلن نيته توسيع السيادة الاسرائيلية لتشمل الجولان السوري المحتل.

ورد عميدرور بالقول ان “لا علاقة للمفاوضات مع الفلسطينيين بالجولان، فالجولان هو ملك دولة سورية غير موجودة”، لكن الفيصل قاطعة ببراعة قائلا “على الأقل انت تعترف بسورية الجولان على عكس رئيس حكومتك (نتنياهو)”.

واستحكم الخلاف بين المسؤولين الأمنيين السابقين.

وجدد الفيصل تأكيد إصرار العرب على ان المفتاح لأي تعاون عربي مع اسرائيل هو التوصل الى سلام حسب مبادرة 2002، بينما زعم عميدرور أن المطلوب هو تعاون عربي مع اسرائيل لتحقيق سلام يتعذر تحقيقه حاليا مع الفلسطينيين.

وتطرق النقاش الى الوضع في سوريا، وقال الفيصل ان الاجدى تسمية تنظيم “الدولة الاسلامية” بـ”فاحش” بدلا من “داعش”.

واضاف انه لدى حديثه مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، غالبا ما يقول لهم إن عليهم أن لا يأخذوا لاجئين سوريين، بل عليهم ان يأخذوا الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال عميدرور ان العرب كانوا يريدون اسرائيل ان تعيد هضبة الجولان الى الأسد، والآن لا يريدون الأسد.

وأضاف أن الأسد ليس المشكلة في سوريا، وإن من يعتقدون “أن رحيل الأسد يقلص المشكلة هم مخطئون”، مؤكدا ان الصراع السني-الشيعي هو الذي يحرك الشرق الاوسط، وهو ليس صراعا حول شخص او عائلة.

وزعم المسؤول الأمني الاسرائيلي السابق أن سياسة بلاده تقضي بالوقوف على الحياد في الصراع السني الشيعي في المنطقة، وكذلك في سوريا، وان السياسة الاسرائيلية تقضي بحماية حدودها فحسب.

وسعى عميدرور إلى الإعلاء من أهمية مثل هذا اللقاء مع الأمير تركي قائلا “من الواضح لنا انه علينا ان نجلس سوية مع اي مسؤول عربي يوافق على الجلوس معنا.. قد لا يؤدي ذلك الى اتفاق دائما، ولكنه يؤدي الى تقريب وجهات النظر وفهم كيف يفكر الطرف الآخر”.

لكن المسؤول الأمني السعودي السابق ردّ عليه بالقول “كلانا مسؤولان سابقان.. لا تتوقع الكثير من هذا (اللقاء)”.

ثم تابع الفيصل “اصلا قبل ان آتي الى هنا، كان هناك الكثير من التغريدات حول هذا اللقاء”.

وقال ان “الناس يقولون ان هذا اعتراف سعودي باسرائيل وتطبيع وعلاقات ديبلوماسية، وانا اقول ان هذا لن يحصل للأسف، ولكنه الواقع”.

وأضاف الأمير تركي “امنيتي ان أصلي في القدس”. لكن عميدرور قاطع الفيصل قائلا “اهلا وسهلا بك”، فأجاب الفيصل “أعرف، هذا من وجهة نظرك، لكن يجب أن يكون هناك اتفاق حول الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، الذي من دونه لا يمكنني زيارة اسرائيل او الأراضي التي تحتلها”.

وقال الفيصل “يؤذيني عندما افكر ان الزيارة (للقدس) لن تحصل في حياتي، على أمل ان تحصل في زمن أولادي أو أحفادي، وان يتوصل العالم الى سلام، ويعملون لتحسين الانسانية”.