حاول المتمردون الحوثيون الالتفاف على اتهامات أممية بالاستيلاء على المساعدات الغذائية، بأن اتهم برنامج الأغذية العالمي بإرساله مواد غذائية “فاسدة” إلى اليمن.
ورفض المتمردون أمس الثلاثاء اتهامات الأمم المتحدة لهم ببيع مساعدات غذائية موجهة للمدنيين وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي.
والاثنين اتهم برنامج الأغذية العالمي الذي يعتزم توفير مواد غذائية لما يصل إلى 12 مليون يمني شهريا في عام 2019 المتمردين الحوثيين بـ”السلوك الإجرامي” وبيع مواد الإغاثة في أسواق في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين.
وواجه الحوثيون في السابق اتهامات دولية بالاستيلاء على المساعدات الغذائية وتوزيعها على الموالين لهم وشراء الذمم.
لكن رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي حمّل برنامج الأغذية العالمي “المسؤولية الكاملة في العبث الذي قام به من خلال شراء كميات من الغذاء الفاسد”.
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للميليشيا الانقلابية، إن اليمن رفض السماح بدخول كميات الغذاء “كونه مخالفا للمقاييس والمواصفات بل لا يصلح للاستهلاك الآدمي”.
غير أنه أضاف أن المتمردين “يرحبون” بتحقيق مستقل ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى تقديم إثباتات تدعم اتهاماته. كما اتهم منظمات دولية بالانحياز.
ولم تقدم الميليشيا الانقلابية أي دليل على صحة اتهاماتها في الوقت الذي يُرجح فيه متابعون للشأن اليمني أن المتمردين لم يجد أفضل من عكس الهجوم على برنامج الأغذية العالمي للتغطية على حقيقة استيلائهم على المساعدات الغذائية.
وقال إن “تعامل المنظمات مسيس في أغلبه ومنه هذا الموقف وهو ما يؤكد انحراف العمل لدى المنظمات من مستقل إلى تابع” للولايات المتحدة وبريطانيا.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربا مدمرة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من السعودية، والمتمردين الحوثيين القريبين من إيران.
وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية، وفق الأمم المتحدة، ووضع أكثر من 14 مليون شخص على حافة المجاعة.
والشهر الماضي اتفق المتمردون ومسؤولون حكوميون على هدنة برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والإستراتيجية لإدخال مساعدات إغاثة إلى اليمن.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول، لكن الحوثيين انتهكوها مرارا وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بخروق اتفاق السويد.
ومنذ 2015، تاريخ التدخل العسكري السعودي على رأس تحالف عسكري، قتل أكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمة الصحة العالمية. غير أن منظمات حقوقية تقول إن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بخمس مرات.
ويعتمد أكثر من 22 مليون شخص ما يمثل ثلاثة أرباع عدد السكان على مساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة.









اضف تعليق