أدى عشرات الآلاف من العراقيين صلاة جمعة موحدة في ست محافظات بينها بغداد دعت إليها هيئات دينية وتجمعات شبابية وعشائرية في جمعة تحمل شعار "يداً بيد نسترد الحقوق". في الوقت الذي قتل 22 شخصًا وأصيب العشرات جراء 8 تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أمس جوامع وحسينيات شيعية ودورية أمنية في 3 مدن عراقية بينها العاصمة بغداد.
فقد توافد الآلاف إلى ساحة الحق في سامراء لأداء صلاة جمعة موحدة وللتظاهر في جمعة رفعوا لها شعار "يداً بيد نسترد الحقوق".
وتشهد سامراء منذ أكثر من ثلاثة أشهر اعتصاما مفتوحا للمطالبة بإصلاحات سياسية وقانونية. وتقول اللجنة المنظمة للاعتصام إن الأجهزة الأمنية تمارس عمليات الاستفزاز وتمنع أهالي القرى المجاورة من دخول سامراء لأداء الصلاة.
وكان المعتصمون قد أكدوا في بيان أنهم لن يساوموا على حقوقهم المسلوبة، ونفوا أن يكونوا قد شكلوا وفدا للتفاوض أو خوّلوا أي جهة سياسية أو حزبية أن تفاوض الحكومة نيابة عنهم.
وفي كركوك بشمال العراق أدى مئات العراقيين صلاة جمعة موحدة. واستنكر خطيب الجمعة ما سماه استمرار الحكومة العراقية في تنفيذ أحكام الإعدام والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والمعتقلات دون الالتفات لمطالب المتظاهرين. وانتقد المتظاهرون صالح المطلك نائب رئيس الوزراء ورئيس كتلة الحل جمال الكربولي ووزرائهما لقرارهما العودة لجلسات الحكومة.
من جانبه قال الإمام والخطيب في جامع أبو حنيفة في الأعظمية الشيخ عبد الستار عبد الجبار إن القوات الأمنية اعتقلت منتصف الليلة الماضية الدكتور أكرم الدليمي رئيس رابطة أئمة وخطباء الدورة لشؤون المظاهرات وخطيب الجمعة الموحدة في حي الدورة جنوبي بغداد، وأضاف الشيخ عبد الستار أن الأئمة والوجهاء في المنطقة قرروا إعلان الاعتصام بعد صلاة الجمعة الموحدة لحين إطلاق سراح الدليمي.
كما نظمت في بغداد أمس الجمعة صلوات موحدة ومظاهرات في ثماني مناطق موزعة بين جانبي الكرخ والرصافة تنديدا بسياسة الحكومة العراقية.
وتشهد مدن عراقية عدة اعتصامات ومظاهرات منذ أكثر من ثلاثة أشهر احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي وللمطالبة بإصلاحات سياسية وقانونية في مقدمتها إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب وإلغاء قانون المساءلة والعدالة إضافة إلى تحقيق التوازن في مؤسسات الدولة وإجراء تعداد سكاني لمعرفة النسب الحقيقية لمكونات الشعب العراقي.
قتلى فى صفوف الشيعة
في بغداد، ذكرت مصادر أمنية أن 5 سيارات مفخخة استهدفت حسينيات: "آل الرسول" في حي القاهرة، و"الرسول الأعظم" في حي الجهاد، و"الإمام المهدي" في منطقة الطالبية، إضافة إلى حسينية وجامع "الصدريين" في حي الزعفرانية.
وقالت مصادر طبية إن الانفجارات الخمسة أسفرت عن مقتل 14 شخصًا إضافة إلى إصابة 27 آخرين.
وفي مدينة كركوك (شمال العراق)، انفجرت سيارة مفخخة قرب "حسينية الرسول الأعظم" الواقعة جنوب المدينة.
وأفاد مصدر طبي من دائرة صحة كركوك بأن الحصيلة النهائية للانفجار وصلت إلى 3 قتلى، فضلاً عن إصابة 70 من المصلين أثناء خروجهم من الحسينية بعد تأدية صلاة الجمعة.
وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفى، فيما فرضت قوات من الشرطة طوقًا أمنيًا على مكان الحادث.
ولم توضح المصادر الأمنية ما إذا كان تفجيرات السيارات المفخخة الست نفذها انتحاريون أم تم تفجيرها عن بعد.
بالتزامن مع هذا التفجير، لقي 5 أفراد من الشرطة العراقية حتفهم وأصيب 7 آخرون في تفجيرين منفصلين استهدف أحدهما دورية أمنية بمحافظة ديالى شمال العاصمة بغداد.
وقال مصدر أمني إن عبوة ناسفة موضوعة على الطريق استهدفت دورية أمنية في حي بلور بديالي ظهر أمس ؛ ما تسببت في جرح أحد عناصر الشرطة.
وأضاف المصدر أن عبوة ثانية انفجرت بمجرد تجمع المواطنين والعناصر الأمنية في مكان التفجير الأول؛ مما أدى إلى مقتل 5 من أفراد الشرطة، بينهم ضابط برتبة رائد، وإصابة 6 آخرين. وختم المصدر بأن قوات أمنية طوقت مكان الحادث، فيما نقلت سيارات إسعاف الجرحى والقتلى إلى مستشفى.
اضف تعليق