الرئيسية » أحداث اليوم » تعهدات مبشرة في قمة المناخ تلطّف تشاؤم ماكرون
أحداث اليوم عالم

تعهدات مبشرة في قمة المناخ تلطّف تشاؤم ماكرون

ماكرون
ماكرون

عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقييما متشائما عن المعركة العالمية ضد التغير المناخي في كلمة أمام عشرات الزعماء ورؤساء الشركات أمس الثلاثاء وقال “نحن نخسر المعركة”، فيما لطفت تعهدات اطلقتها المؤسسات المالية الاجواء.

وفي مسعى لإنعاش جهد جماعي كان تعرض لضربة في الصيف الماضي حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيسحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ المبرمة في باريس عام 2015 قال ماكرون “نحن لا نتحرك بالسرعة الكافية. ينبغي لنا جميعا أن نتحرك”.

وقال ماكرون إن العلم في الوقت الراهن يكشف يوميا عن مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري على الكوكب.

وقال الرئيس الفرنسي محذرا “نحن نخسر المعركة” وحث رؤساء الدول والوزراء والمسؤولين التنفيذيين الحاضرين على تدشين مرحلة جديدة في الحرب ضد ارتفاع درجة حرارة الأرض.

ولن تصدر التزامات ملزمة دولية في قمة “كوكب واحد” في باريس أمس الثلاثاء.

وتركز القمة على كيفية نجاح المؤسسات المالية العامة والخاصة في تدبير المزيد من الأموال لهذا الغرض وكيف يمكن للمستثمرين الضغط على عمالقة عالم الاستثمارات للتحول باتجاه استراتيجيات صديقة للبيئة.

ويتسبب التغير المناخي في موجات طقس قاسية ومتكررة بين فيضانات وجفاف وعواصف وحرارة في ظل ارتفاع متوسط الحرارة العالمية لمستويات جديدة وذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي وأيضا ارتفاع منسوب البحار.

وتقول الدول النامية إن الدول المتقدمة لا تواكب التزاما أوسع نطاقا في اتفاقية تعود إلى 2009 بأن توفر 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 من موارد عامة وخاصة على حد سواء لمساعدة الدول النامية في التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة نظيفة والتكيف مع آثار التغير المناخي.

ويشارك نحو 50 من زعماء العالم في قمة باريس من بينهم الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو وزعماء دول تواجه ضررا كبيرا بسبب التغير المناخي مثل تشاد ومدغشقر وبيرو.

من جهته حذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من ان دولا عدة تستمر في دعم الوقود الاحفوري لخفض الاسعار للمستهلكين، مشبها ذلك بالبشرية “التي تستثمر في موتها المحتوم”.

وقال “نحن نخوض حربا من اجل وجود الحياة على كوكبنا بالشكل الذي تعرفونه”.

وقال محمد أدو رئيس وفد جمعية الإغاثة المسيحية في قمة التغير المناخي “القطعة المفقودة من الأحجية هي التمويل لمساعدة الدول الأكثر فقرا في العالم على الحصول على طاقة نظيفة كي لا تمضي على درب الوقود الأحفوري مثل العالم المتقدم”.

وأضاف “بدون تمويل ملائم لن تستطيع الدول النامية التعامل مع التغير المناخي أو التخلص من انبعاثات الكربون بالسرعة الكافية لتحقيق أهداف باريس”.

تعهدات مبشرة

تعهدت المصارف والشركات الكبيرة بالابتعاد عن الوقود الاحفوري المسبب لارتفاع حرارة الارض.

وأعلن رئيس البنك الدولي جيم يونغ وسط تصفيق حاد ان البنك “سيتوقف عن تمويل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما اعتبارا من 2019”.

واضاف “إننا عازمون على العمل معكم جميعا لوضع السياسات الصحيحة في مكانها وجعل محركات السوق تسير في الاتجاه الصحيح ووضع المال على الطاولة وتسريع العمل”.

ورحبت منظمة غرينبيس بالخطوة. وقال الناشط غيورغي دالوس “إن البنك الدولي كأكبر المؤسسات المالية في العالم حجب الثقة عن صناعة الوقود الاحفوري”.

وقالت شركة التأمين الفرنسية اكسا انها ستسرع وقف العمل في قطاع الكربون، وتسحب 2,5 مليار يورو (2,9 مليار دولار) من شركات تأتي اكثر من 30 بالمئة من عائداتها من الفحم.

وقال بنك اينغ الهولندي انه سيتوقف بشكل شبه كامل عن تمويل مشاريع لتوليد الطاقة من الفحم بحلول 2025، فيما اطلقت مجموعة من اكثر من 200 مستثمر دولي بينهم عملاق قطاع المصارف اتش.اس.بي.سي، حملة للضغط على الشركات الكبرى التي تصدر انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري — بينها بي.بي وايرباص وفولكسفاغن وغلينكور — لمراعاة اكبر للبيئة.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سيكون هناك حاجة لاستثمارات بحوالى 3,5 ترليون دولار كل عام في قطاع الطاقة حتى العام 2050 لابقاء الاحتباس الحراري دون درجتين مئويتين اي ضعف الانفاق الحالي.

ترامب الغائبالحاضر

وتعرض ترامب الذي وصفت ادارته التغير المناخي بأنه “خدعة” للانتقاد.

وقال الامين العام السابق للامم المتحدة بان كي مون ان انسحاب ترامب من اتفاقية باريس قرار “قصير النظر ومضلل سياسيا وغير مسؤول اقتصاديا وخاطئ علميا”.

ولكن في غياب اي مسؤول بارز من الادارة الاميركية، فقد تلقت الانتقادات الشركات الاميركية اضافة الى مسؤولين اميركيين محليين ممثلين في باريس برئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ والحاكم السابق

لولاية كاليفورنيا ارنولد شوارزنيغر ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس.

– وقال شوارزنيغر “لا يهم ان كان دونالد ترامب انسحب من اتفاقية باريس”.

واضاف “نحن في القطاع غير الحكومي سنواصل العمل المتوقف”.

لكن كثيرين لا يزالون قلقين بشأن تمويل قضايا المناخ للدول النامية، والتي كانت الولايات المتحدة — اكبر ملوث لغازات الدفيئة في العالم من المساهمين الرئيسيين فيها. وتعهد ترامب بخفض هذا التمويل وسحب ملياري دولار تعهدت واشنطن بالمساهمة بها لما يسمى بـ”صندوق المناخ الأخضر”.

والدول النامية بحاجة للأموال لتحمل عبء التحول المكلف من الوقود الاحفوري ولتعزيز دفاعاتها ضد الكوارث الطبيعية الناجمة عن الطقس.