الرئيسية » أرشيف » جمعة موحدة وقتلي بتفجيرات جديدة في العراق وتحذير أممي من تصاعد العنف والطائفية بالبلاد
أرشيف

جمعة موحدة وقتلي بتفجيرات جديدة في العراق
وتحذير أممي من تصاعد العنف والطائفية بالبلاد

احتضنت ست محافظات عراقية أمس صلاة جمعة موحدة في إطار الحراك الشعبي المتواصل منذ أشهر ضد سياسات الحكومة، بينما سقط عدد من القتلى في تفجيرات جديدة بجنوب مدينة الرمادي بعد التفجيرات التي استهدفت مناطق ببغداد وبعقوبة. وفي هذه الأثناء حذر المبعوث الأممي الخاص للعراق مارتن كوبلر من تصاعد مستويات العنف والطائفية وتدهور الوضع الأمني في البلاد.

فقد خرجت مظاهرات للاحتجاج على سياسة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عشر مناطق بالعاصمة بغداد، وكذلك في محافظات نينوى وديالى وكركوك وسط إجراءات أمنية مشددة لا سيما في محافظة نينوى.

وطالب خطيب الجمعة الموحدة في مدينة الرمادي بتشكيل لجنة دولية تتكون من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحقوقية للتحقيق في قضية تفجير المرقدين في العراق بعد تصريحات أميركية تشير إلى تورط إيران.

وأضاف أن الحكومة العراقية آنذاك كانت على علم بتورط إيران في تفجير المرقدين بسامراء، لكنها لم تحرك ساكنا، ودعا إلى ضرورة عرض القضية على المحاكم الدولية لمحاسبة المتورطين في التفجير الذي وقع قبل نحو سبع سنوات.

كما طالب خطيب الجمعة الحكومة العراقية بالإفراج عن منسق الحراك الشعبي في كركوك خالد المفرجي، الذي اعتقل منذ نحو أسبوع, وكذلك جميع الأسرى الذين اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطلبية.

ويعتبر المراقبون أن تفجير مرقدي إمامي الشيعة الاثني عشرية علي الهادي والحسن العسكري بسامراء في فبراير/شباط 2006 كان وراء اشتعال الفتنة الطائفية في العراق في السنوات التي تلت الحادث.

تفجير جديد
في وقت قالت مصادر طبية وأمنية إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 21 آخرون في تفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين استهدف أمس الجمعة قوات الصحوة في جنوب مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار غرب بغداد.

وقال العقيد جبير نايف من قوات الصحوة إن التفجيرين نجما عن عبوة لاصقة على سيارة أحد ضباط الصحوة، ولدى تجمع الأهالي انفجرت عبوة ثانية على جانب الطريق ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا.

وتتشكل قوات "الصحوات" من أبناء المناطق وتعد إحدى القوى الرئيسية التي بعثت لمواجهة الجماعات المسلحة خاصة تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار التي كانت من المعاقل الرئيسية لهذه التنظيم في السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق.

كما أكدت مصادر طبية وأمنية أن حصيلة ضحايا سلسلة تفجيرات الأمس التي وقعت في مقاه شعبية في بعقوبة شرق بغداد وفي حي الأعظمية ببغداد ارتفعت إلى 26 قتيلا جلهم في بعقوبة بالإضافة إلى سقوط أكثر من ستين جريحا.

وبعد هذه التفجيرات ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف بالعراق في يونيو/حزيران الحالي إلى 390 قتيلا.

تحذير أممي
وفي هذه الأثناء حذر المبعوث الأممي الخاص للعراق مارتن كوبلر من تصاعد مستويات العنف والطائفية وتدهور الوضع الأمني في البلاد.

وقال كوبلر في الاستنتاجات التي خرج بها عن الوضع في العراق في نهاية مهمته هناك، إن هناك حاجة لمزيد من الجهد المبذول لمعالجة هذه القضايا، مشيرا إلى التقدم المحدود الذي حصل في السنتين الماضيتين في قضايا أساسية، بما في ذلك القوانين التي تنظم قطاع النفط وتوزيع عائدات الثروة النفطية والصراع على المناطق المتنازع عليها شمال البلاد.

وأوضح، أن من بين التقدم الذي حصل تحسين العلاقات مع الكويت وتنظيم الانتخابات، لكنه دعا إلى إجراء إصلاحات اقتصادية وتطوير الفدرالية السياسية والمالية.

وأشار كوبلر الذي يستعد لمغادرة بغداد عند نهاية مهمته التي امتدت سنتين ليستلم مهمة مشابهة في الكونغو الديمقراطية إلى قلقه بخصوص تنامي الطائفية والعنف في البلاد، قائلا إن مايو/أيار الماضي كان الأكثر دموية في العراق منذ عام 2008.

وقال كوبلر إن "الصراع بين السنة والشيعة يشل البلاد، كل شيء في البلاد".

وأضاف أن "الحوار لا يجري بطريقة منظمة"، مؤكدا أن "انعدام الحوار بين بعضهم بعضا يؤدي إلى الكارثة".

ويرى كوبلر أنه "لا بد من معالجة المواجهة السياسية بين الحكومة والمتظاهرين السنة"، معتبرا أن "استمرار الجمود بين الحكومة والمتظاهرين ليس الطريق الصحيح" لتحسن أوضاع البلاد.

وتشهد عدة محافظات عراقية مظاهرات واعتصامات منذ نحو ستة أشهر ضد السياسات الحكومية. كما تضغط التطورات الإقليمية لا سيما الصراع في سوريا على زيادة حدة الانقسام في العراق.

ويرى كوبلر أنه رغم هذه الأمور الأحداث الإقليمية، فإن العراق هو المسؤول عن العديد من مشاكله.

وقال "بالطبع هناك صعوبات في بيئة إقليمية مثل التي لدينا الآن" في الشرق الأوسط، لكن من جهة أخرى العديد من مشاكل العراق محلية".

وأكد كوبلر أن "الصراع بين السنة والشيعة والعرب والأكراد وحدود المناطق المتنازع عليها والانتخابات في كركوك كل هذه أساسا مشاكل محلية".