من الصعب تحديد ما تم تحقيقه فعليًا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع، رغم محاولات الجانبين إظهار التوافق.
على صعيد الملف الإيراني، ظهر تنسيق واضح بين واشنطن وتل أبيب، حيث اتفق نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخطوط العريضة للمفاوضات مع طهران، والتي تشمل وقف تخصيب اليورانيوم، والسماح بمراقبة دولية صارمة. كما تم التأكيد على إبقاء خيار العقوبات وضربات إضافية مطروحًا على الطاولة في حال أعادت إيران بناء برنامجها النووي.
لكن احتمالية التوصل إلى اتفاق فعلي مع إيران تبقى منخفضة، إذ ترفض طهران الرضوخ لشروط تبدو أقرب إلى الإملاءات، خاصة بعد حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية في سوريا ولبنان. ويبدو أن ترامب يسعى لتكثيف الضغط، إلا أن النتائج تبدو بعيدة عن التحقق في الأجل القريب.
تعقيدات غزة: وقف إطلاق نار بعيد المنال
الأكثر غموضًا من التنسيق مع إيران هو مسار المحادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن. رغم أن بعض التقارير تحدثت عن ضغوط أمريكية لوقف الحرب خلال مهلة ستين يومًا، والتوصل إلى تسوية دائمة، فإن الموقف الإسرائيلي المعلن يذهب في الاتجاه المعاكس.
نتنياهو شدد على استكمال “القضاء على حماس”، ووزير دفاعه تحدث عن إبقاء قوات إسرائيلية في ممر استراتيجي داخل غزة، بينما أطلق وزراء متشددون تصريحات خطيرة حول تجميع المدنيين الفلسطينيين في “مدينة إنسانية” قرب الحدود المصرية، بل والتلميح إلى إخراجهم من القطاع.
صراع الرسائل: التطبيع يتعثر بسبب غزة
ترامب يسعى من جانبه لاستثمار ما يسميه “نجاحات عسكرية” في غزة وسوريا ولبنان لتحقيق اتفاقيات تطبيع إضافية، بما يشمل السعودية ودول عربية أخرى. لكن استمرار مشاهد العنف في غزة، وتصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين حول التهجير القسري، يصعّب المهمة.
مصادر دبلوماسية أكدت أن العواصم العربية تشترط رؤية قيادة فلسطينية بديلة وخطوات جادة نحو حل الدولتين قبل القبول بأي ترتيبات تخص “اليوم التالي” في غزة.
بين العلن والخفاء: صبر ترامب قد ينفد
رغم التوافق العلني الذي حرص نتنياهو على الترويج له، فإن صمت ترامب بعد الاجتماع الثاني مع نتنياهو كان لافتًا. إذ يبدو أن البيت الأبيض لم يحصل على تنازلات واضحة فيما يتعلق بوقف الحرب وإعادة الرهائن، وقد تتبدل لهجة ترامب إذا استمر التصعيد العسكري وأُجهضت محاولات التوصل لاتفاق سلام إقليمي.
الخلاصة أن ما ظهر من تناغم بين ترامب ونتنياهو يخفي خلفه خلافات حقيقية حول غزة ومسار الحرب، وقد تنفجر إلى العلن في حال أخفقت إسرائيل في تقديم خطوات ملموسة تتفق مع أولويات الإدارة الأمريكية.
مقتبس من دانيال ب. شابيرو – أتلانتك كانسل
اضف تعليق