اندلعت معارك أمس الأحد في شرق سوريا بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية التي تمثل تحالفا عربيا كرديا تدعمه واشنطن، ما أدى إلى مقتل ستة من عناصر هذه المجموعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واشتباكات أمس الأحد بين القوات السورية والقوات المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعتبر نادرة على مدار ثماني سنوات من الصراع السوري.
وتنذر هذه التطورات باحتمال فتح النظام السوري جبهة قتال جديدة كانت مؤجلة فيما يرجح أن توقيت المعركة راجع بالأساس إلى تراجع نسبي للدعم الدولي لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد الجزء الأكبر منها.
وتجري المعارك في محافظة دير الزور الغنية بالنفط وسبق أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الذي طرد من غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها.
وشهدت هذه المحافظة سباقا بين قوات النظام مدعومة من روسيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها تحالف دولي تقوده واشنطن.
وتسيطر قوات النظام حاليا على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات في حين تنتشر قوات سوريا الديمقراطية على ضفته الشرقية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن “وحدات من قواتنا المسلحة تتمكن من تحرير أربع قرى شرق نهر الفرات وهي الجنينة ـ الجيعة ـ شمرة الحصان ـ حويقة المعيشية التي كانت تحت سيطرة ما يسمى قوات سورية الديمقراطية”.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن “هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة”.
وفي فبراير/شباط، قتل نحو مئة من المقاتلين الموالين للنظام في ضربات للتحالف الدولي في منطقة دير الزور.
وأكدت واشنطن أن هذه الغارات كانت لصد هجوم لقوات موالية للنظام استهدفت مقرا لقوات سوريا الديمقراطية.
وفي سبتمبر/ايلول 2017 اتهمت قوات سوريا الديمقراطية روسيا بقصف موقع لها ما أسفر عن مقتل أحد مقاتليها واصابة آخرين.
وتجنب الجيش السوري على مدى السنوات الماضية الدخول في مواجهات مع قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، في تكتيك يستهدف عدم فتحة جبهة قتال أخرى فيما كان يقاتل بدعم روسي وإيراني وميليشيات شيعية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني تنظيمات جهادية متطرفة وأخرى من فصائل مسلحة تتبع المعارضة المعتدلة.
لكن الرئيس السوري وكبار المسؤولين في نظامه أعلنوا مرارا أن دمشق لن تترك شبرا واحدا خارج سيطرتها في الوقت الذي أنشأ فيه الأكراد ادارة ذاتية للمناطق التي وقعت تحت سيطرتهم مستفيدين من الدعم الأميركي والانشغال السوري في القتال على جبهات أخرى.
لكن التدخل التركي العسكري أثر إلى حدّ بعيد على قدرات قوات سوريا الدمقراطية التي كانت إلى وقت قريب رأس الحربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وشكلت السيطرة التركية على مدينة عفرين وتخطيط أنقرة للتوسع عسكريا إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة التحالف العربي الكردي، نقطة مفصلية في الصراع متعدد الأطراف في سوريا.
ولزم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الصمت حيال اقتحام القوات التركية وفصائل سورية موالية لأنقرة مدينة عفرين ما طرح فرضية تخلي التحالف عن تلك القوات على الأقل في مرحلة تجري فيها على الأرجح تسويات مع تركيا وروسيا.
وقبل ايام قليلة عاد مقاتلون أكراد في قوات سوريا الديمقراطية للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن كانوا توقفوا عن ذلك حسب ما أعلن الثلاثاء مسؤول عسكري أميركي.
وكان مقاتلون أكراد في قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، خرجوا من منطقة وسط وادي الفرات في فبراير/شباط بعد شن تركيا عملية غصن الزيتون العسكرية لإخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.
وانتهت العملية في 18 مارس/اذار بإخراج المقاتلين الأكراد من المنطقة.
وتسبب الخروج المفاجئ لمقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية بإبطاء وتيرة العمليات في آخر جيبين يسيطر عليهما التنظيم قرب نهر الفرات.
ورحب الكولونيل راين ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا “بعودة بعض المشاركين في قوات سوريا الديمقراطية إلى منطقة وسط وادي الفرات”.
وتابع المتحدث “تعود قوة قتالية إضافية إلى وادي الفرات لتشديد الخناق بشكل أكبر ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية”. ولم يكشف ديلون تفاصيل حول عدد المقاتلين العائدين.
وكانت الادارة الذاتية للأكراد قد عبرت عن غضبها واستيائها من صمت التحالف الدولي على اقتحام القوات التركية مدينة عفرين وتهجير أهلها.
ويبدو أن عودة المسلحين الأكراد للمشاركة ضد بقايا تنظيم الدولة الإسلامية تستهدف تقوية تحالفها مع الولايات المتحدة وضمان استمرار الدعم الأميركي خاصة مع تهديد الرئيس التركي بتوسيع العمليات العسكرية لشرق عفرين باتجاه مدينة منبج حيث تتواجد قوات أميركية.
وتخشى وحدات حماية الشعب الكردية من تراجع الولايات المتحدة عن دعمها أو المضي في تفاهم سابق مع تركيا يقضي بنشر قوات مشتركة (أميركية تركية) مقابل اخراج المقاتلين الأكراد منها.
وتقود الولايات المتحدة منذ اواخر 2014 تحالفا دوليا لإلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف في سوريا والعراق.









اضف تعليق