الرئيسية » أحداث اليوم » دمشق تناور بمساعدات اغاثة وبتهدئة وهمية في الغوطة
أحداث اليوم رئيسى عربى

دمشق تناور بمساعدات اغاثة وبتهدئة وهمية في الغوطة

نصر الحريري ودي مستورا في جنيف
نصر الحريري ودي مستورا في جنيف

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس الثلاثاء أن الحكومة السورية وافقت على إعلان وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمولة باتفاق خفض التوتر وذلك بالتزامن مع اعلان أممي آخر عن دخول قافلة مساعدات اغاثة انسانية الطبية إلى الغوطة المحاصرة.

وتأتي هذه التطورات فيما أعلنت دمشق أن الوفد الحكومي لمفاوضات السلام سيصل إلى جنيف الأربعاء للمشاركة في المحادثات.

ويعتقد أن موافقة الحكومة السورية على دخول مساعدات انسانية وعلى وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية محاولة للتغطية على التصعيد العسكري الخطير في المنطقة القريبة من دمشق والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في الفترة الأخيرة.

وتشارك دمشق في مفاوضات جنيف فيما نجح الجيش السوري بدعم روسي في تحقيق انتصارات مهمة على تنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور وعلى فصائل المعارضة في مناطق أخرى بينها الغوطة التي تعرضت لأعنف الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية رغم أنها مشمولة باتفاق خفض التوتر.

وقال دي ميستورا اثر لقاء مع وفد المعارضة السورية “لقد أبلغت للتو من قبل الروس أنه خلال اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن” أمس الثلاثاء في جنيف “اقترحت روسيا ووافقت الحكومة السورية على وقف اطلاق نار في الغوطة الشرقية”.

والغوطة الشرقية التي يحاصرها الجيش السوري منذ 2013 هي واحدة من أربع مناطق خفض توتر تم الاتفاق بشأنها العام الماضي بهدف ارساء هدنة في البلاد.

ورغم ذلك فقد كثفت قوات النظام السوري منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني ضرباتها ضد هذه المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة وتعاني من نقص خطير في المواد الغذائية والأدوية.

وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني طلبت الأمم المتحدة بإجلاء 400 مريض من الغوطة الشرقية بينهم 29 في حالة حرجة جدا.

وقال ينس لاركي المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أنه منذ ذلك التاريخ “لم تحصل عمليات اجلاء”.

وأضاف أن “التنقلات بين مدن الغوطة الشرقية محدودة جدا بسبب الوضع الأمني في الأسابيع الأخيرة ما يسبب معاناة اضافية للسكان المدنيين الذين يواجهون أصلا تدهورا سريعا للظروف الإنسانية بسبب نقض المواد الغذائية والأدوية ومواد أساسية أخرى”.

ورغم الوضع الأمني فقد تمكن برنامج الأغذية العالمي من توزيع مساعدة غذائية لأكثر من 110 آلاف شخص في الغوطة الشرقية منذ سبتمبر/ايلول 2017.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن دخول قافلة تنقل الأغذية والمساعدات الطبية إلى الغوطة الشرقية المحاصرة بعد أيام من القصف العنيف.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارات القوات الحكومية تواصلت أمس الثلاثاء وطالت بلدة حمورية قبيل دخول قافلة المساعدات المنطقة المحاصرة منذ 2013.

وافاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في تغريدة على تويتر بأن القافلة المشتركة “دخلت النشابية في الغوطة الشرقية المحاصرة لتسليم الطعام ومواد صحية وغذائية لـ7200 شخصا يحتاجونها”.

وقالت المتحدثة باسم المكتب ليندا توم إن القافلة تشمل “مواد غذائية وأدوية لمكافحة سوء التغذية”.

وتابعت “وتشمل المواد الصحية عددا من أدوية علاج الصدمات، لكن لا معدات جراحية”، لافتة إلى أن “فرقنا ليست تابعة لأي مبادرة للإجلاء الطبي”.

وتعاني الغوطة الشرقية التي تعد نحو 400 ألف نسمة من حصار خانق منذ العام 2013، ما أدى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

ورغم أنها مشمولة باتفاق خفض التوتر، إلا أن العنف تضاعف في المنطقة في الأيام الاخيرة وشمل غارات جوية وقصف مدفعي للقوات التابعة للحكومة في مختلف أنحاء الغوطة، فيما استهدفت نيران المعارضة العاصمة دمشق.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 40 مدنيا في قصف القوات السورية للمنطقة.

كما أكد مقتل ثلاثة أشخاص أمس الثلاثاء في غارات جوية لقوات النظام على بلدة حمورية في المنطقة.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.