الرئيسية » أرشيف » دمشق تهيمن على اجتماعات اليوم الأول من قمة "الثماني" ووحدات عسكرية بريطانية لتأمين الكيماوي السوري
أرشيف

دمشق تهيمن على اجتماعات اليوم الأول من قمة "الثماني"
ووحدات عسكرية بريطانية لتأمين الكيماوي السوري

تنطلق في ايرلندا الشمالية الاثنين قمة مجموعة الثماني التي من المتوقع أن تتصدر الأزمة السورية جدول أعمالها الذي يتضمن قضايا أخرى من بينها مكافحة الإرهاب والاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذان التقيا الأحد، اجتماعات منفصلة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش القمة حول الأزمة السورية.

وقال بوتين الاحد في ختام لقاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "اعتقد ان الجميع سيوافق على ان الامر لا يستحق دعم اشخاص لا يكتفون بقتل اعدائهم بل يلتهمون اعضاءهم علنا وامام الكاميرات"، في اشارة الى شريط فيديو بث في ايار (مايو) يظهر مقاتلا معارضا ينتزع اعضاء من جثة احد الجنود السوريين.

وقال بوتين الذي تقوم بلاده بتسليح نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتحتفظ بامكانية امداده بصواريخ ارض-جو من طراز اس 300، "نحن لا ننتهك اي قاعدة او معيار وندعو جميع شركائنا الى تبني السلوك نفسه".

وسجل في الايام الاخيرة تشديد كبير في اللهجة من قبل واشنطن وموسكو الساعيتين لتنظيم مؤتمر دولي للسلام في سوريا في تموز (يوليو) لا تزال امكانية انعقاده تواجه الكثير من الصعوبات.

وفيما تدرس الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية مسالة امدادها بالسلاح "لاعادة التوازن" الى القوى المتواجهة في هذا البلد تمهيدا لاحتمال اجراء مفاوضات بينها، صعد بوتين اللهجة محذرا من ان موسكو "لا يمكن ان تتصور" مثل هذه الفرضية.

البابا يدعو للعمل على وقف إطلاق النار في سوريا
يذكر أن البابا فرنسيس دعا مجموعة الثماني الى العمل على "وقف فوري لاطلاق النار" في سوريا، داعيا المجموعة ايضا الى عدم حصر اهتمامها بالمشاكل الاقتصادية بل ايضا بالناس "الاكثر فقرا"، وذلك عشية قمة للمجموعة في ايرلندا الشمالية.

وقال البابا في رسالة وجهها الى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يستضيف القمة ونشر الفاتيكان نصها "امل ان تساهم القمة لضمان وقف فوري ودائم لاطلاق النار (في سوريا) وان تجلب كل الاطراف المتنازعين الى طاولة المفاوضات".

ودعا كل طرف الى "التخلي في شكل متبصر عن بعض المطالب لبناء سلام اكثر عدالة". وشدد البابا في رسالته الى كاميرون على ان "هدف الاقتصاد والسياسة هو خدمة الناس بدءا بالاكثر فقرا وضعفا اينما كانوا حتى لو في رحم امهاتهم".

وكرر ان الازمة الاقتصادية العالمية "تظهر ان الاخلاق ليست امرا خارج الاقتصاد بل جزء لا يتجزا من الفكر والعمل الاقتصاديين". واعتبر ان الانسان "ليس عاملا اقتصاديا زائدا او شيئا يمكن التخلص منه بل له طبيعة وكرامة مستقلتان عن الحسابات الاقتصادية البحتة".

وراى البابا فرنسيس في رسالته ان "اي نظرية او عمل اقتصادي وسياسي ينبغي ان يجهد ليؤمن لكل شخص يسكن الارض الحد الادنى من العيش الكريم الذي يتيح العيش بكرامة وحرية مع امكان الحصول على عائلة وتربية اطفاله وشكر الله وتطوير قدراته الانسانية".

واضاف البابا الذي عرف عنه اهتمامه الكبير بالفقراء "انه الامر الاساسي، من دون هذه الرؤية، فان كل النشاط الاقتصادي لا معنى له (…) ان التحديات الاقتصادية والسياسية الخطيرة في العالم تتطلب تغييرا شجاعا في الموقف. على المال والادوات السياسية والاقتصادية الاخرى ان تكون في خدمة (الانسان)".

وفي رده على رسالة البابا، ذكر كاميرون بانه كان وعد البابا السابق بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته للندن في ايلول/سبتمبر 2010 بان بلاده "ستفي بوعودها عبر تخصيص 0,7 في المئة من اجمالي ناتجها الداخلي للمساعدة الدولية للتنمية" و"تقديم الاموال الى من هم في حاجة اكبر اليها" و"تكثيف الجهود من اجل تحقيق الخير المشترك عبر العمل في شكل وثيق مع الكرسي الرسولي".

وحدات عسكرية لتأمين الكيماوي في سوريا
على صعيد أخر، قالت صحيفة (ديلي تليغراف) الاثنين، إن بريطانيا تستعد لإعادة وحدات عسكرية متخصّصة استغنت عنها قبل عامين، لتأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا، تماشياً مع قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التدخّل في الصراع الدائر هناك.

وقالت الصحيفة إن قادة الدفاع أمروا بإجراء مراجعة عاجلة للتخفيضات التي اعتمدها الجيش البريطاني منذ عام 2011 بهدف توفير المال، لضمان أن تكون لندن قادرة على الانضمام إلى أي قوات تحالف تقودها الولايات المتحدة لمنع وقوع مخزون سوريا من السلاح الكيميائي في أيدي “الإرهابيين”.

وأضافت أن المسؤولين العسكريين البريطانيين سعوا لتأمين ملايين الجنيهات الاسترلينية من مصادر أخرى في ميزانية الدفاع لتمويل الوحدات العسكرية المستعادة، والتي تتألف في الأصل من خمس سرايا تضم 500 جندي مدربين تدريباً عالياً، فيما جرى اختبار مركبات استطلاع ألمانية الصنع من طراز (فوكس إن بي سي) وتحديثها للمشاركة في أدوار قتالية بساحة المعركة، بعد سحبها من الخدمة وتخزينها.

ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة قولها إن “وزارة الدفاع البريطانية ستتخذ قراراً هذا الأسبوع بإعادة المعدات العسكرية المجمّدة إلى الخدمة، واستعادة الوحدات المتخصّصة التي تم الاستغناء عنها”.

وأضافت المصادر أن الوزارة “أجرت مراجعة سريعة حول ما يمكن لبريطانيا القيام به في سوريا وخلصت إلى أن غياب القدرات جرّاء التخفيضات الدفاعية من شأنه أن يمنع إلى حد كبير مشاركتها بشكل فعّل في عملية توغل برية أميركية، أو حتى في جهود مرحلة ما بعد الصراع للتخلّص من مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا قبل تعرّضها للنهب من قبل الإرهابيين”.

وأشارت (ديلي تليغراف) إلى أن “وقوع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية في أيدي المقاتلين الإسلاميين أو تمريرها من قبل نظام يائس إلى حلفائه المتطرّفين مثل حزب الله، يمثل لدى أجهزة الأمن البريطانية واحداً من المخاطر الرئيسية للصراع في سوريا”.