بعد أن أطاح به انقلاب عسكري في 1999 ، استعاد نواز شريف رئيس الوزراء الباكستانى السابق عرشه بعد أن فاز في انتخابات جرت السبت ليتولى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة.. يستعد شريف لبدء مشاورات بهدف تشكيل حكومة تحالف من اجل تسوية المشاكل الاقتصادية والامنية الهائلة في البلاد، بعد فوزه في انتخابات تشريعية تاريخية اتسمت بنسبة مشاركة مرتفعة على الرغم من اعمال عنف متفرقة.
وقد القى نواز شريف الاحد خطاب النصر أمام انصاره الذين كانوا يحتفلون بحماسة بعودة حزب رابطة مسلمي باكستان-جناح نواز (يمين وسط) في لاهور الى السلطة.
وقال بلهجة تصالحية بعد حملة عدائية "ينبغي علينا ان نشكر الله لانه منح حزب رابطة مسلمي باكستان-جناح نواز فرصة اخرى لخدمة باكستان".
لكن نتائج الانتخابات التشريعية التي لا تزال جزئية وغير رسمية الاحد لا تمنحه بعد غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.
وبعد فرز اكثر من نصف بطاقات الاقتراع، تتوقع شبكات التلفزة الباكستانية اكثر من 115 مقعدا لشريف — والتي سيضاف اليها مقاعد فاز بها وفقا للنظام النسبي — من اصل 272 نائبا منتخبين مباشرة.
وهذا يضعه امام حركة الانصاف التي حازت اكثر من 30 مقعدا بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان وحزب الشعب الباكستاني المقرب من جماعة بوتو الحاكم منذ خمس سنوات، اللذين يتنافسان بحدة للفوز بالمرتبة الثانية.
ويتعين بالتالي ان يتحالف شريف مع عدد من النواب المستقلين او تشكيل ائتلاف مع حزب او اكثر ليصبح الرجل السياسي الاول في تاريخ باكستان الذي يتولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات. والسبت دعا "كل الاحزاب الى الجلوس حول طاولة معه لحل مشاكل البلاد".
والمشاكل عديدة وشائكة بالنسبة لرئيس الوزراء المقبل في البلد الاسلامي الوحيد الذي يملك السلاح النووي، سواء على الصعيد الاقتصادي مع ازمة غير مسبوقة في مجال الطاقة وصناديق مالية فارغة من دون مساعدة خارجية، او على الصعيد الامني مع استمرار حركة تمرد طالبان الدامية.
وتميزت هذه الانتخابات بنسبة مشاركة مرتفعة قريبة من 60 بالمئة وهو مستوى لم تشهده باكستان ابدا منذ انتخابات 1977، وهذا على الرغم من التهديدات التي اطلقتها طالبان بشن هجمات والتي نفذت احيانا.
اضف تعليق