أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف المفاوضات التجارية مع أنقرة والسماح بفرض عقوبات على مسؤولين أتراك لهم علاقة مباشرة
بالعمليات التركية المزعزعة للاستقرار في شمال شرق سوريا. وأضاف أن وزارة التجارة ستوقف مفاوضاتها بشأن صفقات تتجاوز 100 مليار دولار مع تركيا، مشيرا إلى أن الضرائب المفروضة على الصلب المستورد من تركيا سترتفع بمقدار 50 في المئة. وأضاف أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها، لكنها ستحافظ على قوة محدودة في قاعدة التنف جنوبي سوريا لمنع إعادة انتشار “داعش”.
وقبيل ذلك، أكد الرئيس الأمريكي أنه لا يكترث لهوية الجهة التي ستحمي سوريا والأكراد، مشيرا إلى أنه يفضل الاهتمام بالحدود الجنوبية لبلاده على أن يحمي حدود سوريا التي يحكمها من وصفه ب”العدو”، الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ترامب في سلسلة تغريدات “بعد إنهاء خلافة داعش بنسبة 100% سحبت قواتنا من سوريا، فلندع سوريا والأسد ليحموا الأكراد ويقاتلوا تركيا من أجل أرضهم، لقد قلت لجنرالاتي: لم علينا أن نقاتل في سوريا، لنحمي أرض عدونا؟”.
وتابع الرئيس الأمريكي قائلا: “لا أمانع بأن تساهم أي جهة بمساعدة سوريا على حماية الأكراد، روسيا أو الصين أو نابليون بونابارت، أتمنى أن يقوموا بعمل جيد، نحن نبعد 7000 ميل”.
وأمس الإثنين، أفاد مسؤول أمريكي بأن كافة القوات الأمريكية في شمال سوريا، التي يبلغ عددها نحو ألف عنصر، تلقت أوامر بمغادرة البلاد في ظلّ الهجوم التركي على القوات الكردية في المنطقة، كما سحبت الولايات المتحدة بعثتها السياسية من المنطقة.
وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، “نقوم بتنفيذ هذا الأمر”، الذي أشار إلى أنه يطال “كلّ” العسكريين المنتشرين في سوريا “ما عدا المتواجدين في قاعدة التنف”، العسكرية في جنوب البلاد التي تضم نحو 150 عسكرياً أمريكياً. وأشار الى أن المراحل المبكرة من الانسحاب بدأت، دون ذكر تفاصيل.
الى جانب ذلك قال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الاثنين، إنه تحدث مع نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بشأن الهجوم التركي على شمال سوريا، وإنها أيدت اقتراحاً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بفرض عقوبات على أنقرة، وأضاف: “هي تعتقد كذلك أنه يتعين علينا إظهار التأييد للحلفاء الأكراد وتشعر بقلق من عودة ظهور تنظيم داعش”.
ورداً على الإعلان عن احتمال فرض عقوبات أمريكية على تركيا قالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا سترد على أي خطوات تستهدف التصدي لجهودها في محاربة الإرهاب.
وأبدى الخبراء شكوكاً في أن تدفع أي من العقوبات الأمريكية أردوغان إلى تغيير رأيه في ضوء اعتقاده الراسخ أن المقاتلين الأكراد في سوريا يهددون الأمن الوطني التركي.
وقال آرون ستاين مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية أن الحكومة السورية أو روسيا هي التي قد تتمكن من وقف العملية التركية لا العقوبات الأمريكية. وقال “الشيء الوحيد الذي سيوقفهم هو إذا تحرك النظام أو الروس بأعداد كبيرة إلى حيث يقفون”.
اضف تعليق