ذكر سكان ومحتجون وقادة عشائر الليلة قبل الماضية أن العرب في محافظة دير الزور صعدوا احتجاجاتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من واشنطن بعد انتزاع السيطرة على المناطق التي كانت تخضع لتنظيم داعش، في وقت تحدثت تقارير إخبارية، عن أن إيران بدأت إخلاء مقارها في منطقة دير الزور، بعد أن حلقت طائرة مجهولة فوق المنطقة لمدة 30 دقيقة، في حين قصف الجيش السوري تجمعات مسلحة لجبهة “النصرة” والفصائل المتحالفة معها في محاور عدة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الغربي، رداً على الخروقات المستمرة لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
وقال شهود عيان إن تظاهرات بدأت قبل خمسة أيام ضد حكم “قسد” في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشحيل، في حزام استراتيجي للنفط في قلب أراض تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات.
وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه شاحنات النفط، في تجارة مربحة سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة “داعش” هناك في أواخر 2017. وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان والتي أرسل السكان صورها لرويترز ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي “أين نفطنا؟ وارداتنا أين؟ لن نقبل بعد اليوم من نقل ثرواتنا خارج مناطقنا”.
وقال سكان ومحتجون وقادة عشائر إن السكان الغاضبين أجبروا شاحنات النفط من حقل العمر القريب، وهو أكبر الحقول التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، على العودة لغضبهم مما يعتبرونها سرقة للنفط من مناطقهم. وهتف المحتجون في الحصين، وهي من البلدات التي تشهد احتجاجات كبيرة “لا للاحتلال الكردي”.
ويقول سكان وشيوخ العشائر إن الاستياء من حكم قوات سوريا الديمقراطية زاد بين السكان الذين يغلب عليهم العرب إذ يعترض كثير منهم على التجنيد الإجباري للشباب الذكور وعلى وجود تمييز على مستوى طبقات القيادة العليا. وفي ظل تدهور الأحوال المعيشية، وافتقار كثير من البلدات للكهرباء، يشكو السكان العرب من أن الإدارة التي تقودها وحدات حماية الشعب تحابي المناطق التي يغلب عليها الأكراد في شمال شرق سوريا.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية عن وكالة “دير الزور 24″، أن الطائرة ليست روسية أو إيرانية أو سورية، وأن مركبات عسكرية انتشرت في المنطقة منذ رصد الطائرة.
الى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن وحدات من الجيش وجهت رمايات نارية مركزة طالت محاور تسلل مجموعات مسلحة كانت تتحرك برفقة آليات بعضها مزود برشاشات تابعة لتنظيم “جبهة النصرة” على الطريق الواصل بين بلدتي الكركات وقلعة المضيق في الريف الشمالي الغربي.
وأضافت أن “وحدات الجيش العاملة شمال منطقة محردة وجهت نيران مدفعيتها بدقة وكثافة إلى محاور تحرك المسلحين الذين حاولوا التسلل انطلاقاً من الأراضي الزراعية في محوري اللطامنة وحصرايا باتجاه المناطق الآمنة للاعتداء عليها”.
ووجهت وحدة من الجيش السوري في الشمال الشرقي من مدينة جسر الشغور بريف إدلب، ضربات مركزة على أوكار وتجمعات مسلحي “جبهة النصرة” في محيط بلدة البشيرية، دمرت وكراً للتنظيم، وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم. كما كبدت وحدات من الجيش السوري المسلحين خسائر في أطراف قرية الهبيط في ريف إدلب الجنوبي.
اضف تعليق