ضاعفت لجان المساندة للمرشح الرئاسي السابق في الجزائر ، ورئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، السيد علي بن فليس، من نشاطاتها وتحركاتهما ، تحضيرا على ما يبدو لاحتمال ترشح بن فليس لمنصب الرئاسة الجزائرية مجددا، بعد الصدمة المروعة التي تلقاها وأنصاره خلال تجربته في انتخابات العام 2004.
كما زاد الحديث اعلاميا على شخصية "بن فليس"، في نفس الوقت تقريبا الذي تضاعفت فيه تحركات أنصاره، وذلك مباشرة بعد الاعلان عن مرض الرئيس ، واستمرار غيابه عن الساحة السياسية لمدة باتت تدفع الى الاعتقد ان الرئيس بوتفليقة لن يتمكن – حتى ولو أراد – من الترشح مجددا لفترة رئاسية رابعة .
وقالت مصادر من داخل لجان المساندة التابعة لعلي بن فليس، ان هذا الاخير قد قرر فعلا الترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة في 2014، ولكن بشرط ان لا يترشح لها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، لان الرجل كما تقول تلك المصادر " يعرف خبايا النظام الجزائري، وهو يدرك انه في حال تقرر ترشيح بوتفليقة مجددا ، فمعنى ذلك ان اصحاب القرار قد حسموا أمرهم لصالح استمراره ، بينما عدم ترشح بوتفليقة ، يجعل المنافسة مفتوحة الى حد ما".
وأضافت تلك المصادر ان لجان مساندة ترشيح " بن فليس" لم تتوقف عن التواصل والتنسيق منذ صدمة 2004، بغرض الحفاظ على القوة والوحدة والانسجام، في انتظار اعادة الكرة ولكن باستراتيجية مختلفة عن تلك التي سبقت، مشيرة الى ان أنصار بن فليس كثر داخل حزب جبهة التحرير الوطني وهم الأغلبية.
ومنذ ايام ، اصبح بن فليس الذي غابت أخباره تماماً منذ 2004، عقب خسارته الكبيرة امام بوتفليقة، يصنع الحدث لدى العديد من وسائل الاعلام الجزائرية، والتي صنفته ضمن احد ابرز الوجوه السياسية التي يمكنها تنشيط انتخابات 2014، الى جانب وجوه اخرى، مثل رئيس الحكومة الأسبق في زمن الشاذلي بن جديد، السيد حمروش، بالاضافة الى عبد العزيز بلخادم، الذي سيتنافس بقوة مع بن فليس على كسب تأييد الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني كونهما ينتميان الى نفس الفصيل.
وكان " بن فليس" قد تلقى صدمة كبيرة في انتخابات الرئاسة العام 2004، حيث تزعم القطب الديمقراطي في مواجهة الرئيس بوتفليقة، وقد لقي دعما واسعا بما في ذلك قيادات كبيرة من الجيش، يقال انها وضعت ثقلها الى جانبه، الا ان النتيجة النهائية التي أظهرت فوزا ساحقا لبوتفليقة، أشرت الى ان " بن فليس" يكون تعرض للخديعة كبرى، أجبرته على الانكفاء ومغادرة الساحة السياسية بالكامل، مع رفض متواصل للظهور او الإدلاء بتصريحات صحفية.
يذكر، انه لم يعلن رسميا عن الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة، سوى رئيس الحكومة السابق بن بيتور، بينما أحجم البقية على اعلان مواقفهم من الترشح لمنصب الرئاسة في انتظار ما سيقرره الرئيس الحالي بوتفليقة بخصوص الترشح لفترة رابعة ام لا.. حيث يجمع أقطاب اللعبة السياسية الجزائرية ان ترشح بوتفليقة يعني حسمه المعركة مسبقا، لكون الادارة وباقي الفاعلين في اجهزة الدولة سيكونون الى جانبه، بينما عدم ترشحه قد يعطي الآمال في انتخابات مفتوحة، حتى وان كان الكثيرون يعتقدون ان ملف " خليفة بوتفليقة" يوجد في الدرج، ولا يحتاج الا الى الاعلان عنه رسميا فقط في قادم الايام.
اضف تعليق