يستعد قادة أوروبا لعقد القمة الأوروبية في بروكسل، والتي يرى البعض أنها رهان على مصير اليورو، في الوقت الذي طلبت فيه الضحية الخامسة "قبرص" إنقاذها.
وعشية القمة عقدت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" محادثات استمرت ساعتين في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبقي واضحا أنهما لا يزالان على خلاف في التوجه بشأن المضي قدما، حيث تصر فرنسا على حاجة أوروبا إلى مزيد من التكامل، لكن ألمانيا تصر في الجانب الآخر على رفض المشاركة في إصدار الديون.
وما زالت "أنجيلا ميركل" تحذر من عدم وجود صيغة جاهزة لحل سحري للأزمة، وهو ما رددته كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، ولا سيما يوم أمس أمام مجلس النواب.
وغادرت "ميركل" باريس متجهة إلى بروكسل دون الإدلاء بتصريحات أخرى غير تأكيدها أنه لا يوجد "حل سريع ووصفة سحرية" للأزمة، لكن مع بعض التفاؤل عن إحراز تقدم فيما يخص تنشيط "النمو" المتداعي في منطقة اليورو.
وكانت السلطات الأوروبية قد وضعت مقترحات مثل إنشاء وزارة الخزانة الأوروبية والتي سيكون لها صلاحيات أوسع فيما يخص الميزانيات المحلية في بلدان اليورو، فضلا عن وضع خطة لمدة عشر سنوات لمنع الأزمات مستقبلا، لكنها وجدت منتقدين يقولون انها لن تساهم في معالجة مشاكل الديون الحالية.
يأتي هذا بينما رحب وزراء مالية المنطقة بطلب قبرص انقاذا ماليا، وهو الأمر الذي سوف يلزم الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها قرابة المليون نسمة بالإلتزام بتخفيضات في الميزانية وتنفيذ اصلاحات هيكلية للحصول على عشرة مليارات يورو لدعم قطاعها المصرفي المتضرر من تعرضه للديون اليونانية.
كما رحب الوزراء أيضا بطلب اسبانيا دعما لبنوكها قد يصل إلى 62 مليار يورو بالإضافة إلى مبلغ تأمين اضافي، وعلى الرغم من ان الأموال سوف توجه من آلية الإنقاذ الأوروبي إلى صندوق اعادة هيكلة البنوك في مدريد، لكن الحكومة ستكون مسؤولة وبشكل مباشر عن الأمر.
وكان رئيس الوزراء الإسباني قد حذر يوم الأربعاء من عدم استطاعة اسبانيا الإستمرار في تمويل نفسها ذاتيا مع ارتفاع تكلفة الإقتراض عند مستويات لا يمكن تحملها قرب 7%، لكن هذا التحذير لم يلق آذانا صاغية في برلين التي اتخذت موقفا صلبا بدا التزحزح عنه شبه مستحيل حاليا.
وكانت "ميركل" قد أشارت إلى خشيتها من أن يكون هناك الكثير من الكلام حول المسؤولية المتبادلة، مع القليل من التركيز على تحسين الرقابة والتدابير الهيكلية، لكنها في النهاية مقتنعة ان الإثنين (المسؤولية والرقابة) يجب ان يسيران معا، فلا يمكن ان تكون هناك مسؤولية مشتركة دون رقابة كافية.
إذاً الكل يذهب إلى القمة وهو عازم على الإبقاء على قناعاته، فالمستشارة الألمانية أوضحت موقفها ولم ترضخ لأي ضغوط، والرئيس الفرنسي انحاز إلى اصدار سندات اليورو لمساعدة اسبانيا وايطاليا، كي يتفرق جمع الأربعة الكبار في تكتل اليورو بعيدا عن قرار موحد، فهل ستكون هناك فرصة لنقطة تتلاقى فيها الآراء مجددا وتتوحد، المعطيات لا تقول ذلك، وربما صدقتها النتائج.
قادة أوروبا يذهبون إلى بروكسل وهم ليسوا على قلب رجل واحد
اضف تعليق