الرئيسية » أرشيف » قطر: ما يجري في سوريا "حرب إبادة" برخصة دولية
أرشيف

قطر: ما يجري في سوريا "حرب إبادة" برخصة دولية

شنت طائرة حربية سورية غارة، هي الأولى من نوعها، على دمشق، أمس، تزامنت مع دخول العامل الفلسطيني على خط النزاع السوري من خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم اليرموك في العاصمة بين مقاتلين معارضين وفلسطينيين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد. وفي الوقت نفسه استمرت عمليات القصف الجوي والبري والاشتباكات في مناطق ومحافظات سورية عدة، ومعها تستمر آفاق الحل مسدودة بالنسبة الى الأزمة السورية.

وفي وقت يزور موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين، في إطار سعيه الى ايجاد حل لأزمة تتجه "من سيئ الى اسوأ" بحسب قوله، برز الى العلن جدل بينه وبين قطر التي رفضت وصف الإبراهيمي للوضع السوري بأنه "حرب أهلية"، مؤكدة أنه بالأحرى "حرب إبادة" من نظام على شعبه، بينما رأت صحف روسية أن طرفي النزاع لن يتمكنا من إحراز انتصار عسكري في المستقبل القريب "للوضع الراهن المتدهور".

الطائرات الحربية تستبيح أجواء دمشق
ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري نفذت غارة على حي جوبر في شرق دمشق، مشيرا الى أنها الغارة الأولى من طائرة حربية على العاصمة.

وقال المرصد إن الطائرة ألقت 4 قنابل على الحي المحاذي لبلدة زملكا، حيث تدور اشتباكات عنيفة باستمرار.

وفي ريف دمشق، سقط عدد من القتلى والجرحى إثر قصف جوي وبري من قبل القوات النظامية استهدف بلدة بيت سوا وحي الحجارية في دوما وبلدتي عربين وزملكا ومحيطهما.

ويشهد ريف العاصمة في الفترة الأخيرة تصاعدا في حدة العمليات العسكرية، مع محاولة القوات النظامية السيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

اغتيال لواء طيار
ومع تزايد دور سلاح الطيران في النزاع، كشف التلفزيون الرسمي عن مقتل اللواء الطيار عبدالله محمود الخالدي في حي ركن الدين في دمشق. وقال إن اللواء عضو في قيادة الأركان الجوية، موضحا أنه تعرض لاطلاق نار أثناء خروجه من منزل أحد الأصدقاء.

المخيمات الفلسطينية على خط الجبهة
وكانت دمشق شهدت بعد منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وأوضح المرصد أن المعارك اندلعت أولا في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، ثم "امتدت الى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود، حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام".

وليست المرة الأولى التي يتدخل فيها مقاتلو القيادة العامة في المعارك. فقد شهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في شهر أغسطس الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت العديد من القتلى.

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى "تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات" استقدمت الى المخيم "لمساندة قوات القيادة العامة"، مقرة في الوقت نفسه بأن الاشتباكات كانت عنيفة.

في المقابل، ذكر المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة أنور رجا أن "جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجرا الى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة".

وأضاف رجا أن "الاشتباكات استمرت لنحو ساعة من دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو إصابات". وأشار الى "وجود أطراف من المعارضة السورية المسلحة ترغب بجر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الأزمة الداخلية السورية".

اشتباكات في حلب
في الشمال، شهدت بعض أحياء حلب اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل.

وأفاد المرصد عن مقتل مقاتلين معارضين في اشتباكات في حي الزبدية، مشيرا الى قصف استهدف أحياء أخرى يتواجد فيها المقاتلون المعارضون.

كما أفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات بتقطع في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب، الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ استيلائهم على معرة النعمان بداية الشهر الجاري.

وتجددت الغارات الجوية على معرة النعمان ومحيطها وقتل فيها عشرة أشخاص، بينهم 4 أطفال.

كسر حصار المعارضة
وفي حمص، سقط عدد من القتلى بين مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في حي دير بعلبة، فيما تعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة لقصف من القوات النظامية.

وقصفت طائرات حربية مواقع للمعارضة على مشارف المدينة لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش تضم عشرات الجنود يحرسون منشأة لصيانة الدبابات، ويحاصرها مقاتلو المعارضة، ما أسفرعن سقوط قتلى في صفوف المقاتلين.

"حرب إبادة"
وتأتي هذه الأحداث غداة يوم دام، عرف بيوم الغارات الجوية وسقط فيه أكثر من 150 قتيلا تزامن مع انتهاء "هدنة العيد" التي لم تر النور، والتي سقط خلالها، بحسب المرصد السوري، 560 قتيلا.

وأبدى الإبراهيمي من موسكو (الاثنين) أسفه لانهيار وقف إطلاق النار، معتبرا ان "الازمة السورية خطرة جدا جدا، والوضع يسير من سيئ الى أسوأ".

وكرر الإبراهيمي وصف ما يجري في سوريا بـ"الحرب الأهلية".

ورد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على الإبراهيمي، معتبرا أن "ما يجري في سوريا ليس بحرب أهلية بل حرب إبادة أعطي لها رخصة أولا من الحكومة السورية، وثانيا من المجتمع الدولي ومن المسؤولين في مجلس الأمن الذي يبدو عاجزا عن التحرك بفاعلية لانهاء النزاع".

وذكر الشيخ حمد في تصريحات لقناة الجزيرة نقلتها وكالة الأنباء القطرية أن بلاده كانت تعرف مسبقا بأن الهدنة التي أعلن عنها خلال عيد الأضحى ستفشل بسبب موقف الحكومة السورية.

وبحسب الشيخ حمد، فان "كل الأطراف تعرف ما الحل المطلوب وتعرف ماذا يريد الشعب السوري، مشيرا الى أن قطر ستطرح على اللجنة العربية الخاصة بسوريا سؤالا واضحا هو: وماذا بعد الآن؟".

وقال المسؤول القطري إن بلاده تثق بالإبراهيمي، إلا أنه يتعين على هذا الأخير "أن يضع فكرة واضحة لكيفية حل هذا الموضوع أمام مجلس الأمن وبدء مرحلة انتقالية".