شنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجوما كبيرا أمس السبت على مقاتلي المعارضة في حمص مركز الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من عامين في احدث هجوم لها لتأمين محور يربط العاصمة دمشق بالبحر المتوسط. في وقت قام مقاتلو لواء توحيد العاصمة واللواء الأول بتدمير عدة مقرات لعناصر حزب الله ولواء أبو الفضل وشبيحة الأسد خلال مواجهات بمدينة دمشق.
وقال نشطاء قوات الأسد قصفت بالطائرات وقذائف المورتر مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة التي تحاصرها قوات الأسد منذ عام وخاض الجنود معارك مع مقاتلي المعارضة في عدة احياء.
ولم ترد على الفور تفاصيل عن قتلى أو مصابين لكن لقطات فيديو قام ناشطون ببثها على الانترنت اظهرت انفجارات قوية وسحبا من الدخان الابيض تتصاعد مما قالوا انها احياء خاضعة لسيطرة المعارضة. وأمكن سماع اصوات لاطلاقات نار مدوية وكثيفة.
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية السورية ان الجيش "يحرز تقدما كبيرا" في حي الخالدية.
ويأتي الهجوم على حمص بعدما حققت القوات السورية بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني انتصارات في قرى وبلدات في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقبل ثلاثة اسابيع استولت القوات السورية بدعم من مقاتلي الجماعة اللبنانية على بلدة القصير الحدودية وهي بلدة استراتيجية كان يستخدمها مقاتلو المعارضة في تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا. وتمكنت القوات السورية الاسبوع الماضي من السيطرة على بلدة تلكلخ الحدودية ايضا.
وعززت هذه المكاسب العسكرية سيطرة الأسد على ممر يمتد من العاصمة دمشق عبر حمص إلى معقل الطائفة العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط.
واثارت هذه المكاسب ايضا قلق الداعمين الدوليين لمقاتلي المعارضة مما دفع الولايات المتحدة للاعلان انها ستكثف دعمها العسكري للمعارضة. وذكرت مصادر خليجية ان المملكة العربية السعودية عجلت بتسليم اسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة السورية.
ويبرز تدخل السعودية وهي داعم قوي للمعارضة السورية وجماعة حزب الله اللبنانية كيف ان الصراع الدائر في سوريا منذ 27 شهرا قسم الشرق الاوسط على اسس طائفية.
وتدعم دول الخليج العربية وتركيا ومصر المعارضة في حين تساعد إيران وجماعة حزب الله اللبنانية جيش الأسد بشكل نشط. وتنتمي عائلة الأسد التي تهيمن على سوريا منذ اربعة عقود إلى الاقلية العلوية.
وأودت الحرب الاهلية في سوريا بحياة اكثر من 100 ألف شخص.
ودفع الصراع حوالي 1.7 مليون سوري الي الفرار من بلدهم واللجؤ في دول مجاورة وشرد اربعة ملايين اخرين داخل سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان سقوط موقع للجيش يعتبر تطورا مهما من الناحية الاستراتيجية وقد يغير ميزان القوة في درعا حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المدينة القديمة.
ومحافظة درعا الواقعة على الحدود مع الأردن ممر لنقل امدادات الأسلحة الي مقاتلي المعارضة.
ثوار سوريا
في وقت قام مقاتلو لواء توحيد العاصمة واللواء الأول أمس السبت بتدمير عدة مقرات لعناصر حزب الله ولواء أبو الفضل وشبيحة الأسد خلال مواجهات بمدينة دمشق.
وقالت شبكة "سوريا الآن" إن كتيبة دمشق عاصمة الأمويين التابعة للواء الأول قامت بالاشتراك مع كتيبة سيف الدين الدمشقي التابعة للواء توحيد العاصمة باستهداف 3 مقرات لميلشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس وعناصر الشبيحة واللجان الشعبية خلال مواجهات في حي برزة بمدينة دمشق ما أدى إلى إحراقهم وتدميرهم.
ومن جانبها قصفت قوات الأسد بالمدفعية وقذائف الهاون محيط بلدة بيت جن بريف دمشق، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية.
اضف تعليق