قبل الانتخابات الرئاسية في كازاخستان في 9 يونيو الجاري سلط سعادة السفير ماديار مينيلبيكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على الانتقال السياسي في بلاده. وأشاد السفير بالطبيعة الهادئة والدستورية لهذا الانتقال، وأشاد بالتطورات في كازاخستان باعتبارها قصة نجاح في آسيا الوسطى.
في 19 مارس 2019 أعلن الرئيس نورسلطان نزارباييف قراره حول التخلي عن الحكم بعد ثلاثين عامًا في السلطة. وقد استهل هذا القرار مرحلة انتقال سياسي في البلاد، حيث تولى قاسم جومارت توكاييف رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة مؤقتًا، وذلك وفقا لدستور الجمهورية. بعد أقل من شهر، قرر الرئيس توكاييف يإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الأمر الذي كان يتوقع الكثيرون، مشيرًا إلى ضرورة إزالة عدم اليقين السياسي و رفع كل الغموض حول مستقبل البلاد. إن الانتخابات الرئاسية التاريخية المقرر إجراؤها في التاسع من يونيو الجاري هي أول من نوعها حيث لا يوجد اسم فخامة نورسلطان نزارباييف زعيم الأمة، رئيس الحزب الحاكم “نور الوطن”، ورئيس مجلس أمن الجمهورية في قائمة المرشحين.
قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات، سلط سعادة السيد ماديار مينيلبيكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على الانتقال السياسي الجاري في بلاده. وأثنى السفير مينيلبيكوف على قرار الرئيس توكاييف باعلان انتخابات مبكرة، مؤكداً على انفتاح الرئيس على العملية الانتخابية الديمقراطية الحرة. ولاحظ السفير أن الانتخابات ستشهد وجود سبعة مرشحين، ما ستقدم للناخبين مجموعة من الخيارات من حيث التوجهات السياسية المختلفة وسيكون الرئيس المؤقت توكاييف من بين المرشحين ولأول مرة في تاريخ البلاد، ستترشح امرأة، دانيا إيسباييفا، للرئاسة.
كما أوضح السفير مينيلبيكوف أن مشاركة جميع المواطنين وخاصة فئة الشباب في الانتخابات الرئاسية مهمة للغاية من أجل مستقبل بلدهم.
هناك فرص متكافئة لجميع المرشحين لعرض برامجهم أمام الناخبين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة
وأبلغ السفير مينيلبيكوف بأنه سيتم مشاركة أكثر من ألف مراقب في جميع أنحاء البلاد لضمان إجراء الانتخابات التاريخية وفقًا للمعايير اللازمة. ويمثل نصف هؤلاء المراقبين مجموعة واسعة من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
كما أشار السفير إلى وجود الاهتمام القوي من قبل وسائل الإعلام الدولية لتغطية انتخابات في كازاخستان، حيث تم تسجيل مراسلين أكثر من 100 وكالة الأنباء الدولية.
كما شدد السفير مينيلبيكوف على أن كازاخستان تستمر في اتباع سياستها الخارجية متعددة الأقطاب ومحبة للسلام، بما في ذلك في علاقاتها مع البلدان المجاورة في آسيا الوسطى. وأشار السفير إلى استعداد كازاخستان لتنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري على الصعيد الإقليمي والدولي وكذلك مع شركائها العرب.
الجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة تشهد تطورا ملحوظا. وتوجد قاعدة قانونية واسعة بين البلدين وتم التوقيع على أكثر من مائة اتفاقية ومذكرة تفاهم ووثائق أخرى مهمة. على مر السنين ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بمعدل قياسي إلى 6.6 مرات من 95.6 مليون دولار في عام 2013 إلى 640 مليون دولار أمريكي في عام 2017.
في العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري 487 مليون دولار أميركي. وتستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في احتلال مكانتها الرائدة من حيث حجم الاستثمارات المباشرة في كازاخستان بين دول الشرق الأوسط، حيث يبلغ حجم إجمالي الاستثمارات 2 مليار دولار أمريكي. ويقترب إلى الإنتهاء سير تنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تم إطلاقها في السابق، بما في ذلك بناء مجمع “أبوظبي بلازا” في مدينة نورسلطان عاصمة كازاخستان. وبلغ إجمالي العمل المنجز فيه 82٪. وفي أكتوبر 2019 سيتم تشغيل مركز للتسوق، وفي ديسمبر سيتم الانتهاء من مجمع الفندق مع استكمال الأعمال كلها في يونيو 2020.
إن إلغاء التأشيرات للمواطنين في الدولتين مع الإقامة لمدة تصل إلى 30 يومًا يعتبر إنجازا كبيرا ولا شك أن هذه الخطوة ستسهم في تنشيط العلاقات التجارية والتبادل السياحي بين كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد السفير على أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي شريك تجاري أساسي لبلاده في منطقة الخليج.
وأشار السفير إلى أن كازاخستان تظل ملتزمة بجميع الالتزامات الدولية وستواصل اتباع سياسة خارجية واقتصادية متوازنة وفقا لمصالحها وأولوياتها الوطنية.
اضف تعليق