الرئيسية » أحداث اليوم » كلمة الرئيس قاسم جومارت توقايف، رئيس كازاخستان أثناء الجلسة المشتركة لمجلسي البرلمان
أحداث اليوم عالم

كلمة الرئيس قاسم جومارت توقايف، رئيس كازاخستان أثناء الجلسة المشتركة لمجلسي البرلمان

ألقى الرئيس قاسم جومارت ركلمة أثناء الجلسة المشتركة لمجلسى البرلمان باعتباره رئيسياً لكازاخستان عقب استقالة الرئيس نور سلطان نزار باييف من منصبه أول أمس هذا نصها :

أيها السادة النواب وأعضاء الحكومة!

أيها المواطنون الأعزاء!

شهد العالم يوم أمس 19 مارس حدث تاريخي عظيم حيث تخلى فخامة الرئيس نورسلطان نازاربايف، مؤسس الدولة الكازاخية والشخصية العظيمة، طوعا عن صلاحيات رئيس الجمهورية.

أثبت قرار زعيم الأمة المهم عظمته كقائد سياسي معترف به على المستوى الدولي وعلى النطاق التاريخي.

تم اتخاذ هذا القرار وفقا لأسباب سيادية عليا وانطلاقا من قلق حقيقي على مستقبل دولتنا.

لقد وصلنا إلى كل ما حققناه من إنجازات وفي مقدمتها استقلال جمهورية كازاخستان العزيز بفضل الجهود الجبارة التى بذلها الرئيس الأول لبلادنا.

أسس زعيم الأمة دولة فتية وقادها للتقدم في ظل انهيار الإتحاد السوفيتي والوضع الجيوسياسي المعقد للغاية.

وعلى الرغم من التوقعات السلبية والتشاؤمات استطاع الرئيس نورسلطان نازاربايف أن يجعل العالم يعترف بدولتنا.

ظهرت على خارطة العالم دولة كازاخستان التي تحولت إلى رمز حقيقى للتقدم والديمقراطية والسلام والتعايش السلمي.

وأسس زعيم الأمة لأول مرة في تاريخ كازاخستان مؤسسات الدولة الحديثة، ومن ضمنها مؤسسة رئيس الجمهورية وبرلمان ذو مجلسين والخدمة الحكومية والقوات المسلحة والخدمة الدبلوماسية ومؤسسات المجتمع المدني.

وفي عام 1995 تم اعتماد الدستور.

أعطت التغييرات المهمة التي طرأت على الدستور طابعا ديموقراطيا بالفعل.

تم بقيادة زعيم الأمة تحقيق الإصلاحات بشكل مخطط لتحديث اقتصاد كازاخستان.

كما طرأت تغييرات ملموسة على النظام السياسي للدولة حيث أصبحت الإصلاحات الهيكلية دافعا أساسيا لمسيرة تقدم الدولة.

إنني أقول بثفة تامة كشخص عمل مع زعيم الأمة سنوات طويلة بأن الرئيس نازاربايف يعتبر شخصا فريدا كرس حياته المهنية لتحقيق الهدف السامي ألا وهو تحسين رفاهية الشعب.

دخل الرئيس الأول نورسلطان نزارباييف التاريخ العالمى بوصفه شخصية إصلاحية كبرى. حيث نجح فى تحويل كازاخستان إلى دولة حديثة ومتطورة ضمن البلدان الخمسين الأكثر قدرة على المنافسة فى العالم. كما أصبحت الاصلاحات السياسية والاقتصادية التى قام بها رمزا للسياسة الحكيمة للدولة، ولذا أطلق الخبراء الأجانب على تلك الاصلاحات مسمى “الطريق الكازاخي” أو “النموذج الكازاخي”.

وضعت إصلاحات الرئيس الأول كازاخستان على مسار التنمية المستدامة. وقياسا على كافة المؤشرات الاقتصادية فقد أصبحت كازاخستان الدولة القائدة بمنطقة آسيا الوسطى واحتلت مراكز متقدمة فى فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.

كما نجحت كازاخستان فى جنى موارد مالية ضخمة ووضعتها فى صندوق وطني مما سمح لها بالتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية القصوى فى أوقات الأزمات.

كما اهتم الرئيس الأول بجذب الاستثمارات إلى الاقتصاد. وبفضل هذا أصبحت كازاخستان قائدا فى فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي بما فيها وسط آوروبا من حيث حجم نصيب الفرد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. حيث تدفقت إلى كازاخستان أكثر من 300 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

شرع الرئيس نازاربايف بجدية منذ سنوات الاستقلال في بناء دولة قوية ذات اقتصاد سوقي حر من أجل تحسين الوضع الاجتماعي للشعب، فحقق انجازات لا مثيل لها في هذا السبيل رغم الصعوبات والعراقيل.

وظهر اهتمامه الشديد ورعايته الكبيرة لمصالح البلاد في الخطابات السنوية وخاصة في الخطابين الذين أدلى بهما في مارس وأكتوبر 2018 وفي كلمته أثناء المؤتمر الثامن عشر لحزب “نور الوطن”.

وتشمل الوثائق التي تم اعتمادها من اجل توفير الحماية الاجتماعية للمواطنين مجموعة من التدابير والإجراءات التي لا مثيل لها في البلدان الأخرى.

أصبحت دولتنا أرضا للوفاق والوئام والتسامح بين كافة العرقيات والطوائف الدينية. إن السلام الدائم والوحدة الوطنية فى تاسع أكبر بلد فى العالم تعتبر العامل الأكثر أهمية في ضمان الاستقرار والأمن الدوليين.

في أيام الاستقلال الأولى تم إنشاء مؤسسة فريدة من نوعها وهى جمعية شعوب كازاخستان. وبفضل التوليفة التاريخية للأديان واللغات والثقافات والتقاليد العالمية، تم تشكيل مجتمع في كازاخستان أصبح فيه السلام والوئام جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا السياسية. وقد حصل نموذج السلام والوئام الاجتماعي الذي وضعه الرئيس الأول وزعيم الأمة على الاعتراف العالمى كمعيار للتنمية المتجانسة للمجتمع.

تم توثيق المصير التاريخي المشترك لشعب كازاخستان وانجازاتنا التي حققناها بفضل الاستقلال في وثيقة “الدولة الأبدية”، التي تحدد أهداف ومصالح ومستقبل شعبنا المشترك.

وتم اعتماد وثيقة حب الوطن “الدولة الأبدية” بمبادرة من زعيم الأمة والتي اصبحت قوة دافعة لتحقيق الوحدة القومية.

تشكل جيل جديد من المواطنين الشباب الذين تربوا في سنوات الاستقلال على الوفاء للأمة والتعايش السلمي الصادق بفضل السياسات التي اتخذها الرئيس وخاصة مقالاته البرامجية “تحديث الوعي”، “سبعة أوجه للسهوب العظيمة”. أحس شعبنا بفضل جهود الرئيس الجبارة بأنه صاحب الوطن الفعلي ودخل الى قلوبنا شعور الفخر بالانتماء للوطن.

إن استراتيجية “كازاخستان -2050” والسياسة الاقتصادية “طريق النور” وخطة الأمة “100 خطوة” كلها موجهة لتحديث دولتنا وتعزيز القدرة الاقتصادية لكازاخستان، والتي تحمل أهمية قصوى في ظل عدم الاستقرار والأزمات تخيم على الساحة الدولية.

تعتبر كازاخستان اليوم دولة قام اقتصادها على السوق الحرة ودولة ديموقراطية علمانية.

تشكل القطاع الخاص في بلادنا وتحسن وضع الطبقة المتوسطة وتطورت ريادة الأعمال بشكل سريع. وتُحل كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المُلحة في وقتها دون تأخير.

وعلى الرغم من الأزمات المالية والاقتصادية في الأسواق الدولية، فإن عملية إصلاح وتحديث الاقتصاد مستمرة بنجاح في كازاخستان، ويجري تعزيز القوة الصناعية باستمرار. كما يتم إدخال التطورات العلمية في الإنتاج، وتجرى رقمنة الاقتصاد والحياة العامة.

كما يتم في بلدنا تنفيذ العديد من البرامج التى من بينها: “خارطة الطريق للأعمال التجارية” “الأعمال  التجارية الزراعية” ، “برنامج التوظيف”.

وتتمثل المشروعات التالية فى الانتهاء من مشاريع البنية التحتية ذات الأهمية الاستراتيجية وهو برنامج “نورلي جول” ، وبرنامج “غرب الصين – أوروبا الغربية” ، وطريق النقل الدولي عبر بحر قزوين. ستتحول كازاخستان إلى مركزا للنقل والخدمات اللوجستية ذو أهمية عالمية، مما سيعزز بشكل كبير إمكاناتها الاقتصادية.

كما تحتل كازاخستان مكانة متميزة في المجال التعليمي على مستوى العالم. حيث يقع بلدنا في الثلث الأول من القائمة العالمية لمؤشر التنمية البشرية من حيث إلمام البالغين بمبادئ القراءة والكتابة. كما دخلت كازاخستان  ضمن مجموعة الدول التى تتمتع بمستوى عالي فى مجال التنمية البشرية.

يستمر تنفيذ برنامج “بولاشاق” التعليمي بفضل الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان. وتم افتتاح الجامعة المتميزة “Nazarbayev University” في أستانا والمدارس الذكية في المحافظات. وتم بناء المدراس في شتى انحاء البلاد والتي تلبي المعايير الدولية المعاصرة. وحصل المواطنون على امكانية التعليم العالي الجيد بالداخل والخارج.

كما أن صحة الأمة وتطوير الرعاية الصحية وإتباع أسلوب حياة صحي يعد من العوامل المهمة في التقدم الاقتصادي والاجتماعي في كازاخستان.

تم تحقيق مؤشرات إيجابية تتعلق بصحة السكان والعمر المتوقع للناس ومعدل المواليد وكل هذه الإنجازات معترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية.

كان برنامج “إحياء التراث” الذي تم تنفيذه بمبادرة من الرئيس نورسلطان نازاربايف حافزا قويا لتنمية ثقافتنا الأصيلة، حيث كان ادراج ضريح العالم الصوفي خوجة أحمد يسوي وآثار “تمغالي” والمواقع التاريخية في قائمة اليونسكو للآثار العالمية حدثا مهما لشعبنا.

نذكر على وجه الخصوص جهود الرئيس الأول في بناء عاصمتنا الجديدة ويعتبر إنشاء أستانا قرارا شجاعا والتي أصبحت علامة تجارية لاستقلال بلادنا وفخرا لشعبنا حتى تحول إلى مفهوم مقدس في ايديولوجية الدولة الحديثة. وبالفعل، أظهرت أستانا للعالم صورة جديدة لكازاخستان مع تقديس القيم القديمة في نفس الوقت حيث أصبحت منصة كبيرة للقمم والمحافل الدولية الفعالة. واستضافت أستانا في عام 2017 المعرض الدولى أكسبو بعنوان “طاقة المستقبل”.

ويعتبر الإنجاز التاريخي للرئيس الأول في أن كازاخستان، لأول مرة في تاريخها الوطني، تحصل على حدود الدولة، التي حددتها قانونيًا الاتفاقيات الدولية. واليوم فقد أصحبت هذه الحدود حدودا من حسن الجوار والتعاون، وهى فى غاية الأهمية في الواقع الجيوسياسي الحديث.

نورسلطان نزارباييف معترف به في جميع أنحاء العالم باعتباره صاحب مبادرة إنشاء الاتحاد الاقتصادي الآوراسي، وداعم قوي للتكامل الآوراسي. كما كان من بين المؤسسين للعديد من المنظمات الدولية الكبرى مثل رابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا. وبفضل زعيم الأمة، عقدت القمة التاريخية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أستانا ، ومؤتمرات الأديان العالمية والتقليدية ، والعديد من المنتديات الدولية الأخرى التى تعقد بشكل منتظم.

أصبحت كازاخستان مشارك موثوق به ومؤثر في عمليات السلام العالمية، وانتُخبت لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحصلت على اعتراف عالمي كدولة قائدة للحركة العالمية لمنع الانتشار ونزع السلاح النووي، وأيضًا كوسيط محايد في حوار الأديان.

يجب علينا وعلى جيل المستقبل ألا ننسى التراث السياسي لزعيم الأمة ونقدره ونولي احتراما كبيرا للكفاح التاريخي لنورسلطان نازاربايف، وأن نتذكر دائما جهوده المبذولة من أجل شعبنا والمجتمع الدولي بأسره، وأن نتذكر أيضا اسمه العظيم حيث أنها تحمل أهمية في تربية الشباب على احترام التاريخ وتقدير الخدمة العظمى التي قدمها الرئيس الأول.

أرى أنه من الضروري أن نخلد اسم زعيمنا العظيم، أول رئيس لجمهورية كازاخستان نورسلطان نزارباييف على النحو التالي:

  • عاصمتنا يجب أن تحمل اسمه وتسمى “نورسلطان”. لقد تم بالفعل التعبير عن هذا الاقتراح من قبل البرلمانيين في الإعلان الذي تم تبنيه في 23 نوفمبر 2016 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال جمهورية كازاخستان.
  • إقامة نصب تذكاري تكريما للرئيس الأول لجمهورية كازاخستان في عاصمة دولتنا.
  • إطلاق اسم نورسلطان نزارباييف على كل الشوارع المركزية بجميع المدن والأقاليم.
  • أعتقد أن الجميع سيوافقون على منح زعيم الأمة لقب “بطل الشعب وبطل العمل”
  • يجب منح الرئيس الأول مكانة السناتور الفخري.
  • ستبقى جميع الصور الفوتوغرافية والبورتريهات التي تصور الرئيس الأول، سمة لا غنى عنها من المباني العامة، ومكاتب موظفي الخدمة العامة، ومباني المؤسسات التعليمية.
  • كما سيتم توفير كل سبل العيش لزعيم الأمة وفقا لقانون الرئيس الأول – زعيم الأمة وغيرها من القوانين التشريعية. كما سيتم الحفاظ على كل المقومات الوظيفية للرئيس الأول.
  • في الوقت نفسه، وإنطلاقا من القوانين التي أقرها البرلمان، يظل نورسلطان نزارباييف هو “والد الشعب” الوحيد على مدار حياته.
  • وهو أيضًا رئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس حزب “نور الوطن”، ورئيس جمعية شعوب كازاخستان، وعضو المجلس الدستوري. وسيكون رأي زعيم الأمة هو الرأى الأهم وذو الأولوية عند وضع واعتماد القرارات ذات الطابع الاستراتيجي.
  • وبهذا الشكل، فإننا نقوم بنقل السلطة في وضع هادئ بعيدا عن النزاعات، وهو عامل قوي في ضمان الاستقرار الداخلي وتعزيز المكانة الدولية لكازاخستان. وهذا مظهر آخر من مظاهر الثقافة السياسية العالية والحكمة الاستثنائية لشعبنا. إنه أيضًا مثالا جيدا للأجيال القادمة.

أشكر اليوم من هذه المنصة ومن صميم قلبي استاذي السياسي نورسلطان نازاربايف على ثقته بي في إدارة شؤون الدولة كرئيس للجمهورية في المرحلة المعقدة للتطور العالمي.

وإنطلاقا من إدراكي الكامل لمسؤوليات المهمة القادمة، فإننى أخطط لتوجيه معرفتي وخبرتي إلى أقصى درجة لضمان استمرارية المسار الاستراتيجي لزعيم الأمة.

إن الهدف المشترك للجميع – تراث زعيم الأمة السياسي والتاريخي – هو حماية استقلال دولتنا وتعزيزها.

بعد استقالته طواعية من منصب الرئيس، أظهر نورسلطان نزارباييف للعالم حكمتة كسياسي عظيم ملتزم بالقيم الديمقراطية. وبهذه الصفة تحديدا فقد دخل التاريخ الوطني والعالمي.

في هذه اللحظة الهامة من تطور دولتنا، يجب على المجتمع بأسره الالتفاف حول فكرة مواصلة بناء كازاخستان المزدهرة والديمقراطية والعادلة.

امامنا أعمال صعبة وواسعة النطاق علينا أن نقوم بها من أجل مستقبل البلاد. ولذلك أعتبر بذل جهودي وخبرتي في سبيل كازاخستان وتقديم الخدمة الوفية للشعب مهمتي الأساسية.

أشكر النواب الحاضرين في هذه القاعة، وأعضاء الحكومة، وموظفي الخدمة العامة، وعامة الجمهور، وممثلى وسائل الإعلام والسلك الدبلوماسي على تفهمهم ودعمهم.

أيها زعيم الأمة المحترم!

ايها المواطنون!

قراري الأول في منصب رئيس جمهورية كازاخستان – وفقا للقانون الدستوري حول الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان وقانون الأوسمة الرسمية، أمنح  الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان وزعيم الأمة نورسلطان نازاربايف وسام التميز “النجمة الذهبية” ولقب “بطل الشعب” لدوره التاريخي في بناء كازاخستان المستقلة وجهوده المبذولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وتوحيد المجتمع الكازاخي.