الرئيسية » أرشيف » كي مون لمجلس الأمن: عدم التحرك "ترخيص لمزيد من المجازر"
أرشيف

كي مون لمجلس الأمن: عدم
التحرك "ترخيص لمزيد من المجازر"

تركزت عمليات القصف والاشتباكات، أمس، في ريف دمشق وحمص مع اقتحام لخربة غزالة في درعا، بينما هيمنت مأساة مذبحة التريمسة، التي راح ضحيتها أكثر من 220 قتيلا، على الشارع السوري في وقت تواصلت فيه ردود الفعل- العربية والدولية- المنددة بهذه المجزرة، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي فيها. فقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عدم اتفاق مجلس الأمن يعطي الرئيس السوري بشار الأسد «ترخيصا لارتكاب مزيد من المجازر»، ووجهت دعوات لمجلس الأمن للتحرك «فورا»، في حين حذرت وزيرة الخارجية الأميركية من «محاكمة تاريخية» للمجلس إذا تقاعس.

 المراقبون في التريمسة

وبعد انتظار دام يوما كاملا، تمكنت مجموعة من المراقبين الدوليين من دخول بلدة التريمسة «لتحديد الملابسات المحيطة بالمجزرة» وفق المتحدثة باسم البعثة.

وكانت البعثة قدمت تقريرا أوليا عن المجزرة (الجمعة)، أكد أن قوات الأسد استخدمت الأسلحة الثقيلة وطائرات الهليوكبتر الحربية في مهاجمة التريمسة.

واستقى المراقبون معلوماتهم بعد مراقبة الوضع من مواقع مختلفة قليلة قريبة من التريمسة، ولنحو ثماني ساعات. وتوصلوا الى أن ما حدث في القرية «امتداد لعملية للقوات الجوية السورية» في عدة مناطق. وأكدوا أنهم قاموا بمحاولات عدة لترتيب وقف لإطلاق النار يسمح بإجلاء الجرحى، لكنهم لم ينجحوا.

وقال التقرير أيضا إن المراقبين شاهدوا حربية تطلق صواريخ جو أرض، وعددا من الشاحنات والسيارات المدنية تتحرك في المنطقة تحمل مسلحين بعضهم يرتدون ملابس عسكرية، والبعض الآخر يرتدون ملابس مدنية، وعشر سيارات إسعاف إحداها كانت تنقل شخصا مسلحا.

 
ردود دولية وعربية
في الأثناء، تواصلت ردود الفعل المستنكرة لمجزرة التريمسة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة المجزرة على أنها «تصعيد صارخ للعنف»، مشددا على أنه يتعين على مجلس الأمن «توجيه رسالة قوية الى الجميع مفادها أنه ستكون هناك عواقب» إذا لم تحترم خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي الخاص الى سوريا كوفي عنان.

وأضاف بان في بيان «أدعو كل الدول الأعضاء الى أخذ قرار جماعي وحاسم من أجل إيقاف المأساة في سوريا فورا»، مؤكدا أن «عدم التحرك يصبح ترخيصا لمزيد من المجازر».

وبدورها، دانت الجامعة العربية المجزرة، وقالت إنها «وصمة عار على جبين الجناة».

وكان عنان اتهم دمشق «بالاستخفاف» بقرارات الأمم المتحدة، معتبرا في مذكرة وجهها الى مجلس الأمن ان «استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في التريمسة الذي اكدته بعثة المراقبين، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة» في المدن.

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن شعورها «بالحزن والهول»، مؤكدة أن هناك «دليلا دامغا» على أن نظام الأسد «يقتل المدنيين متعمدا»، وطالما أنه يواصل شن الحرب ضد شعبه، فإن المجتمع الدولي يجب أن يزيد من ضغوطه عليه»، مضيفة {من ارتكبوا هذه الفظاعات سيحاسبون على فعلتهم».

وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا والصين من ان رفضهما فرض عقوبات على سوريا «يعني ان تعم الفوضى والحرب».

انفجار في حماة
ميدانيا، حصدت أعمال العنف (السبت) أكثر من 40 قتيلا (حتى لحظة إعداد هذا التقرير)، غالبيتهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ففي درعا، اقتحم مئات من الجنود النظاميين والشبيحة، مدعومين بالدبابات وناقلات الجند المدرعة، بلدة خربة غزالة وسط اطلاق رصاص كثيف، وشنوا حملة مداهمات واعتقالات عشوائية واسعة. وأفاد الناشط بيان أحمد بأن «المقتحمين عمدوا الى إحراق كل بيت خال من السكان في البلدة»، وأن «الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد إسعاف أولية».

وقتل 7 مدنيين، بينهم 4 سيدات وطفلة، إثر سقوط قذيفة على منزل في دوما في ريف دمشق. كما قتل 6 من المقاتلين المعارضين في هجوم شنوه على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في حلب، أسفر أيضا عن مقتل ما لا يقل عن 5 من عناصر الحاجز. وفي حلب «استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز». وفي حماة، انفجرت سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الأمن العسكري، مما أدى الى مقتل 3 مدنيين وعنصر من الأمن العسكري. سبق ذلك حملة مداهمات واعتقالات في حي باب قبلي في حماة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وفي حمص سقط عشرة قتلى، بينهم امرأة حامل و3 مقاتلين، جراء القصف المتواصل.