الرئيسية » رئيسى » لأن اللبنانيين يرفضون قرار الجامعة العربية بإزالة التصنيف الإرهابي عن حزب الله..فإن طريقنا هو الفيدرالية
الرأي تقارير ودراسات رئيسى

لأن اللبنانيين يرفضون قرار الجامعة العربية بإزالة التصنيف الإرهابي عن حزب الله..فإن طريقنا هو الفيدرالية

هل يعتبر قيام الجامعة العربية بإزالة حزب الله من قائمة التنظيمات الإرهابية إشارة للسياسيين اللبنانيين للمضي قدما في مرشحهم الرئاسي أم إشارة لإسرائيل والمجتمع الدولي بشأن مخاطر الحرب؟في كلتا الحالتين هو خطأ بالغ ويخالف إرادة الشعب اللبنانى والذى يرفض رؤية حزب الله يتولى السلطة حتى بمباركة الجامعة العربية.ولكن إذا كان هذا هو الطريق فإن طريقنا هو الفيدرالية.

والمسلمون السنة في لبنان، كغيرهم من الطوائف، يواجهون تحديات كبيرة من نظام الحكم المركزي التقليدي. يعانون من قضايا مماثلة تتعلق بالتمثيل السياسي وتوفير الخدمات الأساسية، وهذا يجعل الفيدرالية خيارًا محتملاً لعدة اسباب .لعل ابرزها أنهم لايملكون قوى إقليمية تساندهم على غرار الشيعة وحزب الله ,يضاف إلى ذلك حالة التشظى وافتقار قيادتهم لرؤية سياسية واضحة .

كما أسهم التوزيع المناطقى السىء وعدم امتلاكهم عمقاً ريفياً فى حالة الانقسام التى تعيشها الطائفة السنية إذ لم يستطع أى زعيم سنى على مدار تاريخ البلاد فى تخطى تللك المعادلة باستثناء رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى وبالتالى فإن خيار الفيدرالية قد يكون الوصفة السحرية لبعث التيار السنى مجدداَ.

إن تطبيق الفيدرالية سيجبر المتناحرون داخل التيار السنى على التوحد ضمن إطار سياسي مختلف يستند إلى أسس ديمقراطية تطبق معايير تداول السلطة بعيدًا عن المحاصصة الطائفية وصفقات الغرف المغلقة التي يدفعهم إليها الهيكل السياسي العنصري للسلطة في البلاد.ولن تكون هناك حاجة إلى الوقوف بوجه مكون آخر على غرار “حزب الله”لأنه سيبقى حرًا في إدارة مناطقه كما يشاء، وستكون الطوائف الأخرى حرةً أيضًا في إدارة شؤونها الخاصة في مناطقها، ويتوحد الجميع داخل حكومة فيدرالية ومجلس تشريعي يراعي مصالح كل الأقليات

وكما يحمل الحل الفيدرالى عدد من الجوانب الإيجابية لكل المناطق اللبنانية إذ سيمكنها من اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها المحلية بشكل أفضل. فبدلاً من التدخل الوحيد من السلطة المركزية، يمكن لكل منطقة أن تضع سياسات تتناسب مع احتياجات سكانها وتطلعاتهم. مما يفضى إلى تقليل النزاعات وزيادة الشفافية في الحكم المحلي.

وبالتالى حال دعم السنة للمشروع الفيدرالى يمكنهم من تحقيق عدة مميزات

أولاً، يمكن أن يؤدي دعم المسلمين السنة للفيدرالية إلى تمكينهم من اتخاذ القرارات السياسية التي تؤثر على مصالحهم المحلية بشكل مباشر. بدلاً من الاعتماد على السلطة المركزية التي قد لا تكون حساسة بشكل كافٍ لحاجات منطقتهم، يمكن للفيدرالية أن تمنحهم صلاحيات أكبر في تحديد مستقبلهم السياسي والاقتصادي.

ثانياً، تتيح الفيدرالية فرصًا أكبر للمشاركة السياسية والمدنية للمسلمين السنة، مما يعزز من مشاركتهم في العملية الديمقراطية بشكل عام. بدلاً من الشعور بالنضوب أو عدم التمثيل في النظام الحالي، يمكن أن تشجع الفيدرالية المسلمين السنة على المشاركة الفعالة في السياسة وتقديم أفكارهم وآرائهم بشكل أكبر.

ثالثاً، تساهم الفيدرالية في تعزيز الشفافية والمساءلة في الحكم المحلي، مما يمكن أن يحد من الفساد ويزيد من كفاءة إدارة الموارد والخدمات العامة. هذا الجانب يمكن أن يكون جذابًا للمسلمين السنة الذين يسعون إلى بيئة أكثر عدالة وتوزيعًا للفرص في مجتمعهم.

لقد حان الوقت لكى تنضم الطائفة السنية إلى الطرح الفيدرالى باعتباره الخيار الأمثل للحفاظ على التوازن بين المكونات الطائفية والتعددية في البلاد.