الرئيسية » أرشيف » لبنان: "حرب" اعتصامات في صيدا وجهود لتطويق الوضع
أرشيف

لبنان: "حرب" اعتصامات في صيدا وجهود لتطويق الوضع

باتت مدينة صيدا جنوبي لبنان أشبه بساحة حرب غير تقليدية، بين معتصمين داعمين لرجل دين محلي، ينادي بدعم المعارضين السوريين، وآخرين مؤيدين للنظام السوري، خصوصاً مع اقتراب اعتصام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير من كسر عتبة الشهر، ووسط تخوف من انفجار الوضع، لاسيما بعدما عمد أنصاره إلى قطع الطريق البحرية ليل الخميس/الجمعة، لبعض الوقت، وهي المنفذ الوحيد الباقي لوصل صيدا بالجنوب، وحصول إشكالات مع المارة تطورت إلى تضارب لم يسلم منه الصحافيون، وأعقبه ظهور مسلح في أحياء صيدا، دفع الجيش اللبناني لتسيير دوريات وتعزيز وجوده .

في المقابل، نظمت اعتصامات مضادة أمس، قطعت أوصال المدينة التي تعاني الأمرين، وأعلنت فعاليات المدينة الإضراب العام الاثنين، وقطعت مجموعات من أهالي صيدا العديد من الطرق، ونفذت اعتصاماً احتجاجياً على الأذى الذي يصيب المدينة جراء اعتصام الأسير، وأشعلت الإطارات المطاطية في منتصف الطريق، ورفعت لافتات تندد بتحرك الأسير وتدعو إلى مواجهته، كما قطع عدد من الشبان ساحة النجمة وسط المدينة وطريقي القياعة والنافعة المؤديين إلى اعتصام الأسير، بينما نفّذ مناصرو الأخير مسيرة انطلقت من مكان الاعتصام باتجاه البولفار البحري حيث قطعوا طريقاً رئيساً لفترة وجيزة .

وإزاء الأحداث زارت النائبة بهية الحريري رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد لبحث تطورات الأحداث، وهي زيارتها الأولى لخصمها السياسي منذ سنوات، كما زارت خصمها السياسي الآخر عبد الرحمن البزري، ومفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان ومطران الأرثوذكس الياس الخوري والجماعة الإسلامية، وفعاليات أخرى للغاية ذاتها، وناشدت “الجميع التزام الحرص على أبناء البيت الواحد مع احترامنا لكل الاتجاهات السياسية”، معلنة “أننا باشرنا التواصل مع كل فعاليات صيدا ودعوتها للتهدئة تمهيدا لاجتماعها” .

ورأى سعد أن اعتصام جماعة الأسير شكّل أضرارا كبيرة على مدينة صيدا، وأشار إلى أن النقاش مع الحريري كان حول الوسائل والسبل التي يمكن أن تتخذها صيدا لحماية أمنها واستقرارها ومنع الفوضى، واعتبر أن الأسير يعبّر عن آرائه بطريقة استفزازية وغير مقبولة، لافتا إلى أن “الرأي العام بكامله يعترض على هذا التعبير عن الرأي” . وأعلن أن “هناك تحضيرات لإضراب عام الاثنين، وجدد دعوته الدولة اللبنانية لتتحمل مسؤوليتها .

في المقابل، اتهم الأسير رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله بالضلوع في ما يحصل في صيدا، وأنهما يريدان أن يجعلا الصراع سنياً، لافتا إلى “أننا تقدمنا بشكاوى على كل من اعتدى علينا، ولن نواجه هؤلاء في الشارع” . ومشيراً إلى أنه “يحق للتنظيم الشعبي الناصري أن يعبر عن رأيه بطريقة حضارية” .

ومشدداً على “أننا لن نفك الاعتصام قبل أن يقتنع حزب الله بوضع سلاحه على طاولة الحوار” . وقال في خطبة الجمعة “إما أن نسلح جماعتنا وإما السلاح كله في عهدة الدولة” .