فيما دخل لبنان مرحلة الصمت الانتخابي منذ منتصف ليل الجمعة – السبت حتى انتهاء عمليات الاقتراع مساء اليوم الأحد؛ حيث يمنع أي إعلام أو إعلان انتخابي، كما يتم منع كافة المرشحين من الإدلاء بأي تصريح أو مواقف انتخابية، تفتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين اليوم؛ للإدلاء بأصواتهم؛ حيث بلغ العدد الإجمالي للناخبين اللبنانيين 3 ملايين و746 ألفاً
و483 ناخباً أدرجوا على لوائح الشطب، وهم ينقسمون طائفياً إلى 2.391.943 مسلماً (1.085.146 سنّة و1.068.274 شيعة و206.894 دروزاً و31.629 علوياً) بنسبة 63.85 في المئة، و1.334.510 مسيحيين بنسبة 35.62 في المئة (725.535 موارنة، 257.713 أرثوذكس و172.450 كاثوليك، و87.679 أرمن أرثوذكس و19.566 أرمن كاثوليك و19.016 إنجيليين و30.681 سريان و21.870 أقليات) إضافة إلى 4.704 يهود (غالبيتهم الساحقة هاجرت من لبنان ) و15.326 «مختلفاً».
وإذا كان من المستحيل أن يقدم جميع الناخبين المسجلين على الاقتراع، فإن نسبة الإقبال ستتراوح بين 45 و65 في المئة، يستعيد من خلالهم الشعب اللبناني اليوم حقه في الحكم، عبر انتخاب السلطة التشريعية، مدماك انتظام السلطات وتفعيل عملها؛ حيث إن اللبنانيين، ومن خلال ال128 نائباً الذين يختارونهم أو «يفضلونهم»، يوصلون تطلعاتهم ونظرتهم لحكم الدولة، بعد التجديد للمجلس النيابي الحالي لمرتين متتاليتين، منذ انتخابات 2009، ويمارس اللبنانيون حقهم اليوم في الاقتراع، وفق قانون انتخابي جديد، ووفق النظام النسبي الذي يعتمد للمرة الأولى في لبنان.
في مرحلة أولى على الناخب حسم خياره حول اللائحة، التي سيؤيدها، ومن ثم منح صوته التفضيلي لمرشح واحد في القضاء الذي ينتمي إليه من ضمن اللائحة التي منحها تأييده، لا الدائرة بكاملها.
وتتنافس في العملية الانتخابية، التي تقام اليوم على كامل الأراضي اللبنانية، 77 لائحة موزعة على 15 دائرة.
وبشكل عام، يظهر لبنان وكأنه دخل في عزلة طوعية، فرضتها الانتخابات النيابية عن التطورات الكبرى والمتسارعة على مستوى المنطقة، والمفتوحة على شتى الاحتمالات.
وبعد هذا اليوم الانتخابي الطويل، تستعيد الحياة السياسية في 7 مايو/ أيار، رونقها بعد أن أدت الانتخابات.
والمرحلة الأولى التي ستلي الانتخابات ستكون غنيةً جداً بالملفات، من إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب، وحجم الأصوات التي سينالها وما سيكون عليه موقف «التيار الوطني الحر» تحديداً والرئيس ميشال عون خصوصاً، إلى إعادة تكليف الرئيس السعد الحريري وحجم الأصوات التي سينالها أيضاً في ظل الفتور بين الثنائي بري والنائب وليد جنبلاط مع الحريري، وحرص سمير جعجع على الاتفاق مع الحريري على المرحلة المقبلة؛ حيث تشهد العلاقات بين «المستقبل» و«القوات» فتوراً، وصولاً إلى تأليف الحكومة وتعقيدات التأليف على مستوى التوازنات و«الفيتوات» والأطماع والأحجام، ناهيك عن البيان الوزاري والتوليفة التي سيتم اعتمادها للعناوين الخلافية، ولكن كل ذلك يرتبط في نهاية الأمر بالنيات، فإذا كانت إيجابية فكل الأمور تمضي بمرونة وسلاسة، وفي حال كانت سلبية يعني أن التعقيد سيكون سيد الموقف.
اضف تعليق