الرئيسية » أحداث اليوم » للمرة الثانية.. جيش النظام يستعيد تدمر من داعش
أحداث اليوم رئيسى عربى

للمرة الثانية.. جيش النظام يستعيد تدمر من داعش

أعلنت موسكو الخميس أن الجيش السوري استكمل عملية استعادة مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية بإسناد جوي روسي.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية.

وانسحب مقاتلو التنظيم من المدينة الأثرية، لكنهم تركوا خلفهم عددا كبيرا من الألغام التي تعيق تقدم قوات النظام في عمق تدمر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن قد قال قبل إعلان موسكو استعادة الجيش السوري السيطرة على تدمر “انسحب التنظيم من غالبية مدينة تدمر بعد تلغيمها بشكل مكثف. ما زال هناك انتحاريون موجودون في الأحياء الشرقية”، مضيفا أن “قوات النظام لم تستطع أن تدخل عمق المدينة أو الأحياء الشرقية”.

وأوضح أنه لم يعد هناك مقاتلون في القسم الأكبر من المدينة الأثرية في جنوب غرب تدمر لكنها “ملغمة بشكل كثيف”.

وكان الجيش السوري دخل الأربعاء بدعم روسي المدينة، قبل أن يتراجع الجهاديون صباح الخميس إلى الأحياء السكنية في شرق تدمر.

وتخوض القوات السورية بمساندة روسيا التي تنفذ ضربات جوية وتنشر قوات على الأرض، معارك ضد الجهاديين منذ أسابيع في المنطقة الصحرواية في ريف حمص الشرقي.

ويسيطر التنظيم منذ 11 ديسمبر/كانون الأول 2016 على تدمر، وكان قد تمكن من الاستيلاء عليها في الفترة الممتدة من مايو/ايار 2015 حتى مارس/اذار 2016، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليها، ثم يخسرها مجددا.

والمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الإنساني نظرا لآثارها.

وأقدم التنظيم خلال فترة سيطرته على تدمر على قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما) وتنفيذ إعدام جماعي في حق 25 جنديا سوريا على المسرح الروماني. كما دمر معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر وقطعا أثرية كانت في متحف المدينة.

ودمر التنظيم مطلع العام التترابيلون الأثري المؤلف من 16 عمودا، كما ألحق أضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني. ووصفت الأمم المتحدة ذلك بـ”جريمة حرب”.

وقال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم من دمشق الخميس “نشعر بسعادة لانتهاء الكابوس”، موضحا في الوقت ذاته أنه “شعور بفرح ممزوج بالخوف أيضا”.

وأضاف “الفرح لأننا متأكدون من أنه لن يلحق بالموقع الأثري في تدمر المزيد من الدمار. والقلق على ما آلت إليه المدينة”، متابعا “هل بقي الموقع كما كان سابقا مع وجود أضرار بالغة أم حدثت تفجيرات من دون أن نعلم بها؟ انتظر التوجه إلى المدينة لمعاينة الموقع”.

ولا يخفي عبدالكريم حزنه “لأننا عندما نتحدث عن تدمر لم نعد نتحدث أبدا عن جمالها، لقد أصبحت رمزا للخوف”.

واستعادت دمشق الثلاثاء تمثالين نصفيين تم ترميمهما في ايطاليا كان التنظيم قد دمر وجهيهما بالمطارق.

ويعود تاريخ تدمر “عروس البادية” إلى أكثر من ألفي سنة. وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

وبسيطرة الجيش السوري على المدينة الأثرية يكون قد أخمد واحدة من الجبهات الملتهبة والتي واجه صعوبة في استعادتها لولا الدعم الروسي.

ومن المتوقع أن يتم تأمين المدينة بشكل أفضل وحمايتها من السقوط مجددا لتلافي أخطاء سابقة مكنت تنظيم الدولة الإسلامية من شن هجمات مباغتة وسريعة في السابق.

ويعد المكسب الميداني الأخير قوة دفع للجيش السوري المنهك الذي يقاتل على أكثر من جبهة ما شتت جهودها وأضعفه في جبهات قتال أخرى.