شهد ريف حمص وسط سوريا أمس، مجزرة جديدة راح ضحيتها 16 مدنياً، عندما هاجمت “مجموعة مسلحة” منتجعاً يقيم فيه عمال وفنيو محطة لتوليد الكهرباء، فيما عمت الاشتباكات والقصف مناطق عدة في حلب (شمال)، في وقت حذّرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من “حرب طائفية” و”إرسال إرهابيين” للقتال في سوريا، وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من النقص الحاد في مخزون الأدوية، وأكدت طهران من دمشق مواقفها من الأزمة وأنها لن تسمح بكسر محور المقاومة، وحملت الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري هناك، والمسؤولية عن اختطاف الزوار الإيرانيين .
وأعلن مصدر رسمي سوري أن “مجموعة مسلحة وبعد تعرضها لضربات موجعة من قواتنا المسلحة في عدد من أحياء حمص، قامت بارتكاب مجزرة بحق عدد من المواطنين والعمال في منتجع جندر” . وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن المسلحين أردوا 16 شخصاً، وأضاف أن “هناك أعداداً كبيرة من المصابين داخل المجمع” الذي لا يقوم بحراسته “سوى حارس مدني غير مسلح” . ولفت إلى أن المجمع “يضم عمال محطة جندر لتوليد الكهرباء وعائلاتهم”، مشيراً إلى أن هؤلاء “سوريون وإيرانيون ويابانيون، إضافة إلى جنسيات اخرى” .
في حلب (شمال)، قال مصدر رسمي إن “الجهات المختصة لاحقت مجموعات إرهابية مسلحة في بعض أحياء حلب وكبدتها خسائر كبيرة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح”، فيما ذكر المرصد أن أعمال العنف في سوريا أوقعت 130 قتيلاً، نصفهم من المدنيين .
وقال عبد الرحمن إن الجيش السوري الحر هاجم مقر الجيش الشعبي الذي يقع على الطرف الجنوبي من حي الأشرفية، وعلى الأثر، تم قصف المنطقة بالمروحيات ما دفع المقاتلين المعارضين إلى التراجع .
وعمدوا إلى “شن هجوم آخر على مقر الأمن الجنائي قرب مستشفى ابن رشد، فقامت مروحيات بقصف محيط المقر لمنع الجيش الحر من التقدم” .
سياسياً، أعلن محمد عطري المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، أن الأخير قد يصبح رئيساً للحكومة في المنفى أو رئيساً لحكومة انتقالية وهذا أمر يقرره “الثوار” .
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه لا يجب السماح بأن تنزلق الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية، وحذرت من إرسال “عملاء أو مقاتلين إرهابيين” للانضمام إلى الصراع .
وأضافت “يجب أن نبعث بإشارات واضحة جدا بشأن تجنب حرب طائفية . إن على من يحاولون استغلال معاناة الشعب السوري سواء بإرسال أتباعهم أو مقاتلين إرهابيين، أن يعلموا أن أي طرف، خاصة الشعب السوري، لن يسمح لهم بذلك” .
وجددت إيران موقفها الداعي لحل الأزمة السورية داخلياً من دون تدخل خارجي، خلال لقاء أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى سعيد جليلي الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق .
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن جليلي قوله إن “ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى”، مؤكدا أن “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم، وإيران لن تسمح بأي شكل بكسر محور المقاومة الذي تعتبر سوريا ضلعاً أساسياً فيه” .
إلى تركيا، وصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى العاصمة أنقرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك، وقال إنه لا يمكن إلا لتركيا وإيران إذا عملتا معاً حل الصراعات الإقليمية وخصوصا الصراع في سوريا . وأضاف “من دون أي من هاتين الدولتين الأساسيتين أعتقد أن تحقيق السلام والاستقرار أو إحلالهما سيكون أمراً بالغ الصعوبة ولاسيما في دولة مثل سوريا” .
وبعد أن حملت إيران الولايات المتحدة المسؤولية عن مصير رعاياها ال48 المختطفين في سوريا، ردت واشنطن بأنها لا تملك أية معلومات عن مكان وجودهم .
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل “في هذه المرحلة، لا نزال نتابع التقارير عن كثب، ونراقب الوضع، لا نستطيع تأكيد هوية الذين قيل انهم اختطفوا”، وأكد أن إيران اتصلت بالقائم بالأعمال في السفارة السويسرية في طهران، والذي يرعى المصالح الأمريكية في غياب علاقات دبلوماسية بين الجانبين، لمناقشة المسألة، وأوضح أنه “من غير المنطقي” أن تحمل إيران الولايات المتحدة مسؤولية سلامة المخطوفين .
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن عدداً كبيراً من مصانع الأدوية في سوريا التي يعصف بها الصراع أغلقت، ما تسبب في حدوث نقص شديد في أدوية الأمراض المزمنة وزيادة عدد الخسائر في الأرواح . وذكرت المنظمة أنه قبل اندلاع الاحتجاجات، قبل 17 شهراً، كانت سوريا تنتج 90% من احتياجاتها من الدواء والمستلزمات الطبية لكن الإنتاج أضير من القتال ونقص المواد الخام وأثر العقوبات وارتفاع أسعار الوقود .
اضف تعليق