قتل أربعة لبنانيين شيعة أمس الأحد بأيدي مسلحين في منطقة البقاع بشرقي لبنان وقاموا المسلحين بقطع بعض الطرق المؤدية لبلدة عرسال إثر الحادث، في حين أعلن البطريرك بشارة الراعي دعمه الرئيس ميشال سليمان والجيش باعتبارهم الوحيدين المسؤولين عن حماية الدولة اللبنانية. من جهته دعا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إلى مضاعفة الجهود "لقطع دابر الفتنة".
فقد ذكر مسؤول أمني لبناني أن أربعة لبنانيين شيعة قتلوا أمس الأحد في البقاع بشرقي لبنان على خلفية التوتر الطائفي بين السنة والشيعة والذي تصاعد جراء النزاع في سوريا.
وقال المسؤول إن "مسلحين قتلوا بالرصاص ثلاثة أفراد من عشيرة آل جعفر وشخصا رابعا ينتمي إلى عائلة أمهز فيما كانوا يعبرون منطقة القاع في البقاع" بشرقي لبنان.
وأضاف المصدر نفسه أن شخصا خامسا أصيب بجروح، مشيرا إلى أن "الأشخاص الخمسة كانوا يهربون المازوت حين وقعوا في كمين".
ووقع الحادث في منطقة زراعية في بلدة القاع ذات الغالبية السنية والمعروفة بأنها معبر للتهريب. ويتحدر سكان هذه المنطقة السنة من بلدة عرسال (البقاع الجنوبي) المؤيدة للمعارضة السورية.
وأوضح المسؤول الأمني أن التوتر في المنطقة تصاعد إثر الحادث و"تجمع أفراد مسلحون من عشيرة آل جعفر على بعد حوالي خمسة كيلومترات من بلدة عرسال" من دون تفاصيل إضافية.
وقام المسلحين بقطع بعض الطرق المؤدية إلى بلدة عرسال في البقاع شرقي لبنان، وذلك إثر توتر تشهده المنطقة عقب مقتل أربعة أشخاص من بلدات منطقة بعلبك.
وكانت بعض المعلومات قد أشارت إلى أن الأشخاص الأربعة الذين يعملون في تهريب المازوت سقطوا نتيجة كمين للجيش السوري الحر في منطقة رأس بعلبك.
وينقسم اللبنانيون بين مؤيدين للنظام السوري وغالبيتهم من أنصار حزب الله ومناصرين للمعارضة السورية ومعظمهم من مؤيدي قوى 14 آذار وأبرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
ويعتبر البقاع اللبناني منطقة نفوذ لحزب الله باستثناء بعض القرى السنية على غرار عرسال المناهضة للنظام السوري والتي تشكل نقطة عبور بين البلدين للاجئين والأسلحة والمقاتلين السوريين المعارضين بحسب مصادر أمنية، وسبق أن استهدفت بصواريخ أطلقتها مروحيات الجيش السوري.
دعم
في هذه الأثناء أعلن الكاردينال بشارة الراعي بطريرك الكنيسة المارونية دعمه الرئيس اللبناني ميشال سليمان والجيش اللبناني باعتبارهما الوحيدين المسؤولين عن حماية الدولة اللبنانية.
وأشار الراعي إلى أن فريقي الثامن والرابع عشر من آذار شوها وجه لبنان بنزاعهما المتمادي، ويعملان على تفكيك المؤسسات الدستورية والقضائية الواحدة تلو الأخرى، إلى جانب إطاحتهما بحياد لبنان وتوريطه بالحرب المؤلمة والمؤسفة في سوريا وتداعياتها.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي دعا إلى وقف ما وصفه بـحملات الشحن والتحريض والتوتير السياسي والمذهبي في البلاد، قائلا إن الخطر كبير جدا.
وقال ميقاتي الجمعة في حفل تربوي بمسقط رأسه مدينة طرابلس الساحلية شمالي البلاد إن "لبنان يمر بمرحلة عصيبة وإنهم لا يراهنون إلا على الله أولا وعلى وعي اللبنانيين لحماية السلم الأهلي وعدم الانجرار خلف بعض الأوهام التي يجري ضخها من أجل زرع الفرقة بيننا".
وناشد الجميع العودة إلى المعايير الوطنية اللبنانية وعزلها عن أية حسابات متفجرة في محيط البلاد، قائلا إن الاحتماء من الحريق لا يكون بالذهاب إلى النار بل بالابتعاد عنها.
دعوة
من جهته دعا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إلى مضاعفة الجهود "لقطع دابر الفتنة". وأكد في اجتماع مع قادة أجهزة الأمن "وجوب مواكبة هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان بأقصى درجات اليقظة والجهوزية وبمضاعفة الجهود والتضحيات لقطع دابر الفتنة البغيضة والحفاظ على المكتسبات الوطنية".
وأشار إلى أن "تماسك الجيش وصموده أمام التحديات والأخطار هو الضمانة الأكيدة لعدم عودة عقارب الساعة إلى الوراء وإدخال لبنان مجددا في أتون الصراعات الدولية والإقليمية".
ودعا الوحدات العسكرية "إلى عدم التهاون مع أي اعتداء يطال أرواح المواطنين وممتلكاتهم والتدخل الفوري لحسم الإشكالات الأمنية وتوقيف المتورطين فيها".
وجاءت هذه الدعوات على خلفية اشتباكات شهدتها عدة مناطق في لبنان وهجمات تعرض لها عناصر الجيش اللبناني. كما جاءت في ظل ردود فعل غاضبة من قوى لبنانية على تورط حزب الله المتزايد في القتال إلى جانب القوات السورية الحكومية.
اضف تعليق