الرئيسية » أرشيف » مقاتلون ليبيون يدعمون "الثورة" في سوريا
أرشيف

مقاتلون ليبيون يدعمون "الثورة" في سوريا

يقول فراس، الشاب الليبي الذي قدم الى حلب لدعم "أشقائه" السوريين، "إن الحرب في سوريا أسوأ بكثير من الحرب في ليبيا.. خلال ثورتنا كان العديد من السوريين يقاتلون الى جانبنا، والوقت حان الآن لمبادلتهم بالمثل".

وقال فراس، الذي كان شاهدا على سقوط نظام القذافي وتحرير العاصمة طرابلس، "في ليبيا كانت هناك منطقة حظر جوي يلجأ إليها المدنيون من دون أن يخشوا تعرضهم لقصف منهجي. لكن هنا تحولت المدن الى مواقع يعاقب فيها النظام شعبه بدم بارد".

وأوقف الشاب دراسته في بريطانيا لمساعدة مقاتلي المعارضة. وينتقد بشدة جمود الأسرة الدولية، ويقول: "لقد سئمت من العقوبات الدولية المفروضة على حكومة الأسد، والتي لا تجدي نفعا. وسئمت من غض الطرف، في حين تمد روسيا والصين النظام السوري بالأسلحة.. في الوقت الذي تدور فيه نقاشات يموت يوميا في سوريا أطفال ونساء في قصف القوات النظامية".

وقال مقاتل ليبي آخر، يدعى أبو عمر، إنه ترك كل شيء في ليبيا، وشعر بالحاجة الى مساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا، من خلال متابعته التغطية الإعلامية للأحداث. وأضاف: "كان علي أن أفعل شيئا من أجلهم. الأهم حالياً أن أكون هنا الى جانب أشقائي".

وينتمي فراس وأبو عمر الى كتيبة تحارب القوات النظامية في حي سيف الدولة في حلب. وقال مقاتل آخر ليبي الأصل، يدعى أبو عبدو، "بعد سقوط 30 ألف قتيل هل تعتقدون أن السوريين لا يزالون ينتظرون مساعدة الغربيين؟ لن يحرك أحد ساكنا، لأنه بالنسبة الى الغرب حياة طفل سوري لا توازي حياة طفل غربي"، مؤكدا أنه "يحارب طاغية يستخدم أسلحة اشتراها من الغرب يقتل بها شعبه".

وقال أبو عبدو: "لم نأت للجهاد، إنها ثورة"، موضحا أن "في سوريا عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب. لم نعد نؤمن منذ زمن بالوعود التي يقطعها الغرب".

وبالنسبة الى فراس فإن عدم تدخل الغرب في النزاع في سوريا كما فعل في ليبيا سببه "وجود غاز ونفط في ليبيا. والغرب يبحث دائما عن حروب يمكن أن يجني منها منافع اقتصادية، حتى وان كان ذلك على حساب آلاف القتلى كما حصل في العراق".

وأضاف: "السبب الثاني هو أن ليبيا بعيدة جغرافيا عن إسرائيل، لأن الحرب هناك لن تضر بإسرائيل، في حين أن نزاعا على نطاق واسع في المنطقة ستكون له عواقب كارثية".

وعندما نقول له ان هناك جهاديين الى جانب مقاتلي المعارضة في سوريا، يغضب فراس ويتساءل: "هل أن إطلاق لحية وأداء الصلاة يجعل منا إرهابيين أو أعضاء في القاعدة؟".

وأضاف: "استخدم القذافي الاستراتيجية نفسها، قال إننا أتباع للقاعدة، لكي لا تتدخل أوروبا عندما كان يقضي علينا. هنا نحارب طاغية ينتهك كل يوم حقوق الإنسان ويقتل شعبه".

لكنه حذّر من أن لامبالاة الغرب قد تؤدي الى بروز مجموعات موالية للقاعدة، والمعارضة التي سترى فيها الدعم الوحيد لمعركتها "حتى وإن لم تكن أهدافها واضحة".

وقال فراس: "من المؤكد أن في سوريا، كأي بلد آخر، أشخاصا يدعمون القاعدة. لقد التقيت شخصيا بمقاتلين في مجموعة مرتبطة بالتنظيم، ومن المخيف التحدث إليهم، لأنهم متشددون للغاية ويكرهون كل ما هو غربي".

وقال أبو عمر بأسف: "هؤلاء الأشخاص يلطخون الثورة السورية"، مضيفا: "ما يحدث ليس حربا طائفية، بل حرب من أجل الحرية.. لم نأت لمحاربة الشيعة أو العلويين، بل القوات التي تدعم النظام الى أي طائفة انتمت".