كرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، في المعرض، الفائزين السبعة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها العاشرة.
بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء والدبلوماسيين.
وقال د. علي بن تميم، الأمين العام للجائزة “ذات يوم شتائي، من سبعينات القرن الماضي، زار الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد مبنى التلفزيون، وبعد أن تحدث مع العاملين فيه حديثاً فياضاً بالمحبة، عابقاً بالحكمة، عامراً بالتفاؤل، توقف، رحمه الله، عند مقدمة برنامج تلفزيوني كان يتحدث عن الذهب الأسود، قائلاً: إنكم تعرضون في المقدمة صورة الغاز وهو يحترق، فكأنكم تقولون إن الإمارات تبدد الثروة التي حباها الله بها. فسارع العاملون بالاعتذار، معلنين أنهم سيغيرون تلك الصورة. فرد عليهم الشيخ زايد بعطف الأب وحزم القائد: ما الفائدة من تغيير الصورة إذا لم يتغير الواقع، لا تغيروا الصورة، نحن من سيغير الواقع أولاً. هذا هو الدرس الذي رسخه الراحل الكبير في دولة الإمارات، معلناً منهجاً نسير عليه في المصالحة بين الصورة والواقع، فلا يستقيم الظل والعود أعوج، والرائد لا يكذب أهله كما جاء في الأثر”.
تابع ابن تميم: “وهذا هو الدرب الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الدعم غير المحدود للثقافة والفكر والفن، لأنها الحجر الأساس في بناء الدولة، فنحن في الإمارات نصدر عن وعي حقيقي بأن مجابهة التحديات الكبرى تقوم على المعرفة وتتواصل بالعلم وتنهض بالثقافة وتنتهي بالاستنارة، ويسرني أن أتقدم بخالص التهنئة للعلماء والمفكرين والمبدعين الفائزين، وكلي ثقة أنهم سيستلهمون نهج الراحل الكبير الشيخ زايد في التواصل والحوار، واحترام الآخر، والعمل بتفان وإخلاص، ويطيب لي في الختام أن أتوجه بالشكر للشيخ منصور بن زايد آل نهيان على حضور الحفل وتكريم الفائزين”.
وشهدت احتفالية توزيع الجوائز عرض فيلم حول تاريخ الجائزة في السنوات العشر الماضية، يرصد مسيرتها. وتطوراتها.
وألقى الأديب أمين معلوف الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، كلمة قال فيها «بعد الشكر الجزيل العميق الصادق، كلمة واحدة في ذهني هذه الليلة، من الكتب تبدأ إعادة البناء، بناء العقول والقلوب، العقول النيرة والقلوب المتآلفة، بناء الأمل، بناء الثقة بالنفس، الثقة بأن المستقبل ليس فقط للآخرين، بل هو أيضاً لنا، لأبنائنا وبناتنا، هو لكل من يعشق العلم والفكر والفن والأدب، لكل من يعشق المعرفة والابتكار والابداع، المستقبل لمن يعشق الكتب، أي لمن يعشق الحياة».
وقال أمين معلوف «العمل الثقافي الجاد، هو ضرورة من ضرورات المجتمع الناجح، خصوصاً أن بعض مجتمعاتنا العربية تعيش مرحلة ضياع وتساؤلات كثيرة، وربما تكون هذه أكثر مراحل يحتاج فيها الإنسان إلى تفعيل دور الثقافة، وليس هناك في الحقيقة أي عائق يقف في وجه التقدم الثقافي في البلدان العربية، ومن الجميل أن يشعر الناس بضرورة الاهتمام بالثقافة، وأن تكرس الحكومات والمؤسسات إمكانات للشأن الثقافي، وأعتقد أنه ليس هناك أي أسباب تمنع ذلك، وفي حياة المجتمعات من المهم أن يكون هناك وعي بشأن الأمور المفصلية التي تخص حياة الإنسان، وإذا توفر هذا الوعي، فيمكن القول إن المجتمعات قد عرفت بوصلتها في الحياة.
وعبر د. سعيد يقطين عن سروره بالحصول على الجائزة التي تعبر عن أصالة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وتعكس مدى الاهتمام والحرص على دعم وتشجيع العلم والأدب والمعرفة، وقال: «إن شعوري في هذه اللحظات هو شعور أي إنسان يحصل على جائزة مثل جائزة الشيخ زايد، لما لها من قيمة رمزية وأدبية وثقافية» وأضاف د. يقطين: «عمر الجائزة الآن هو عشر سنوات، وهذا يعني أنها تقف بقوة كجائزة أدبية رفيعة، وتحقق تقليداً مهماً جداً، وسط مختلف الجوائز العربية، ونعتبر هذه الجائزة كما قلت مراراً انتصاراً للبحث العلمي في حقل الدراسة الأدبية، الذي ينبغي أن يتوطد، ويستمر ليصبح للفكر الأدبي موقع مهم داخل مختلف أصناف الفكر الإنساني».
يذكر أنه تم الإعلان عن الفائزين بالدورة العاشرة خلال الأسابيع الماضية وهم: «جائزة شخصية العام الثقافية»وفاز بها أمين معلوف، فرنسا/ لبنان، و«جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة» وذهبت إلى د. جمال سند السويدي من الإمارات عن كتابه «السراب» من منشورات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبوظبي 2015، «جائزة الشيخ زايد للآداب» وفاز بها إبراهيم عبدالمجيد من مصر، عن عمله «ماوراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع» من إصدارات الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 2014، «جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية» وحصل عليها د.سعيد يقطين، من المغرب، عن كتاب «الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق» من منشورات ضفاف بيروت، دار الأمان الرباط، منشورات الاختلاف الجزائر 2014، «جائزة الشيخ زايد للترجمة» وفاز بها د.كيان أحمد حازم يحيى من العراق، لترجمة كتاب «معنى المعنى» عن الإنجليزية من تأليف أوغدن ورتشاردز، وإصدارات دار الكتاب الجديد، بيروت 2015، «جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى» وفاز بها رشدي راشد مصر/ فرنسا، عن كتاب «الزوايا والمقدار» باللغة الفرنسية والعربية ومن منشورات دار دي غرويتير برلين، «جائزة الشيخ زايد للتقنيات الثقافية والنشر» وفازت بها دار الساقي، لبنان.
اضف تعليق