الرئيسية » أرشيف » مواجهات دامية بين الجيش الحر وعناصر القاعدة في سوريا وقوات الأسد تقصف حمص والثوار يهاجمون مواقع بدمشق
أرشيف

مواجهات دامية بين الجيش الحر وعناصر القاعدة في سوريا
وقوات الأسد تقصف حمص والثوار يهاجمون مواقع بدمشق

اندلعت مواجهات دامية بين فصائل الثوار المتناحرة في سوريا في الوقت الذي تحاول فيه المعارضة المسلحة وقف مكاسب القوات النظامية في الميدان، وإقناع الغرب بتزويدها بالسلاح. في قوت واصلت القوات النظامية قصفها المكثف على حمص القديمة لليوم الحادي عشر على التوالي، كما قصفت عددا من المدن والبلدات في ريف دمشق، ورد الجيش الحر بقصف مواقع عسكرية وأمنية في الرقة وحرستا القريبة من العاصمة.
 
اندلع القتال بين الثوار السوريين وفصيل راديكالي تابع لتنظيم القاعدة، وفقا للسكان المحليين ووكالة حقوقية مناهضة للحكومة. فوجود المتطرفين في ساحة القتال والفشل في توحيد الثوار تحت قيادة عسكرية موحدة جعل الولايات المتحدة وحلفائها مترددة في تسليح المعارضة.

وفي الوقت الذي يواصل فيه المقاتلون الأجانب التدفق على سوريا عبر الحدود التي يسهل اختراقها، وارتكاب الأعمال الوحشية ضد كل من المؤيدين والمعارضين للحكومة والاشتباك مع جماعات متمردة معتدلة، يبدو أن احتمالات الوحدة بين الثوار صارت بعيدة التحقيق أكثر من أي وقت مضى.

قال مقاتلون إسلاميون انهم طردوا أخيرًا لواءً منافسًا من الرقة، عاصمة المقاطعة التي يسيطر عليها الثوار في شمال شرق سوريا، لأنهم وجدوا بعضًا من مقاتليها يشربون الخمر ويختلطون بالنساء، معتبرين انهم لا يسعون للقتال. وفي المواجهة الأخيرة في بلدة دانا التي يسيطر عليها الثوار في ادلب قرب الحدود التركية، اتهم أعضاء في جماعة إسلامية متطرفة بقطع رؤوس اثنين من مقاتلي جماعة منافسة، وترك رأسيهما بجانب مكب القمامة في ساحة البلدة.

هذه الأنباء المروعة تكشفت بعد احتجاجات واشتباكات في البلدة، سلطت الضوء على عداء المقاتلين والمدنيين السوريين للفصائل الراديكالية. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى التوتر الكبير داخل حركة الثوار في الآونة الأخيرة، خصوصا بين مقاتلي الجيش السوري الحر وأعضاء من دولة الشام والعراق الإسلامية التابعة لتننظيم القاعدة، التي تضم مقاتلين مسلحين جيد.

وغالبا ما تتركز الخلافات، التي اندلعت في محافظات مثل الرقة وإدلب وحلب، على الغرور والمصالح الفردية والموارد الاقتصادية، إلى جانب الاعتبارات الأيديولوجية.

ومع ذلك، فإن الاحتكاكات تمنع الثوار من العمل كقوة مقاتلة واحدة في ظروف صعبة، في ظل تقدم القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على بعض الأراضي التي يسيطر عليها الثوار.

قصف حمص
فيما، واصلت القوات النظامية قصفها المكثف على حمص القديمة لليوم الحادي عشر على التوالي، كما قصفت عددا من المدن والبلدات في ريف دمشق، ورد الجيش الحر بقصف مواقع عسكرية وأمنية في الرقة وحرستا القريبة من العاصمة. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط ثمانية قتلى في سوريا أمس الثلاثاء.

وبث ناشطون صورا تظهر سقوط القذائف الصاروخية في ساحة ومحيط مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حي الخالدية بحمص.

كما أفادت شبكة سوريا مباشر بأن القصف شمل أيضا بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص. وذكر  المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة استخدمت في القصف إضافة إلى غارات متواصلة بالطيران الحربي.

وقد أعلنت القوات النظامية أنها أحرزت تقدما في حي الخالدية، معتمدة أسلوب "الأرض المحروقة" المرتكز على قصف مكثف وتدمير المباني.

وقال ناشطون إن حيي الخالدية وباب السباع تعرضا لقصف عنيف استخدمت فيه قوات النظام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونشوب حرائق في بعض المنازل.

وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع يوتيوب عرضت فيه تسجيلات لاشتباكات عنيفة وانفجارات قرب مسجد خالد بن الوليد. ويظهر الشريط أيضا دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.

الثوار يتصدون
وفي المقابل يقول الثوار إنهم يتصدون لكل محاولات الاقتحام منذ بدء الحملة العسكرية للقوات النظامية لاستعادة المدينة يوم 29 يونيو/حزيران الماضي.

وأدى استمرار القصف إلى نقص كبير في الاحتياجات الطبية والإنسانية.

وقال الناشط يزن الحمصي لوكالة الصحافة الفرنسية إن القطاع الطبي في المناطق المحاصرة يعاني عجزا كبيرا بعد استهلاك جزء كبير من المخصصات نتيجة القصف الشديد وارتفاع نسبة الإصابات والجرحى بشكل يومي أضعافا عدة عن المرحلة التي سبقت الحملة.

وذكر أن الحملة هي الأعنف منذ فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة منذ أكثر من عام.

ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القصف المتواصل لقوات النظام خلق وضعا إنسانيا صعبا في حمص، مشيرا إلى أن العديد من الأشخاص قضوا بسبب نقص المواد الطبية.

وأوضح المرصد أنه حتى الأنفاق القليلة التي كان مسلحو المعارضة يدخلون من خلالها التجهيزات الطبية تعرضت للقصف "في انتهاك تام للقانون الإنساني الدولي".