الرئيسية » أحداث اليوم » نزوح غير مسبوق من الغوطة.. والنظام يُدمي بلدات جديدة
أحداث اليوم رئيسى عربى

نزوح غير مسبوق من الغوطة.. والنظام يُدمي بلدات جديدة

راحة الموت تفوح من الغوطة
راحة الموت تفوح من الغوطة

سيطرت قوات النظام السوري، أمس السبت، على بلدتين جديدتين في ما تبقى تحت سيطرة الفصائل المعارضة من الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما تواصل نزوح المدنيين على نحو غير مسبوق من المنطقة في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام، وسط توقعات بأن يتم إخلاء بلدات بأكملها خلال الساعات المقبلة، في حين تواصل القصف الجوي على المنطقة، وأدت إلى غارات صباحية إلى مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال، بينما بلغت الحصيلة العامة للقتلى منذ بدء الهجوم على الغوطة نحو 1300 قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع فصيل فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد موجوداً سوى في بضع بلدات فقط.

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وحرستا غرباً حيث حركة أحرار الشام، وبلدات أخرى جنوباً يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن مع وجود لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

وأوضح عبد الرحمن أن «المقاتلين ينسحبون إلى البلدات التي لا تزال تحت سيطرة فيلق الرحمن»، والتي تدور اشتباكات قربها.

وكان فصيل فيلق الرحمن يعد نحو ثمانية آلاف مقاتل. وأعلن أمس الأول مع فصيلي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا، الداعمة لدمشق، حول وقف لإطلاق النار.

ومع تقدم قوات النظام في الغوطة الشرقية، جرت مفاوضات برعاية وجهاء من بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة للتوصل إلى تسوية تحميها من تمدد المعارك إليها، إلا أنها لم تتوصل إلى أي نتيجة. وأسفر تركز المعارك في تلك البلدات عن حركة نزوح كبيرة، إذ فرّ وفق المرصد السوري أمس أكثر من 20 ألف مدني في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام.

وقال تلفزيون النظام إنه جرى خروج أكثر من 10 آلاف مدني أمس من الغوطة الشرقية لدمشق عبر ممر حمورية. وفرّ أكثر من 40 ألف مدني منذ الخميس هرباً من المعارك والقصف العنيف، محاولين الوصول إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، بحسب المرصد.

وزادت معاناة سكان الغوطة الشرقية مع التصعيد العسكري الأخير، وانتقلوا إلى أقبية غير مجهزة للاحتماء، من دون أن يتمكنوا من الخروج منها تحت وطأة القصف. ومع اشتداد المأساة، بدأت حركة نزوح جماعي منذ الخميس هرباً من الموت وبعد أن فتحت قوات النظام ممراً لخروج المدنيين إلى مناطقها.

وعبر عدد من سكان الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية عن خشيتهم من الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة خوفاً من الاعتقال أو التجنيد الإجباري، لكن استمرار التصعيد لم يترك أمامهم أي خيار آخر.

وقال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية إن الطائرات الحربية للنظام شنت أكثر من 30 غارة على مدينة حرستا شمال شرق العاصمة دمشق، كما قصفت تلك الطائرات بلدة عين ترما وسقط ثمانية قتلى بينهم خمسة أطفال. وأضاف المصدر أن محاور بلدات كفربطنا وجسرين وحمورية تشهد معارك عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي من القوات الحكومية التي قصفت مدينة دوما بصواريخ أرض أرض. وقتل أكثر من 30 مدنياً صباح السبت في قصف جوّي على مدينة زملكا في الغوطة الشرقية التي تستهدفها قوات النظام بهجوم عنيف يهدف إلى استعادة آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.