الرئيسية » تقارير ودراسات » هل تستولى حماس على السلطة وتطيح بعباس؟
تقارير ودراسات رئيسى

هل تستولى حماس على السلطة وتطيح بعباس؟

ربما يكون من المبكر رصد النتائج والتداعيات لما حدث فى غزة , وبغض النظر عن دوافع حماس وأهدافها غير أن مايمكن  تأكيده هو أنّ حركة حماس تتّجه لتكون الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بينما تستعد حركة فتح للغرق فى أعماق التاريخ.

إذ أن إعلان التأييد الذى  أصدرته “فتح” بعد ساعات قلائل على إطلاق حركة ” “حماس” عملية “طوفان الأقصى” لايتجاوز كونه ضرورة دبلومسية متوقعة  لحفظ ماء الوجه ولكنه لايعكس وحدة حقيقة بالصف الفلسطينى , فما حصل بغزة وإن كان يظهر نضوجاً استخباراتياً وأمنياً لحركة حماس التي تمكّنت من إرساء منطق جدّي، وهو نقل المعركة إلى داخل إسرائيل غير أنه يعنى تحولاً نوعياً آخر بقواعد اللعبة بالداخل الفلسطينى .

وكان الرئيس عباس قد أكد  دعمه لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال”  كما وجه بتوفير “كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين”.

ومع أن تصريح عباس يهدف إلى عدم انحراف الأصوات داخل المجتمع الفلسطيني”، في إشارة إلى وحدة الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل بمعزل عن خلافاتهم السياسية التي أثرت في جولات القتال السابقة في قطاع غزة طوال الأعوام الـ15  الماضية، ولم تغِب عنها المناكفات بين حركتي “فتح” و”حماس”.

غير أن تصريحات بعض  المسؤولين تكشف حقيقة الانقسام وتخوفات “فتح” غذ رفض مسؤول بالسلطة اعتبار حركة “حماس” هي المبادرة بشن العملية العسكرية ضد إسرائيل، مشدداً على أنها “رد فعل فلسطيني على استباحة الدم الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.

العملية العسكرية “طوفان الأقصى”  أحدثت أصداء إيجابية في الشارع الفلسطيني، وعززت الحاضنة الشعبية لمسار حماس  ، ومن شأن ذلك أن يعزز من شعبية وقبضة حماس على القطاع، وفي الشارع الفلسطيني بشكل عام، خاصة في ظل حالة الخفوت والتراخي التي اُتهمت بها خلال الفترة الماضية نتيجة عدم انخراطها في تصعيد الفصائل ضد إسرائيل.

يضاف إلى ذلك أن الموقف الجديد لحركة حماس سيؤثر بدوره على موقف السلطة الفلسطينية من زاوية كونها الطرف المسئول عن تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهو ما يشكل نقطة ضعف جديدة بحركة فتح

كما ان معركة خلافة عباس قد تؤدي لانهيار فتح  حيث تسري في الشارع الفلسطيني تكهّنات حول هوية خلف عباس الذي ترأس السلطة الفلسطينية في 2005 لولاية كان يفترض أن تنتهي في 2009. وفى ظل الوضع الراهن من المرجح أن تفقد  فتح شعبيتها لصالح حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.

حركة حماس بشكل خاص وبعد نجاحها في قيادة هذا الطوفان أصبحت قوة إقليمية ثقيلة في ميزان القوى، وما أضاف لهذا قوة، تمكنها من أسر المئات من الجنود والمستوطنين الأمر الذي بدوره سيضع قرار التسوية بيد حماس وربما نشهد تبييضا للسجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، وهذا سيضع المقاومة أجمع وحماس خاصة في صفوف الإجماع والإلتفاف الشعبي الفلسطيني وبكل تأكيد سيكون هناك مكاسب على المستوى السياسي والإقتصادي في غزة وربما ستستطيع حماس من فرض شروطها بقوة هذه المرة فيما يخدم مصالحها.

إن التصعيد مع إسرائيل سيسمح لحركة حماس بتقديم نفسها كالطرف الوحيد الذي يدافع عن الفلسطينيين ولذا لا يمكن اعتبار حماس حركة هامشية، ولا يمكنها اليوم العودة إلى المربع الأول . لقد  سجّلت نقاطا متقدمة في معركة تمثيل الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، وأضعفت أكثر منافستها حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية.