الرئيسية » رئيسى » هل تندلع الحرب الخامسة بين الهند وباكستان ؟
تقارير ودراسات رئيسى

هل تندلع الحرب الخامسة بين الهند وباكستان ؟

طبول الحرب تقرع من جديد بين باكستان والهند وذلك  عقب تصاعد التوتر على خلفية تفجيروقع فى الـ 14 فبراير  وأسفر عن عشرات القتلى من قوات الأمن الهندية في الشطر الذي تسيطر عليه نيودلهي من إقليم كشمير، وتنبته جماعة جيش محمد التي تتمركز في باكستان

الاتهامات الهندية للحكومة الباكستانية بالتورط فى الهجوم، سرعان ما انتقلت من مدارها الكلامي  إلى حيز الخطوات العسكرية حيث استهدفت القوات الهندية لمعسكرات تابعة لجماعة “جيش محمد” المتشددة عبر خط المراقبة الحدودي مع باكستان، وأكد وزير الخارجية فيجاي جوخال، أن هذه الضربات الاستباقية كانت ضرورية لمواجهة الخطر الوشيك وأوضح أنه تم القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ومدربي الجماعة وكبار قادتها خلال هذه الغارات الجوية.

الضربات الاستباقية من جانب نيودلهى لتلافي المخاوف المحتملة  والمتمثلة فى احتمال تعرضها لهجمات انتحارية ,دفعت إسلام آباد للرد عبر إسقاط سلاح الجو مقاتلتين هنديتين داخل المجال الجوي الباكستاني، واعتقال قائد طائرة هندي. حيث قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال آصف غفور، في تصريح نقلته قناة “جيو نيوز” المحلية إنه تم إسقاط طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي داخل المجال الجوي الباكستاني عقب عبورهما خط المراقبة الحدودي. مضيفا أن القوات الباكستانية قامت بأسر طيار هندي. وفيما أغلقت باكستان مجالها الجوي بالكامل، أعلنت الهند إغلاق تسعة مطارات شمالي البلاد، حسب تقارير. وأوقفت و نيودلهي تدفق روافد مياه بنهر السند عن إسلام آباد، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا لباكستان التي تعاني من الجفاف حيث تشير التوقعات إلى أنها مقبلة على أزمة مياه في 2025.

نيران الهجمات المتبادلة لم تمنع الحرب الكلامية المستعرة بين الجانبين حيث أعلنت إسلام آباد أنها  تمتلك الإمكانات التي تؤهلها للرد على ما وصفته بـ “العدوان الهندي”، إلا أنها لا تريد الحرب.فى حين شددت الهند، على لسان وزير التنمية البشرية براكاش جافاديكار، على أنه غاراتها الجوية استهدفت معسكرات للمتشددين داخل الأراضى الباكستانية، معتبرة أن الخطوة التى اتخذها الجيش الهندى تبدو ضرورية للدفاع عن أمن البلاد، موضحا أن رئيس الوزراء الهندى أطلق يد القوات المسلحة للدفاع عن الأراضى الهندية ضد أى اعتداء. وهدّد وزير الدولة للشؤون الخارجية، فيجاي كومار سينغ، الجيران، بقوله: «يقولون إنهم يريدون تكبيد الهند خسائر فادحة. نقول لهم: في كل مرة تهاجموننا تأكدوا أن ردّنا سيكون أشد».

التوترات الطارئة ليست الأولى من نوعها إذ يجمع  البلدين تاريخ طويل من المناشاوت عنوانه إقليم كشميروالتى تعد أهم حجر عثرة في أي علاقات ثنائية بينهما. وقد وصلت الخلافات والمناوشات أوجها في عام 1998، أعقاب التجارب النووية الباكستانية التي أجريت ردا على التجارب الهندية في مطلع العام نفسه، وحينها ندد المجتمع الدولي بخطوات الجانبين.

وتتجلى الأهمية الاقتصادية التي تحظى بها كشمير بالنسبة لباكستان في وجود الأنهار التي تعد المورد الرئيسي الذي تستفيد منه باكستان في الفلاحة والزراعة.كما يعتبر خط دفاع حيوي لباكستان، واحتلاله من قبل الهند سيهدد كيان باكستان، ثم إن غالبية السكان مسلمون، يبلغ عددهم نحو 85 في المئة من السكان.بالإضافة إلى الأهمية الجيو-ستراتيجية التي يحظى الإقليم من الناحية الحربية بالنسبة لباكستان، لأن وقوعه في يد قوة معادية لباكستان بوسعه القضاء عليها في أي لحظة.

ومن زاوية الهند فهذا الإقليم له أهمية استراتيجية أمام الصين خاصة بعد أن تمكنت من السيطرة على التبت وتطور النزاع الهندي الصيني على طول الحدود في جبال الهيمالايا.هذه الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها كشمير لعبت دورا مهما في الدفع بالأطراف المتنازعة حوله إلى خوض هذه الحروب فيما بينهم قصد انضمامه لواحد منهم، خاصة إذا علمنا أن المسيطر على هذا الإقليم سيستفيد من الثروات التي يزخر بها وكذلك ربط علاقات مع الدول المجاورة التي تطل عليها خاصة الصين وأفغانستان.ولم تنطفئ نار الصراع على مدار العقود التي أعقبت الاستقلال، ظلت تخبو وتستعر، وخلال سنوات الصراع هذه، تكونت جماعة باسم “جيش محمد”، وقررت إعلان النضال المسلح من أجل ضم كشمير إلى باكستان.

مآلات التوتر الراهن قد تفضى إلى “عواقب كارثية” إذا لم تسُد لغة المنطق بين البلدين،لاسيما و أن الدولتين قوتين نوويتين، لكن بالوقت ذاته فإن امتلاك الدولتين السلاح النووي، سيفرض تدخلاُ دولياً للحيلولة دون تصاعد النزاع بين البلدين واحتواء الأزمة.صحيح أن الحكومة الهندية تبدو مصممة على عدم التهاون مع باكستان خاصة أن هناك انتخابات هندية قادمة تحاول لاستخدام التوتر كـ«مادة سياسية داخلية» بها , إذ من المتوقّع أن يدعو رئيس الوزراء الهندي، إلى انتخابات في نيسان/أبريل المقبل. فضلاً عن تفوقها على صعيد الأسلحة التقليدية، ،غير أن  هذا لا يمنع أن باكستان قادرة على إلحاق ضربات مؤثرة بالقوات الهندية، حال تصاعد الأمر. لهذا  تستبعد معظم التريجحات تكرار سيناريو اندلاع الحرب مجدداً . فالمجتمع الدولى  لن يسمح بحرب بين الهند وباكستان، أو أن يتصاعد النزاع إلى ما هو أبعد مما يجري.

كما أن التقارير الاستخباراتية حول باكستان تتحدث عن أن الحرب بين البلدين مستبعدة جداً، وأن الهند لن تختار حرب تقليدية مثل السابق، وفي رأي التقارير الاستخبارية، فإن الهند قد تلجأ في إطار صراعها مع باكستان إلى تنشيط الجبهة الغربية لباكستان وهي أفغانستان، واستخدامها كحديقة خلفية لها، ومن خلالها تقوم بالتصعيد وشن غارات على معسكرات تتهمها بالإرهاب داخل باكستان، وسيتم الرد عليها بالمثل  بما يعنى أن الهامش الوحيد المتاح بين  الجانبين تبادل المناوشات  .

أبرز جولات الصراع بين الهند وباكستان

آب/أغسطس 1965: خاض البلدان حربا قصيرة.

كانون ثاني/ديسمبر 1971: الهند دعمت محاولات باكستان الشرقية لتصبح دولة مستقلة وقامت بغارات داخل الأراضي الباكستانية وانتهت الحرب بإنشاء بنغلاديش.

أيار/مايو 1999: جنود باكستانيون ومليشيات احتلوا مواقع هندية في جبال كارجيل، والهند شنت ضربات جوية وبرية دفعت المتسللين إلى التراجع.

تشرين أول/اكتوبر 2001: هجوم مدمر على كشمير الهندية يقتل 38 شخصا، وبعد شهرين تسبب هجوم على البرلمان الهندي في مقتل 14شخصا.

تشرين ثاني/ نوفمبر 2008: أدت هجمات منسقة على محطة السكك الحديدية الرئيسية في مومباي والفنادق الفاخرة ومركز الثقافة اليهودية، إلى مقتل 166 شخصاً.

وألقت الهند باللوم على جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها.

كانون الثاني/يناير 2016: أدى الهجوم الذي استمر أربعة أيام على القاعدة الجوية الهندية في باثانكوت إلى مقتل سبعة جنود هنود وستة مسلحين.

18 أيلول / سبتمبر 2016: هجوم على قاعدة للجيش في أوري في الشطر الهندي من كشمير يقتل 19 جنديًا.

30 أيلول/سبتمبر 2016: الهند تقول إنها نفذت “ضربات جراحية” على المسلحين في كشمير الباكستانية. اسلام اباد تنفي حدوث ضربات