تسعى الولايات المتحدة لإقناع معاذ الخطيب الرئيس المستقيل من الائتلاف الوطني السوري (المعارض) للعدول عن قراره والاستمرار في منصبه.. في وقت أقرت فيه الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكيتوريا نولاند أن الولايات المتحدة تدأب على دراسة إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا.وذلك بعد دعوة الجنرال النرويجي روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الأمميين السابق إلى سوريا لفرض منطقة حظر جوي.
بينما حذر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا من إنه لا يرى نهاية قريبة للحرب الأهلية العنيفة الجارية في سوريا.
وفى التفاصيل ، قالت نولاند فى بيان صحفي أمس إن دعوة الخطيب لواشنطن من أجل نشر "بطاريات باتريوت" داخل الأراضي السورية من اختصاص الخبراء العسكريين والأمنيين المطلين على الأوضاع الاستراتيجية ولكن حسب علمي ليس هناك خطط للقيام بذلك في الوقت الراهن".
وكانت قيادة القوات الأميركية في أوروبا أعلنت في 4 يناير الماضي وصول بطاريات "باتريوت" وطواقمها الأميركية ونشرها في المناطق التي حددتها أنقرة "وفق معايير الدفاع المشترك لأعضاء حلف (الناتو)" وأن هذه البطاريات جاءت من مخزون الترسانة الأميركية في أوروبا.
وفي سؤال حول مصير معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل، قالت نولاند "ان الخطيب سيكمل ولايته المحددة بستة أشهر على رأس الائتلاف".
وكان الخطيب الذي يترأس ائتلاف المعارضة منذ تشكيله في نوفمبر الماضي، أعلن استقالته من منصبه بعد مضي 5 أيام على انتخاب غسان هيتو، رئيسا لحكومة مؤقتة تدير المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، حيث فسرت هذه الخطوة (الاستقالة) بأنها جاءت احتجاجا على تعيين هيتو الذي "خيب آمال الغرب بسبب ضعفه ومعارضته لتدخل الدول الإقليمية المباشر في سوريا"، وذلك حسب أحد المقربين منه وهو من قيادات المعارضة السورية المقيمة في واشنطن.
وفى سياق أخر ، قالت نولاند "اطلعنا على هذه التقارير الصحافية (بشأن دعوة مود)، ونحن نكرر منذ أسابيع أو حتى أشهر أننا ندرس كافة الخيارات من اجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في سوريا، كما أننا دائما نفحص ما إذا كانت هذه الخطوات قابلة للتنفيذ بنجاح".
يشار إلى أن قائد القوات الأميركية في أوروبا الأميرال جيمس ستافيريدس كان أعلن الأسبوع الماضي أن "بلدان حلف (الناتو) تقوم بإعداد خطة لعمليات عسكرية لوقف النزاع الدموي في سوريا المستمر منذ سنتين لتنفيذها عن الحاجة"، مؤكدا ان عددا من بلدان "الناتو" يدرس إمكانيات التدخل العسكري (الانفرادي) بهدف "إنهاء الحرب الأهلية في سوريا وتقديم الدعم للمعارضة، بما في ذلك استخدام الطيران الحربي لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا" في إشارة ضمنية الى أن الدولة الموكل اليها هذه المهمة في مرحلتها الأولى هي تركيا.
من جهته، قال الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا "لا أتوقع حدوث معجزات في القريب العاجل" ، داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية على طرفي النزاع ومشددا على "إن تسليح المعارضة السورية ليس حلا للأزمة".
وعبر الإبراهيمي عن إحباطه بسبب أداء المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية ووجه انتقادا لمجلس الأمن الدولي ، خصوصا إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة التي قال "إنه من المفترض أن يتحدثوا مع بعضهم البعض بشكل أكثر إلحاحا وأن يمرروا بعض القرارات عبر مجلس الأمن ، إضافة إلى التحدث إلى الأطراف ودول المنطقة بلهجة أشد بكثير مما كانت عليه قبل ذلك".
كما حذر الإبراهيمي من أن "توريد مزيد من الأسلحة إلى المعارضة سيؤدي إلى زيادة تدفق الأسلحة للحكومة، وهذا لن يحل المشكلة".









اضف تعليق