الرئيسية » أحداث اليوم » واشنطن مستعدة لانخراط أكبر في حل سلمي ينهي الحرب السورية
أحداث اليوم رئيسى عربى

واشنطن مستعدة لانخراط أكبر في حل سلمي ينهي الحرب السورية

مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي
مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي

أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الأربعاء أن روسيا تعزل نفسها بدعمها للرئيس السوري بشار الأسد وإنه كان يتعين على موسكو “منذ وقت طويل مضى أن تكف عن توفير غطاء للأسد،

وقالت “أقول لزملائي من روسيا أنكم تعزلون أنفسكم عن المجتمع الدولي في كل مرة تلقي فيها إحدى طائرات الأسد برميلا متفجرا على المدنيين وفي كل مرة يحاول فيها الأسد تجويع جماعة أخرى من السكان حتى الموت.”

كما اتهمت إيران بـ”صب الزيت على نار هذه الحرب في سوريا لتوسيع نفوذها”.

وأكدت في المقابل أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل على حل دبلوماسي بهدف انهاء النزاع المستمر منذ ستة أعوام في سوريا.

وقالت أمام مجلس الأمن “نحن مستعدون لدعم الدبلوماسية بكل ثقلنا وامكاناتنا. نحن مستعدون للمساعدة في وضع حد لهذا النزاع”.

إلا أنها أضافت أن التزام واشنطن بعملية السلام “ليس كافيا” وأنها تحتاج إلى “شركاء جادين في استخدام نفوذهم” لدى الرئيس السوري بشار الأسد.

وجاءت تصريحاتها فيما يلتقي وزير الخارجية ريكس تيلرسون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين عقب الضربة الصاروخية التي شنتها واشنطن ضد دمشق ردا على هجوم كيميائي في خان شيخون السورية.

وتصريحات هيلي هي أول مؤشر واضح على أن الادارة الأميركية الجديدة تتعامل بجدية مع المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب بعدما أكدت مرارا أن أولويتها هي محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأكدت هيلي أن “الولايات المتحدة تؤمن بشدة بأن العملية السياسية يمكن أن تنجح رغم الصعوبات”.

واعتبرت أن “الطريق إلى السلام طويل، ولن نتمكن من التوصل إلى حل سياسي بين ليلة وضحاها، ولكن يمكننا أن نبدأ العمل معا لوقف تصعيد النزاع”.

وتأتي تصريحات المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة بينما تستعد روسيا لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار جديد لإدانة استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية كانت تقدمت به واشنطن ولندن وباريس.

كما تأتي تصريحات هيلي فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الأربعاء انه “خان ثقة” الرئيس دونالد ترامب بمقارنته غير الموفقة بين ادولف هتلر والرئيس السوري بشار الأسد، في تعبير جديد عن ندمه بعدما أثارت تصريحاته موجة تنديد عالمية.

وقال سبايسر بنبرة جدية أثناء لقاء حول العلاقات بين الصحافة وترامب “ارتكبت خطأ، ليس هناك عبارة أخرى لوصف ما حدث. وتدخلت في موضوع لم يكن يفترض أن أتدخل فيه وأثرت مشاكل”.

وأضاف أنه “بصرف انتباه” الرأي العام عن قرارات ترامب بشأن سوريا (الهجوم الصاروخي الذي كان محل إشادة في الولايات المتحدة) “أعتقد أنني خنت ثقة الرئيس” مذكرا بأن “وظيفة المتحدث هي المساعدة في الترويج لما يقوم به الرئيس وانجازاته”.

وكان سبايسر صرح الثلاثاء قائلا “إن شخصا مقززا مثل ادولف هتلر لم ينزل حتى إلى مستوى استخدام السلاح الكيميائي”.

وشدد الأربعاء على “أن ارتكاب هفوة وخطأ مثل هذا أمر لا يغتفر ويستحق التوبيخ”.

وفي خضم تصريحات مربكة للمسؤولين الأميركيين وسط استعداد أميركي أكبر للانخراط أكثر في الأزمة السورية، دعا الوسيط الأممي ستافان دي ميستورا كلا من الولايات المتحدة وروسيا إلى الاتفاق على سبيل لإنهاء الحرب في سوريا وتمهيد الطريق لإجراء مفاوضات حقيقية.

جولة مفاوضات جديدة

وقال دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي إنه مستعد لإجراء جولة جديدة من المحادثات في مايو/ايار إلا أنه أكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن.

وجاءت دعوته فيما أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في موسكو محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته واشنطن على سوريا بعد اتهامها دمشق بشن هجوم كيميائي على خان شيخون.

واقر دي ميستورا بوجود “خلافات جدية” بين البلدين ولكنه قال إن لهما “مصلحة مشتركة” في إنهاء الحرب في سوريا المستمرة منذ ست سنوات وأسفرت عن مقتل 320 الف شخص.

وأكد أن على البلدين “ايجاد سبيل للعمل معا لتحقيق استقرار الوضع بشكل واقعي ومشترك لدعم العملية السياسية”.

وقال إن الأمم المتحدة مستعدة لأن تقود “مفاوضات حقيقية للتوصل إلى اتفاق لانتقال سياسي موثوق به ولا عودة عنه يتم التوصل إليه بالتوافق” لإنهاء الحرب.

ويجتمع مجلس الأمن قبل التصويت في وقت لاحق الأربعاء على مشروع قرار يطالب الحكومة السورية بالتعاون مع تحقيق في شأن هجوم خان شيخون في شمال غرب سوريا حيث قتل عشرات بغازات سامة.

وقال دي ميستورا أيضا “دعونا ننظر إلى هذا الوقت من الأزمة وهي لحظة أزمة، على أنه نقطة فاصلة وفرصة لمستوى جديد من الجدية في البحث عن حل سياسي”.

وأعلنت روسيا أن المشروع “غير مقبول”، مهددة باستخدام الفيتو.

وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء الأربعاء إن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بالأمم المتحدة تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويهدف إلى تعزيز الجهود لإجراء تحقيقات دولية في هجوم بغاز سام في سوريا.

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله إن مشروع القرار “في صيغته الحالية غير مقبول بالنسبة لنا وبالطبع لن نصوت لصالحه”.

ويشبه مشروع القرار نصا جرى توزيعه على الدول الأعضاء في المجلس وعددها 15 دولة الأسبوع الماضي ويدين الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل/نيسان ويحث الحكومة السورية على التعاون مع المحققين.

وفي السياق ذاته قالت الخارجية الروسية الأربعاء إن القوى المناهضة لروسيا في الغرب تحاول وأد التقدم الذي تحقق في المحادثات السورية بمساعدة موسكو.

وكانت روسيا قد بدأت مع إيران وتركيا مسارا منفصلا في محادثات السلام السورية في كازاخستان.